تكريم حسام الصباح‎‎ برعاية وزير الثقافة


النبطية -

رعى وزير الثقافة الدكتور عباس مرتضى ممثلا بمستشاره الدكتور ناصيف نعمة الحفل الذي نظمته بلدية النبطية ونقابة الممثلين في لبنان والمجلس الثقافي للبنان الجنوبي وجمعية تقدم المراة في النبطية وبيت المصور لتكريم الفنان والمخرج والممثل الراحل حسام الصباح وذلك في باحة حديقة بلدية النبطية بحضور شخصيات وفاعليات ووجوه ثقافية وتربوية وفنانين.

وتخلل الحفل كلمات لكل من صادق اسماعيل باسم بلدية النبطية، نعمة بدوي بإسم نقابة ممثلي المسرح والسينما والاذاعة والتلفزيون في لبنان، الزميل عماد عواضة باسم مدير عام قناة المنار، زهرة سلوم بإسم الجمعيات المشاركة ، والفنانون زاهي وهبي ، رفيق علي احمد ، نقولا دانيال، مشهور مصطفى ومنير كسرواني وكلمة عائلة الراحل ألقاها نجله علي حسام الصباح

ثم كانت كلمة ممثل راعي الحفل وزير الثقافة مستشاره الدكتور نعمة فقال:

أن يزدهي المخرج حسام الصباح ويتسامى في عليائه فينحني إجلالا لمشيئة الواحد الديان ويكون اكثر استقامة على رجاء القيامة، فتتسابق اليه المراثي وهو في لحظة إغفاء، بعد أن اسدى وأكدى مخرجا وممثلا باذلا خير وأفضل عطاء، فإن ذلك يعني انتقاء لسيرته الناصعة ومسيرته اليانعة بعيدا عن الضياع حيث النضج الى حد الإشباع، كيف لا وهو المسرحي الذي استمد

من واقعة كربلاء ويوم عاشوراء ذاك الألق ليكون له خير زاد في يوم المعاد.

وقال : منذ يومين، التقت عائلة الفقيد الفنان حسام الصباح بحضور نقيب الممثلين في لبنان نعمه بدوي وزير الثقافة عباس مرتضى الذي قال خلال اللقاء : تقديرا للموهبة التي أغنت الساحة الفنية اللبنانية بأعمال مسرحية وتلفزيونية راقية تمثيلا وإخراجا واحتراما لهذا التاريخ الفني الطويل قرر فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون منح وسام الاستحقاق اللبناني من الدرجة الثالثة للفنان الراحل وكلفني تسليمه لعائلته ناقلا تعازيه الحارة لكم ، سائلا الفقيد الرحمة ولأحبته وعائلته الصبر والعزاء. وقد اعتذر الوزير خلال اللقاء من عائلته الكريمة عدم تمكنه من الحضور اليوم كما كلفني الاعتذار لمحبيه ومكرميه الذين افتقدوه كواحد من

اصدق الفنانين اجساسا ومعايشة واقتباسا للأدوار التي مثلها وهو الذي تجسدت فيه حركة الثورة للإمام الحسين عليه السلام فعاشت فيه وفي قلبه ووجدانه، كما مدينة النبطية، مدينة الشهادة والريادة والقيادة العلمانية الحكيمة التي كانت كلمة حق وقبضة مقاومة تتصدى لكل جبار ظالم او عدو غاشم، حيث يحضرنا بهذا المجال مواقف سماحة العلامة الشيخ عبد الحسين صادق قبل وبعد الاحتلال، وهو لم يترك اهل منطقته ومدينته وتاريخها المشرف كحاضرة في جبل عامل جبل ابي ذر وموسى الصدر جبل الأوفياء والعلماء والشهداء، كل الشهداء الذين ساروا على هذا النهج المتمسك بالحق والحقيقة ليدافعوا عن وحدة لبنان وحدوده ويسطروا انصع الصفحات في الكرامة ورفض المهانة وكانوا أمناء في مواقفهم ومواقعهم المتعددة رغم الصعاب التي مروا بها وعايشوها فثبتوا بنقاء وما بدلوا تبديلا

اضافر: أن تكريمكم لحسام الصباح اليوم وفي ظل ظروف استثنائية هو ترجمة فعلية يعبر عن اصالتكم ورؤاكم الواضحة في زمن

المتاجرة والتطبيع والتهويد الثقافي ومظاهر الفساد والإفساد. ومن كانت رؤيته مساهمة في بناء الانسان كبنیان ثقافي يسهل عليه أن ينتمي لهذا الجيل النخبوي الذي يتخذ من حسام الصباح مثالا يقتدى وأنموذجا يحتذى ضمن مسارات وحدة متناسقة، مقابل التجزئة والتعدد والعبثية الضالة والمنحرفة وإن وزارة الثقافة اليوم، وفي ظل هذه الأزمات المتتالية التي نعيشها هي معنية أكثر من أي وقت مضى، بالحفاظ على تراثنا وتاريخنا وثرواتنا الفكرية والتراثية، وهذا أمر ليس بسهل، وهو بحاجة لمواطنية حقيقية تعي معنى التواصل الفعال كما تعي حقيقة العيش المشترك والتعبيرات المشتركة والاستشراف المشترك للمستقبل الذي يتجاوز شكليات واشكالات الخلافات

الفردية أو الهامشية، وصولا لوعي جامع اتفاقا وانصهارة في ورشة حضارية تقي من أخطار العصبية والنبذ والانقطاع والانغلاق. هو تحد بصمت وعلانية في آن، وعلى جميع الأحزاب والأطراف اللبنانية مهما بلغ شأنها في زمن الاضطرابات والصراعات والأزمات المتتالية والتسويات المؤقتة إن وجدت، أن تسلك طريقها نحو وحدة الهدف وهو انقاذ لبنان، لا أن تنتقل بنا موجات الغضب والسباب والعقاب الى حاراتنا الضيقة وشوارع بلداتنا ، فكل الناس تعيش اليوم نفس الإحساس من ضغط معيشي واقتصادي

وغلاء اسعار وجنون سعر صرف الدولار وإفلاسات نقدية ومصرفية، وكلنا يدرك من هم المعرقلين لأية تسوية سياسية تكون سببا لبداية حل واستقرار واستثمار، وصولا المسار تثبيت الحدود وانتاج الثرواتنا بعيدا عن اي محاصصة واستغلال ، وهذا يقتضي من السلطات السياسية التي تستمد حضورها من محازبيها وناخبيها أن تجد نفسها إن لم يكن هناك بدائل في المدى المنظور، كي نخرج من المحذور الذي نحن فيه. فمن حق الناخب ان يحاسب وأن يبدي الانتقادات والملاحظات و ليس على رجال السياسة

ورؤساء الأحزاب فحسب، بل على جميع السلطات والقيادات التي تشذ عن قواعد النظام العام بما فيها السلطة القضائية إن خرجت عن النظام وأذعنت لرأي الحكام

وقال: أجل لقد آن الأوان للتغيير، فمقامات الجعل والفعل لدى جيل شبابنا اكثر وأكبر من أن تقيد بقید حزبي او مذهبي أو طائفي، وهذا الجيل يهاجر شرقا وغربا فينتج ويبدع اينما حل وارتحل، وتصادر افكاره وايقاعه الناظم والمنتظم بشتى مقتضياته المعرفية ونتاجاته التفاعلية حين يتصدى لإعمار الداخل بصدقية واتقان، ويعاقب على ولائه واخلاصه لوطنه ما يجعله يصاب باليأس والإحباط. فإذا ما خرجنا من هذه الأزمة بنظام مدني اقتصادي توافقي يحمية الجيش والشعب أو المقاومة أويحضنه النظام

والدستور ضمن مفاهيم الحرية المسؤولة وتفعيل أجهزة الرقلية ، ستكون موروثات القبلية والطائفية والمناطقية والحزبية هي السائدة بدل الحس بالمواطنية التي تمكننا من الوصول للنظام والتنظيم الذاتي والأمن والدفاع عن وحدة لبنان واستقلاله وإعادة البناء الاقتصادي المالي على اسس ومعايير ذاتية لا تعرضنا لأزمات دائمة ومتتالية. وكل الأمل معقود على النخب البديلة وعلى حكمة صانعي التغيير واجتراح الحلول في وطن لطالما أردناه لجميع اللبنانيين. نحن وانتم جزء من صناعة هذا الواقع المفترض ضمن ثقافة ولغة وقواسم مشتركة ومعاشة، توحدنا جميعا للنهوض بلبنان

في ذكرى الراحل حسام الصباح كل الامل بنقابة الممثلين والفنانين لمتابعة مسيرته التي تساهم في الاجتماع واللقاء فالارتقاء ضمن تفاعلات حية وغنية بمضمونها ونتاجها لروحه الرحمة والمغفرة وليكن شفيعه الحسين ولعائلته ومحبيه كل العزاء

ثم جرى عرض فيلم وثائقي عن الراحل حسام الصباح .


تعليقات: