هذه هي أسرار النجاح على السوشيال ميديا


تغيّرت الحياة بشكلٍ كبير خلال العقدين الماضيين. نشأت مفاهيم جديدة وأنماط عيش مختلفة في كافة أنحاء العالم، فأصبح الإنسان رهينة العصر الرقمي الّذي نعيشه اليوم بكل ما للكلمة من معنى. ومع هذا التحول تأقلمنا، وإعتدنا على عادات جديدة أصبحت جزءاً من حياتنا اليومية مثل استخدام وسائل التواصل الاجتماعي. أمست هذه الوسائل ركيزةً لا تُمس في يومياتنا، وأصبحت عملاً ومصدر رزقٍ للملايين حول العالم، ما يدفع الجميع إلى السعي للنجاح على هذه المنصّات، ليكون السؤال: ما هو سر النجاح على مواقع التواصل الإجتماعي؟

بالتأكيد، لا يوجد إجابة واحدة عن هذا السؤال، وما قد ينجح مع فرد، قد يفشل مع الآخر، والعكس صحيح. بالإضافة إلى ذلك، النجاح موضوع نسبي يعتمد على أهداف كل فرد من استخدام هذه الوسائل المتنوّعة، لكنّ الأمر المحسوم في مجال "ال#سوشيال ميديا" أنّ المحتوى المميز هو السلاح الأقوى.

كل من يستخدم وسائل التواصل الإجتماعي يتابع حساب أحد صانعي المحتوى الّذي يلفته، وإنتشر مصطلح "Influencers" بشكلٍ كبير في السنوات القليلة الماضية، ويسعى الكثيرون للانضمام إلى هذه الفئة كل يوم.

دانا قرضاب، مُهندسة لبنانية نجحت في مجال الهندسة الداخلية، لكنّها تُحب أن يُعرّف عنها على أنّها أم، الوظيفة الإلهية كما تُسميها. الأمومة كانت مصدر إلهامها لتصبح "ماما كول"، أحد المؤثرين على مواقع التواصل الإجتماعي المختلفة، وتقول إنّ الهدف من صفحاتها هو تسليط الضوء على حياة أسرية صحية مبنية على قيّم صحية مثل المحبة، التشارك، عدم التهميش، والتوازن الأسري. وأعربت عن إيمانها بأنّ الطاقة الإيجابية تتغلب على كل المشاكل.

وأضافت قرضاب في حديثها لـ"النّهار" بأنّ الصدق والشفافية من أهم عوامل النجاح على وسائل التواصل الإجتماعي، "يجب أن يكون المحتوى حقيقياً وصادقاً لينجح الفرد، لا يمكن لأحد آخر تقليد "ماما كوول" والنجاح، كما لا يمكنني تقليد أحد آخر كذلك، التصنّع يظهر على الشاشة، والبقاء على حقيقتنا هو أهم ميزة نملكها". وعند سؤالها عن الأخطاء الأكثر شيوعاً بين مستخدمي السوشيال ميديا، تقول: "عدم الاستمرارية في خلق المحتوى خطأ كبير جداً، ووقعت فيه شخصياً حين بدأت الأزمات في لبنان. لم أستطع أن أرى بلداً بأكمله ينهار في حين أكون بعيدة عن هذا الأمر وأنشر صورة بعيدة عن الواقع، وأنا أُفضل نشر الإيجابية، لذلك عندما وجدت أنني في حالة تأثر بالأوضاع، توقفت عن النشر لفترة مما أبطأ نمو صفحاتي".

إذا كان هناك فكرة مؤكدة حتى الآن، فهي أنّ المحتوى الفريد والهادف هو أول عوامل النجاح، فكرة توافق معها يارا العريضي التي تصنع محتوى الجمال على مواقع التواصل الإجتماعي المتنوعة. وحول هذه النقطة تقول يارا، "المحتوى يجب أن يكون هادفاً وأن يشبه من يقدمه، ويجب أن يكون مُخصصاً كذلك وإلّا سيضيع المتلقي حول ماذا يُقدم هذا الحساب أو الشخص".

فضلاً عن ذلك، أكدّت العريضي أنّ الاستمرارية عامل مهم جداً، ولا يمكن لشخص أن يتوقف عن النشر وتوقع نتيجة إيجابية، مُشيرةً إلى أنّ العملية تتطلب جهداً وصبراً قبل حصد الثمار. بالإضافة إلى ذلك، تقول إنّ كل تطبيق يختلف عن الآخر في آلية استخدامه كصانع محتوى، ويجب على الأشخاص معرفة الآلية الأمثل لكل منصة. وأعطت مثالاً عن عدد المنشورات التي تختلف بين تطبيق "سناب شات" الّذي قد يتطلب نشراً يومياً وموقع "يوتيوب" الّذي قد يتطلب منشوراً أو اثنين في الأسبوع.

وأضافت، "مواكبة الصيحات أو "Trends" أمر مهم جداً، على صانع المحتوى أن يبني جمهوراً يهتم بما ينشر ويستفيد منه، ويجب أن يكون قريباً من هذا الجمهور. ما يميّزنا عن المشاهير هو قابلية وصول الناس إلينا. ويجب أن نستفيد من هذه الميزة ونتفاعل معهم بدل التكبّر عند أول خطوة نجاح، وهو خطأ شائع اليوم".

وعند طلب نصيحتها للأشخاص الّذين يسعون لتنمية صفحاتهم، قالت: "صناعة المحتوى هي لغة المستقبل ولا يجب أن ننتظر لاتخاذ هذه الخطوة. الطريق للنجاح ليس سهلاً، لكن نتائجه جميلة. وإذا وضع الشخص الجهد اللازم، سيصل". وأكدّت أنّ أحد أهم الأمور هو التحضير المُسبق للمنشورات من ناحية الفكرة، إلى كتابة النص، وصولاً إلى أبسط التفاصيل وهي خطوة ساعدتها كثيراً بشكل شخصي.

رغم أنّ النجاح موضوع نسبي لكل فرد، إلّا أنّ الاستفادة من خبرة أشخاصٍ شقوا طريقهم ولهم تأثيرهم على منصات التواصل الإجتماعي، قد يساعد بشكلٍ كبير. ولاختصار خارطة الطريق بكلمات بسيطة، على كل من يسعى لتطوير نفسه في هذا المجال أن يدرك أنّ صناعة المحتوى مسؤولية وتتطلب التزاماً، شأنها شأن أي عمل آخر.

#مواقع التواصل الاجتماعي سيف ذو حدين في زمن الوصول السهل، ومثل قابلية وصول أفكارٍ جميلة ونجاحك على هذه المنصات، خطوة واحدة خاطئة قد تقضي على كل تطوّرك، لذلك اختاروا بعناية محتواكم وكونوا أنفسكم، فتكتشفون أنكم مؤثرين وكل ما كان ينقصكم هو الإطار التوظيفي لطاقاتكم.



تعليقات: