رفع الدعم كلياً أو جزئياً سوف يؤدي إلى ارتفاع كبير بسعر المحروقات (عباس سلمان)

يشكل الحديث عن البنزين ومستوى الأسعار الذي سيبلغه سعر صفيحة البنزين في حال رفع الدعم كليّاً أو جزئياً مصدر قلق وهمّ لدى الأكثرية الساحقة من اللبنانيين. ففي غياب النقل العام المشترك تصبح السيارة الخاصة حاجة وضرورة للتنقل وليست كمالية.

بالتأكيد إن رفع الدعم كلياً أو جزئياً سوف يؤدي إلى ارتفاع كبير في سعر صفيحة البنزين التي، وقبل رفع الدعم، ارتفع سعرها. فكم يستورد لبنان من البنزين سنوياً؟ ماذا كانت الأسعار قبل سنة واليوم؟ وما هو السعر المتوقع في حال رفع الدعم كلياً؟ أسئلة أجابت عليها "الدولية للمعلومات" في دراسة (جداول مرفقة) حول تطور أسعار البنزين وتوقعات وصوله في حال رفع الدعم.

استيراد البنزين

يستورد لبنان عبر شركات خاصة حاجته من البنزين عيار 98 و95 أوكتان. وقد انخفضت الكميات المستوردة والأسعار في العام 2020 مقارنة بالعام 2019، نتيجة حالات الإقفال الذي يشهده لبنان، وأيضاً نتيجة تراجع الأسعار عالمياً.

وقد تراجع الاستهلاك من 119 مليون صفيحة إلى 103.4 مليون صفيحة، أي بتراجع 15.6 مليون صفيحة، وبنسبة 13.1 في المئة. أما من حيث القيمة ونتيجة تراجع الأسعار عالمياً، فقد تراجعت من 1.331 مليون دولار إلى 827 مليون دولار. أي تراجع بـ504 مليون ونسبته 37.8 في المئة.

تطور الأسعار

عند انخفاض سعر البنزين عالمياً، كما حصل في أشهر آذار ونيسان وأيار 2020، عمدت الحكومة إلى زيادة رسم الجمارك ورسم الاستهلاك الداخلي، فارتفع من 5060 ليرة على كل صفيحة إلى 12630 ليرة. وعند عودة الأسعار العالمية إلى الارتفاع تم تخفيض الرسوم.

وبالرغم من استمرار الدعم، فقد ارتفع سعر صفيحة البنزين من أيار 2020 وحتى أيار 2021، من 23.500 ليرة إلى 39.700 ليرة. أي بزيادة 16200 ليرة. ومردّ هذا الارتفاع هو ارتفاع في قيمة نسبة الـ10 في المئة غير المدعومة، من 4000 ليرة إلى 10800 ليرة، وإلى ارتفاع السعر عالمياً من 5180 ليرة إلى 16070 ليرة.

بالنتيجة وفي حال رفع الدعم وثبات الأسعار عالمياً واستقرار سعر صرف الدولار على 13.000 ليرة، فإن سعر صفيحة البنزين قد يصل إلى نحو 151 ألف ليرة.