محمد صادق شاب لبناني أنهى حياته بسبب البطالة وحجز أمواله

الضحية محمد صادق
الضحية محمد صادق


الرواية تقول أنه "اتصل بصديقه، أخبره أنها المكالمة الأخيرة بينهما، قائلاً له "رايح عند الله"، لينفذ بعدها قراره بإنهاء حياته من خلال شنق نفسه على درج منزله"... رحل محمد صادق ابن بلدة النميرية ليلتحق بشقيقه الذي توفي قبل ٧ سنوات، ونسب كثيرون السبب الى الانتحار.


سلسلة ضغوطات

ضاقت الحياة بمحمد (30 سنة) كما قال عمه مختار بلدة النميرية سابقاً حسن صادق لـ"النهار". وشرح: "ولد محمد في الكويت وعاش فيها مع والديه وأشقائه، هو خريج جامعي في اختصاص إدارة ال أعمال، عمل في الكويت في شركة في مجال الاتصالات، كان يحول أمواله إلى لبنان عن طريق فتح حساب في أحد المصارف، وكان يتردد إلى بلده بين الفترة والأخرى، منذ حوالي 7 شهور سرح من عمله وعاد إلى لبنان، لكن للأسف كما باقي المودعين حجزت أمواله في المصرف ولم يجد وظيفة، وفي الوقت ذاته لم يعد بإمكانه العودة إلى الكويت بسبب القرار الرسمي الصادر عن هذه الدولة والذي يمنع على مغادريها الدخول اليها مجدداً، أي أنه حرم من رؤية والدته وشقيقه وشقيقته المتواجدين هناك، طلب مني أن أسعى له للسفر إلى الخارج وقد فعلت، وكان موعد انتقاله إلى ساحل العاج قريباً لكنه رحل قبل ذلك".


الاتصال الأخير

"عندما لم يتحقق أي شيء مما يطمح إليه محمد أصيب بالاكتئاب، قصد الطبيب ووصف له دواء، إلا أنه توقف عن تناوله، وصباح أمس، خرج والده من المنزل لشراء حاجيات، فما كان من محمد الا أن اتصل بصديقه وأخبره أنه ذاهب عند الله، ما دفع بصديقه الى الاتصال بوالد محمد والطلب منه التوجه فوراً إلى المنزل كذلك فعل هو، فتح الوالد الباب ليجد فلذة كبده معلقاً على الدرج داخل المنزل بعدما شنق نفسه، حيث طقت رقبته على الفور، ما أعاد فتح جرح شقيقه الذي سبق أن انتحر قبل سنوات بسبب ظروف صعبة مر بها".


توجيه إصبع الاتهام

وحمّل صادق الدولة اللبنانية والسياسيين وكل الأحزاب من دون استثناء مسؤولية ما يعانيه شباب لبنان وقال: "يحصل شبابنا على شهادات ومع هذا لا وظائف في لبنان، لا يمكنه تأسيس عائلة بعد توقف قرض الإسكان، في حين أن المسؤولين يعيشون في أفضل حال، بعدما سرقوا ونهبوا وبنوا القصور واشتروا الأراضي ويجولون في الغرب ويقضون أمتع الأوقات، أولادهم في جزر الكناري وهاواي والشعب هنا يئن وجعاً وجوعاً وبطالة. والنتيجة الشاب الجامعي شنق نفسه غير آسف على تلك الدنيا الزائفة، غادرنا من دون استئذان، فترك في قلوبنا جمراً لا ينطفئ أبداً".

رواية عم الفقيد مفجعة، وتنذر أننا في قلب الكارثة المدوية. والأكيد أننا في حاجة الى عمل جماعي كبير للتوعية ومساعدة أحدنا الآخر، في غياب حس المسؤولية عند من أوصل أفراد من الشعب الى هذا الدرك.

تعليقات: