عبوات زيت دوار الشمس في مرحلة التوضيب (تعبيرية- أ ف ب).

في ظلّ الفوضى العارِمة والمنتشِرة كلّما اشتدّت الأزمة أكثر وأكثر، وفيما الغشّ والجشع لا يغيبان عن نفسية بعض التجّار، ضبط جهاز أمن الدولة ومراقبو وزارة الاقتصاد كميات من الزيت الذي يُباع على أنّه زيت دوار الشمس، لكن في الحقيقة هو #زيت فول الصويا. ماذا توضح الجهات المتابِعة للملف؟

توضيحاً، أفادت مصادر في النيابة العامّة الاستئنافية في البقاع لـ "النهار"، بأنّ "الحقيقة هي أنّه بعد أن تمّ إبلاغ أمن الدولة بأنّ هناك مستودعاً يحتوي على زيوت غير مطابِقة للمواصفات، أرسلت النيابة العامّة الاستئنافية في البقاع على الفور دورية للتأكّد، وعادت الدورية بعيّنات من علامتين تجاريتين من المستودَع على أساس أنّها زيت دوار الشمس، وهو الأصحّ للاستهلاك البشري. وتمّ إرسال هذه العيّنات إلى المختبر لفحصها. وأظهرت نتيجة الفحوصات أنّ هذا الزيت هو زيت فول الصويا لا زيت دوار الشمس، وزيت فول الصويا هو صالح للاستهلاك البشري، إنّما يُفضَّل عدم استهلاكه في القلي عدة مرات كزيت دوّار الشمس".

وتذكر مصادر النيابة العامّة أنّ "تقرير المختبر لم يذكر أبداً أنّ الزيت الذي تم فحصه غير صالح للاستهلاك البشري، فهو صالح، إنّما ما كُتِب على عبوة الزيت هو زيت دوّار الشمس لكن العبوات تحتوي على زيت فول الصويا".

وتتابع المصادر، "على الفور، تمّت مصادرة الكمية الموجودة، وخُتم المستودع حيث يتم تعبئة الزيوت بالغالونات وحيث تُختم عليها زيوت العلامات التجارية، والمحلّ بالشمع الأحمر، وتم توقيف الشخصين المطلوبين وسيُحالان إلى القضاء المختَص". وتضيف أنّه "سيتمّ تلف البضاعة غير المطابِقة وفقاً للأصول الصحّية، وباقي البضاعة سيتمّ مصادرتها، لأنّ من قاموا بهذه العملية غير مؤهَلين لبيعها".

وتختم مصادر النيابة أنّ "هذا الملف لا غبار عليه من حيث متابعته وأداء القضاء تجاهه، لكن ما يدور في الإعلام عن هذا الملف هو فرقعة إعلامية لا أكثر ولا أقلّ، ومن المؤسف والمعيب فعلاً ما تمّ تداوله من عبارات وتهويل، وما تمّ ترويجه عن أنّ الزيت المضبوط غير صالح للاستهلاك البشري غير صحيح، وكذلك غير صحيح ما تمّ تداوله أنّ هناك أشخاصاً نافذين تدخّلوا للفلفة هذا الملف".

وبحسب مصادر وزارة الاقتصاد، فإنّ مراقبي وزارة الاقتصاد وأمن الدولة في محافظة البقاع في منطقة أبلح، ضبطوا المخالفة المذكورة في تاريخ 1 حزيران الجاري، في إحدى المؤسسات التي تُعنى بتعبئة زيت دوار الشمس، حيث سطّر مراقبو حماية المستهلك المحضر وفقاً للمادّة 48 من قانون حماية المستهلك. وبعد الكشف على المستودع، تبيّن أنّ هناك غشّاً في بلد المنشأ المذكور على عبوات الزيت".