نجوم لبنانيّون.. مع «الحياد»!


في الوقت الذي يتجنّد مشاهير الغرب دفاعاً عن القضية الفلسطينية، ارتأى كثيرٌ من «مشاهير» لبنان أن ينأَوا بأنفسهم عن كل صرخات ودماء الأطفال والنساء والضحايا في غزّة وفلسطين. قد يقول البعض بأنَّهم لا يعرفون، ولكن مطالعة سريعة لصفحاتهم على السوشال ميديا، تجد أنّهم يتابعون أحداثاً وقضايا أخرى في العالم، لكنَّهم لأسباب بعضها واضحٌ وبعضها شخصي، قرروا صمّ آذانهم عن صراخ المعذّبين في فلسطين. هناك تفصيلٌ شديد الأهمية خصوصاً لدى من يريدون «العمل في الخليج» أو «يسكنون في دبي». ذلك أنه منذ أن وقّعت الإمارات على اتفاقية التطبيع مع العدو الصهيوني، بات المشاهير العرب يخشون إغضاب حكّام الإمارة، وبالتالي خسارة «حظوتهم» لديها؛ أو خسارة «الإقامة الذهبية» التي يتسابق الجميع اليوم للحصول عليها.

نبدأ مع «فارس الأغنية العربية»، عاصي الحلّاني. الفارس الهمام، إذا ما غصنا في صفحته على الإنستغرام، نجده لا يضع إلا صوره «المشرقة» مع العائلة، أو يغنّي. وطبعاً لا بد من أن تطل صور دبي والإمارات مع أبراجها الفارهة. قد يعتقد بعضهم بأنَّ الحلاني بعيد عن «القضايا العامة» لكنّنا نرى أيضاً على حسابه فيديو لبابا الفاتيكان مأخوذاً من قناة «أم. تي. في» اللبنانية، مع تعليق حول زيارة البابا للفاتيكان وبأن «الفارس» يتابعها مع كلامٍ حول «التلاقي والحوار» وإلى ما هنالك. الحلاني أكثر نشاطاً على تويتر. لا نتحدّث هنا عن فلسطين، بل إنه أطلق كليبه الجديد قبل يومين. الحياة لا بدّ من أن تستمر، هكذا لسانُ حاله على ما يبدو. أما أطفال فلسطين؟ فلهم الله. هو «فارس الأغنية العربية»، أما فلسطين وأطفالها، فيبدو أنّهم ليسوا عرباً بما يكفي. وائل كفوري بدوره لا تعنيه فلسطين. صحيح أنّه يغنّي بالعربية، وجمهوره عربي، من جميع الأقطار، لكنّ قضية العرب المركزية لا تعنيه شيئاً ما بحسب صفحته الرسمية على انستغرام، التي تتزيّن بصوره في البحر والنهر، وحتى في «الحمام» مرتدياً «الروب». هو أيضاً ليس ببعيد عن القضايا العامة، لكن ليس فلسطين، ولا أطفالها، فهؤلاء الظاهر –وهي ثيمةٌ مشتركة مع زملائه المشاهير- ليسوا عرباً كفاية. وكان كفوري قد أطلق أخيراً أغنيته «مننجر»؛ لكنه لم يحدد «لوين مننجر». بدورها، غابت نجوى كرم هي الأخرى عن السمع. وحدها تغريدة يتيمة للفنانة اللبنانية تشير فيها إلى «أصواتنا المليئة بالحب رغم كل الوجع اللي عم نيعشوا وين ما كان». طبعاً، خلت هذه التغريدة من أي إشارة إلى فلسطين أو أطفالها أو أي شيء حول هذا. الكلام مفتوح من دون أن يحدد أي شيء، لكنّ الصفحة بعد ذلك تبدأ بـ «الحفلة»: صور الفنانة المبتهجة، مع خبر إهدائها لأصالة لقب المرأة الحديدية، فضلاً عن الحديث عن «إطلالتها» التي تخطف الأبصار. ألم يخطف بصرها ضوء الصواريخ الهابطة فوق غزة ولو قليلاً؟ جوزيف عطيّة بدوره حذا حذو زملائه، فاكتفى بالاحتفال على صفحته بعيد ميلاده، متجاهلاً أيّ تفاصيل أخرى، حول فلسطين أو أطفالها.

https://twitter.com/assihallani

https://www.instagram.com/assielhallaniofficial/

https://www.instagram.com/waelkfoury/

https://twitter.com/waelkfoury

https://twitter.com/najwakaram

https://twitter.com/josephattieh

تعليقات: