صبحي القاعوري: الأسد.. لكم دستورُكم ولنا دستورُنا


هذه هي القاعدة ، عدم السماح للقوى الخارجية التدخل في وضع بنود دستور اي دولة ، والشعب مصدر السلطات ، هكذا تقول كل دساتير العالم ، وهذا ما قاله الأسد الشعب السوري بجميع اطيافه هم من يضع بنود الدستور ، وليس اميركا وروسيا وباقي الدول التي تآمرت على الدولة السورية وشعبها .

تعرض الأسد لضغوطات كثيرة من اميركا واوروبا وأخيراً روسيا لوضع دستور تشترك فيه المعارضة مناصفة ، ولكن الأسد رفض كل الضغوطات .

قد يقول البعض ، وهل يجرؤ الأسد على رفض طلب روسيا ، نعم ، من يعرف موقف روسيا قبل المؤامرة الكونية على سوريا ، وصمود الأسد في وجه المؤامرة قبل التدخل الروسي وتدخل حزب الله ، وللعلم ، لو سقطت دمشق في يد الإرهاب الدولي ممثلاً في اميركا والعدو الصهيوني لسقطت فوراً بغداد وبعدها طهران وموسكو ، صمود الأسد كان دفاعاً عن هذه الدول ، وهذه الدول تعرف تماماً بأن الأسد كان يدافع عنها ، والأسد هو من اعاد الى روسيا دورها في العالم ، حيث كانت اميركا تعتبرها من دول العالم الثالث بعد سقوط الإتحاد السوفيتي ، ولولا الأسد لبقيت روسيا دولة مهمشة .

دخولها على الخط في الأحداث السورية بموافقة الأسد كان لمصلحة الدولتين ، الأسد بحاجة الى دولة في مجلس الأمن تتمتع بحق النقض وبوتين بحاجة ليدخل الشرق الأوسط من اوسع بواباته وليستعيد دور الإتحاد السوفيتي .

على كل حال ، اي دولة ترضى بدستور من دولة خارجية لا يمكن الإسقرار فيها ، ودليلنا اولاً لبنان : ليس كما ندعي بأن ميشال شيحا هو من وضع دستور الطوائف لأن المستعمر الفرنسي لا يسمح له إلا بما يمليه عليه وكان الدستور بمعرفة المندوب السامي ، ومنذ مسرحية الإستقلال وشعب لبنان في حروب ، حتى جاء الطائف وهو تدخل خارجي ، وزاد الأمر تعقيداً كما نراه اليوم ، والنواب الذين وقعوا على اتفاق الطائف لا يملكون في النصوص سوى التوقيع عليها مقابل حفنة من الدولارات للأسف باعوا الوطن فيها .

العراق : عندما وضع بريمر الدستور الجديد والمحاصصة نصوصه حذرنا يومها كثيراً اخواننا العراقيين من القبول به ، وسقنا لهم المثل الوضع اللبناني ، إلا انهم لا حيلة لهم وليس بيدهم لأن المستعمر الجديد " الأمريكي " هو الأقوى وما زال ، وقد علمهم على سرقة اموال شعبهم كما لبنان ، وما زال العراق يعيش في دوامة المحاصصة الطائفية بالرغم من أن مجلس النواب العراقي صوت بالأكثرية علناً ارضاءً لشعبه بإنهاء الوجود الأمريكي ، وفي الخفاء كلهم مع الوجود الأمريكي لصالحهم وليس لصالح الوطن والمواطن .

حتى من اراد انهاء الوجود الأمريكي في العراق بدون شروط رموه خارج حلبة المسرح ، إما السكوت او الحرب الأهلية بمساعدة دول اقليمية ، واجمعت القوة السياسية على تنفيذ اوامر المحتل الأمريكي ، ولكن الوضع لم يهدأ ، والفوضى ما زالت مستمرة ، لا بل ادخلوا الدواعش من جديد الى المسرح العراقي ، والحكومة تحاول بشتى الطرق حل الحشد الشعبي وزج قياداته في السجون ليصرح ويرتع المحتل كما يبغي وكما يشتهي .

العبرة ، اذا اولاد البلد ما وضعوا نصوص دستورهم الأفضل لهم تعيين مندوب سامي ، هذا اذا قبل المستعمر ، لأن الإستعمار اليوم بأيدي ابن البلد اوفر لهم تكاليف من الإستعمار المباشر والنتيجة افضل .

والأسد ، ادرك هذا وقالها بالفم الملآن : لكم دستوركم ولنا دستورنا ،هل من رجل في لبنان والعراق يقف هذا الموقف .. اشك في ذلك .

تعليقات: