قانصو في إفطار للقومي في النبطية: رفع الدعم مشروع حرب جديدة على لبنان


أقامت منفذية النبطية في الحزب السوري القومي الاجتماعي حفل افطارها السنوي في مطعم في أنصار، حضره ممثل النائب هاني قبيسي مدير مكتبه الدكتور محمد قانصو، وفاعليات.

افتتاحا النشيد الوطني ونشيد القومي وترحيب من عميد الاعلام في الحزب في الجنوب علي الخياط، وألقى كلمة القومي العميد الدكتور واجب قانصو نجل الوزير الراحل علي قانصو الذي قال: "نحن نعيش بحرا هائجا من المصاعب والالام والأزمات تحولت إلى ظلام قادنا إلى التشاؤم، وبات التفاؤل أحيانا سخرية بل كاد يتحول إلى وقاحة بدرجة أننا صرنا نجد في القبح جمالا وكأنه هروب إلى الوراء. لذلك، لن نسأل كيف عاد هذا الشهر هذا العام لأنه ليس هناك من جديد يضارع ما نحن عليه أو يفوقه لنسأل عنه...لسان حالنا جميعا، يدعو الى خروج لبنان من أزماته ونزاعاته السياسية الضيقة التي تعيق قيام دولة المؤسسات ودولة المواطنة".

وتابع: "لأننا أبناء نهضة عظيمة تعمل من أجل الحياة، نحرص بألا نحيد عن صراط الوحدة. فالوحدة عامل قوة لنا وبها نحصن مجتمعنا في مواجهة التحديات كل التحديات. لذلك نحن لا نرى خلاصا للبنان إلا بالتخلص من النظام الطائفي، فهذا نظام عفن لا يولد إلا الأزمات، وصار عائقا أمام أية قيامة لأنه بحكم الميت. فالطائفية ومشروع الدولة نقيضان لا يلتقيان".

وأضاف: "لبنان هذه الأيام يواجه تحديا مصيريا، فإما أن يتلمس حبل النجاة وإما أن يهلك. ونحن نرى أن النجاة ممكن بالذهاب سريعا الى تشكيل حكومة قرار في السياسة والاقتصاد، تشرع في الإصلاح الشامل لإخراج لبنان من الدوامة السلبية ماليا والتي باتت على حد السكين أو على حافة الهاوية، ولوقف الإنهيار الحاصل اقتصاديا والأزمة المعيشية الخانقة الأصعب في تاريخ لبنان والتي تضع البلد على شفير انفجار اجتماعي ستكون نتائجه كارثية على مختلف المستويات لاسيما على المستوى الأمني".

ودعا الى "الإسراع في معالجة الملفات ذي صلة بهموم الناس، وأهمها: وقف انهيار قيمة العملة الوطنية أمام الدولار الأميركي وما نتج من ذلك من تعميق لمعاناة اللبنانيين وارتفاع معدلات البطالة والفقر على نحو كارثي، وإعادة أموال المودعين المحجوزة في المصارف، والإنتقال من الاقتصاد الريعي إلى الاقتصاد المنتج لأن لا شيء يحقق النمو الفعلي ويؤمن فرص العمل إلا اقتصاد الإنتاج وهذا ما نادى به سعادة منذ تأسيس الحزب في العام 1932. الإسراع في استثمار الثروة البترولية البحرية، وإقرار موازنة شفافة وعادلة تخلو من فرض أي ضريبة على ذوي الدخل المحدود، وتأمين الكهرباء والمياه،... وتبدأ جلجلة محاربة الفساد، وتبادر الى تعزيز العلاقات مع المحيط القومي كله، وتضع حدا لسياسات التخريب والفوضى التي تقودها جهات تتربص بلبنان شرا".

وأضاف: "الناس لم تعد تحتمل هذا الوضع المعيشي الاقتصادي الصعب، لا بل لا طاقة لها على تحمل هذا الوضع، فكيف مع إجراءات رفع الدعم، إجراءات يجري الحديث عنها سياسيا وإعلاميا بخفة، لاسيما البطاقة التمويلية، من دون إدراك أنها ستؤدي إلى انفجار اجتماعي لا يمكن ضبطه أو إيقافه. لأن الأسئلة التي تطرح في هذا الإطار: من أين ستمول هذه البطاقة؟ هل من احتياطات مصرف لبنان التي باتت قريبة جدا من الاحتياط الإلزامي أي من ودائع الناس؟ وهل يكفي قرض البنك الدولي الذي حصل عليه لبنان لتأمين تمويلها؟ وهل ستخلو البطاقة من الزبائنية والإستنسابية والفساد؟ إنها فعلا محاولة للهروب من المسؤولية. نعم، إن رفع الدعم بالشكل الذي يروج له، هو مشروع حرب جديدة على لبنان، لذلك نحذر من مغبة السير به، وندعو في المقابل إلى اتباع سياسة ترشيد الدعم وفق قواعد وآليات واضحة، فالترشيد الدقيق ومتابعته بمسؤولية وطنية هو الخيار الأسلم إذا ما ارتبط بإرادة مصممة على إنقاذ البلد".

ولفت الى أن "الوضع المتردي في لبنان كما في كل الأمة، هو نتيجة للحصار والعقوبات المفروضة على هذا البلد، وعلى الشام، وليس خافيا أن لبنان يدفع فاتورة رفضه الإملاءات الأميركية التي تعبر عن خطط العدو الصهيوني واحتلاله ومصالحه. ولذلك علينا أن نعتصم بالحق وأن نرفع الصوت عاليا ودائما وأبدا، بأننا لن نتنازل عن حقنا وسندافع عن أرضنا، وأن المقاومة هي خيارنا الأوحد وخيارنا الأول والأخير".

وتوجه الى الذين "عملوا ويعملون على تشويه صورة المقاومة"، مؤكدا أن "المقاومة هي نهجنا وخيارنا وقدرنا، ماضيا وحاضرا ومستقبلا، لأن المقاومة تبقى هي المشروع الأنقى والأجدى، وأرباح هذا المشروع فيض كرامة ووقفات عز، ومنسوب لا ينضب من الحرية والسيادة، وهو معادلة قوة وعامل تحصين لوحدتنا وأداة ترفع كل حيف عن أمتنا، هي الشرف القومي، وهي باقية ما بقي الشرف ناموسا لحياتنا".

وقال: "في رمضان هذا العام نكهة مميزة للسحور تخالطها أنفاس المقاومين المنتفضين ذودا عن القدس عاصمة فلسطيننا وحفاظا على هويتها التاريخية الوطنية القومية. فهذا العام امتزاج من نوع جديد بين فرحة الصائم بإفطاره وفرحته بقيامه بواجبه القومي في التصدي للمغتصبين".

وأضاف: "الشهادة القومية أسقطت تلك الواو الكافرة بين لبنان والشام عندما ارتقى في الوقت عينه شهداء من ساحة البرج في بيروت وساحة المرجة في الشام. وها نحن، نجدد تأكيد تحالفنا الإستراتيجي مع الشام ووقوفنا جنبا إلى جنب في التصدي للإرهاب الذي يستهدفها، لأننا نؤمن بأن ما بين لبنان والشام وحدة جغرافيا، ووحدة مصالح ووحدة مصير، وسوريا ستنتصر على الإرهاب بفضل شجاعة قائدها الرئيس بشار الأسد وبفضل بطولات جيشها جيش تشرين، وبفضل موقف حلفائها الداعم لنهجها وقيادتها ودولتها ووحدتها، وإن هؤلاء الحلفاء ونحن منهم رأوا في الدفاع عن الشام دفاعا عن الأمة كلها، دفاعا عن فلسطين أولا، ودفاعا عن العراق ودفاعا عن لبنان، ولو سقطت الشام لا سمح الله لسقطت الأمة من أقصاها إلى أقصاها".














تعليقات: