«التوك توك» يجتاح سهل البقاع!


لدى المرور في شتورة، يشقّ زحام سيارات الأجرة والباصات الصغيرة في الساحة التي تتوسّط سوريا وبيروت والبقاعين الشمالي والغربي. يتحرّك «التوك توك» بخفّة في المكان الأكثر كثافة، كوسيلة نقل، ليضفي طابعاً هندياً أو بنغالياً مستحدثاً على المكان.

في الآونة الأخيرة، بدأ هذا النوع الصغير من المركبات، والذي يسع ثلاثة أشخاص فقط، يظهر في شتورة وضواحيها. يستعين به البعض لتوصيل الأشخاص والطلبيات. وقد لاقى رواجاً بسبب تنقّلها السريع لصغر حجمها وقلة كلفة تشغيلها أو استخدامها بالمقارنة مع الفانات و«السرفيس» بعد رفع تعرفة النقل وارتفاع أسعار المحروقات وفقدانها. وقد أحصي أخيراً 1500 «توك توك» في سهل البقاع.

ابتدع اللبناني بديل «التوك توك» لتيسير شؤونه كما تأقلم مع أزمات خانقة أخرى. لكنه بقي محصوراً في بعض أحياء المناطق الشعبية. البعض في طرابلس وبيروت استخدمه ككشك متنقّل لبيع القهوة والكعك. لكنه في شتورة وجوارها في أدوار أخرى، حتى كاد يتسبب بإشكالات بين أصحابها وسائقي الفانات والتاكسي على خلفية المزاحمة.

يوميات بلدات بر الياس والمرج وسعدنايل وشتورة تشهد إشكالات يومية وصلت إلى تكسير «التوك توك» للبعض ومنع آخرين من سلوك بعض خطوط السير!

بشار صاحب وسائق «توك توك»، يبدأ جولته يومياً من بر الياس وصولاً إلى قب الياس مروراً بتعلبايا وسعدنايل شتورة وجلالا، يومياً. «اشتريته بمبلغ 2300 دولار. ملء خزانه بالبنزين لا يكلّف أكثر من 20 ألف ليرة. وأحياناً يكفي ملؤه مرة واحدة فقط في اليوم، وكلفة تسجيله 800 ألف ليرة. في المقابل، أحصل منه على مردود مالي مقبول بالمقارنة مع كلفة استخدامه». ماذا عن كلفة استخدامه على المواطنين؟ «أجرة النقل ألفا ليرة فقط لكل راكب».

يرتاح بشار في قيادة «التوك توك» أكثر من السيارة. صغر حجمه يجعله «يتحرّك بسهولة في زحمة السير كأنه يقود دراجة نارية لكن مع سعة أكبر، والأهم أنه أكثر سلامة وأمناً للسائق والراكب على السواء».

خط سير عمر في محيط المرج - بر الياس. في رأيه، فإن هذا المربع ذا الكثافة السكانية يضم وحده 500 «توك توك». مع ذلك، فإن أصحابها أو سائقيها «يتعرّضون لمضايقات من قبل سائقي الفانات والسرفيس، في محاولة منهم لاحتكار القطاع وحرمانهم قضاء أعمالهم بسلاسة». ومن أشكال التضييق، بحسب عمر، منعهم من المرور في مدينة زحلة أو محيطها «تحت طائلة حجز مركباتهم سواء كانت قانونية شرعية أو لا». عمر نفسه تعرّض سابقاً للهجوم من قبل أحد الأشخاص، الذي صوّب باتجاهه مسدساً وصادر أوراق مركبته من دون التعريف عن نفسه كجهة أمنية أو رسمية. «اقتادني من زحلة وهدّدني بالمسدس».

محمد، أحد السائقين، يتحدّث عن «وجود مافيات للتوك توك»! يذكر أحد النافذين محلياً «الذي يشغّل 30 توك توك ويسيطر على مربع محدّد ويمنع زملاء المهنة من الاقتراب والعمل في مربّعه». «فلان عنده 30 واحد، استرجي قرب ع منطقتو»! في هذا الإطار، تعرّض الكثير للسرقة بدافع «المنافسة غير الشريفة».

أرخص من السيارة... «التوك توك» يجتاح سهل البقاع في لبنان

تعليقات: