رئيس بلدية مركبا: أولوياتنا.. الصحّة والتنمية

رئيس بلدية مركبا الدكتور غسان حمود
رئيس بلدية مركبا الدكتور غسان حمود


أولويّة اليوم هي الوقاية من إنتشار وباء كورونا والمحافظة على توفير الخدمات الأساسيّة: ماء، كهرباء، تنمية زراعية…

...

مركبا، بلدة جنوبية عاملية، مقاومة، تطل من عليائها على محيطها من البلدات الحاضنة لها، كأنّها الأمّ ترعاها. تشرف من شرقها على فلسطين المحتلة بشموخ وإباء، ضمّخت كل شبر من أراضيها بقصة مجد، وحكاية عز، وصبر أمّ، ودماء شهيد. زرع أبنائها البررة بذور العطاء سنابل يانعة، وسطّروا ملاحم البطولةفي وجه الغطرسة الصّهيونيّة ما مكّن بفضل الله من تحريرها وأخواتها.

العمل بالشأن العام هو جزء من هوية الإنسان

كان لمجلسها البلدي بشخص رئيسه الدّكتور غسّان حمود السّاهر دوماً على تأمين ما أمكن من الخدمات الإنمائية والحياتية، فضلاً عن أدوار المجالس المتعاقبة فيها، الدّور الهامّ في تأمين الضروريّ من المشاريع الحيويّة والتنمويّة، بغية رفع ما أمكن من الحرمان عنها، بعدما تأخّر إقرار حقها بمجلس بلديّ في أدراج الإهمال حتى العام 2000، الأمر الّذي حرمها من نعمة التنمية، وأخّر ازدهارها عقود وعقود. شأنها في هذا الحرمان شأن الكثير من أخواتها من قرى أرياف لبنان، الغائبة عن ضمير الدولة ومشاريعها.

أسرة موقع مجلة كواليس كان لها زيارة ولقاء مع رئيس بلديتها الدّكتور غسّان حمود.

* نود تعريف عن شخصكم، وبالتالي ما الذي شدكم للعمل البلدي ودونه عقبات ثلاثية الابعاد كما يقال، الشح في الاموال، وباء جائحة كورونا، ومطالب المواطنين؟

أستاذ جامعي، شرف لي أن أكون مواطنأً يخدم بلدته.

الإهتمام بالشأن العام هو قضية إنسانية بحتة، فكل إنسان يولد ضمن أسرة ومجتمع، ولا بد له من أن تشغله قضايا مجتمعه كواجب إنساني عام، والدّين يؤيد هذا، فغايته هداية الإنسان إلى تحقيق كمالاته وما يصلح شأنه.

والإنسان، وإن كان مفطوراً على حب الذات، إلّا أن إدراكه أن هذه الذات بحاجة في نيلها لمصالحها للآخرين، تدفع به نحو التكامل معهم والتعاون. وهذا ما نسميه بالفطرة الإنسانية الثانية. وهو يدفع به للتعاون مع الآخرين لتحقيق الغايات المشتركة معهم…

لذا، كل إنسان طبيعي يجب أن يشعر بضرورة العمل العامّ. من هذا المنطلق نعتبر أنفسنا ضمن هذا المسار الإنساني العامّ. نترافق مع من يسير فيه لأي شريعة أو مذهب أو إجتماعي سياسي انتمى.

والأزمة الإقتصاديّة الحاليّة بحدّتها، هي من أزمات البلد بشكل عام، وقد مررنا في العام 1989 بهكذا أزمة وإنهيار للعملة اللبنانيّة، إنما كانت البلاد تمتلك بعض الموارد، والمعامل والمصالح بقيت تعمل بشكل طبيعيّ. أما اليوم فالأمر يختلف كلياً، فإضافة للإرتفاع الهائل بسعر صرف الدولار، وتدني القيمة الشرائية للعملة اللبنانية، هناك وباء كورونا، وهناك الأزمة السياسية المتفاقمة…

كبلديّة، تكيّفنا مع الواقع لمعالجة أمور البلدة والمواطنين بما أمكن، بالتّعاون مع أهلنا الكرام، الذين يشاركوننا المسؤولية بتعاون جيّد، وإنفتاح ودعم معنوي ومادي أحيانا.

* هل تحبّذ أن يكون رئيس البلديّة من ذوي الإختصاصات التي تؤهله إدارة العمل البلدي؟

لا شك كل إنسان يتصدى لموقع عمل معين يجب أن يكون لديه حد أدنى من الخبرة والإمكانيات والتّجربة النظريّة والعمليّة العامّة، وهناك جوانب ذات بعد تخصّصي. لكن المدراء في الإدارات العليا يفضل أن يكونوا فناني إدارة قبل كل شيء.

* لنتكلم عن أهم الإنجازات والمشاريع المرسومة ضمن أجندة أعمال المجلس وما تحقق منها وما لم يتحقق؟

منذ إستلامنا إدارة المجلس البلدي في 7/ 2019 كان صندوق البلدية فارغ، وذلك بسبب التأخر في التحويلات العائدة لها من الجهات المعنية بالدولة. حيث لدينا استحقاقات ثلاث سنوات بذمة السلطات.

كان لدينا تطلعات كبيرة لتنفيذ مشاريع تنموية، وقد نفذنا جزءا منها في هذا المجلس، قسم منه بالدين. تمّ شق بعض الطرقات الزراعية، وتزفيت بعض الشوارع، ووضع بسكورس لبعضها…. دعم المزارعين بالبذار… إلا أن مشاريع اخرى لم تنجز، مثل مشروع المرفق السياحي، الذي يضم ملاعب، ومنتزهات، ومسبح، ومطعم…

مع الأزمات المستجدة، جرى تعديل البرامج في البلديّة، وتبخرت بعض أحلامنا، وإكتفينا بمتابعة الأمور الضروريةـ كالأمور المتعلقة بمكافحة وباء كورونا، وآخر مستجدات هذا الملف وتوفير عدد من ماكينات الأوكسجين لخدمة المواطنين المصابين الذين سيتحتاجون إليها، كذلك جهزنا بعض البيوت الجاهزة والغرف لزوم إستضافة المصابين أو المخالطين الذين لا تسمح لهم منازلهم بالبقاء فيها منعاً من إنتشار الوباء في أوساط الأسرة. إضافة الى ذلك،أولينا إهتماماً بالمرافق الأساسيّة الملحة للمواطن، كتعزيز معدات تكرير مياه الشفة، وتوسعة شبكة الكهرباء، والإستمرار بجمع النفايات، ولم نشعر المواطنين بوجود أزمة سيولة في البلديّة، علما أنّا نفتخر بأهلنا الذين استمروا بدفع المستحقات البلدية بشكل جيد، مع كل ما تحمله الأوضاع من ضيق وندرة امكانات ماديّة.

أحيينا المدرسة الرسمية بعد توقف عشرات السنين

لقد انحدر وضع المدرسة الرسمية أيام الإحتلال من بضع مئات من الطلبة، إلى ما لا يزيد عن 50 طالباً. وتوقفت المدرسة عن العطاء في العام 2016/2017. إلّا أنّا أعدنا إحيا المدرسة الرسمية بعد الإقفال، وذلك من خلال تقديم الدعم لها في مجالات شتّى. والآن تضم 220 طالباً.

في إطار الإمكانات المتاحة، وبناء على الضرورات الرّاهنة، يمكننا أن نعدّد عدداً من موارد الإهتمام الرئيسية اليوم: تأمين النظافة العامّة، متابعة متعلّقات وباء كورونا، تأمين مياه الشرب، متابعة مياه الخدمة وتأمينها للمواطنين، تأمين الكهرباء لحوالي 900 مشترك بالكلفة المحدّدة من السلطات، بالإضافة إلى مساعدة المحتاجين في المجالات المختلفة، صحية وغذائيّة وزراعية، ضمن الإمكانات المتاحة.

فضلاً عن ذلك، تدعم البلدية مركز الدفاع المدني والشؤون الاجتماعية في البلدة، وتهتمّ برعاية شؤون ذوي الاحتياجات الخاصة تربوياً، وذلك بالتعاون مع المؤسسات الرعائية المختصة بالمنطقة.

ولا يذهب عن بالنا محاولتنا إحياء ما أمكن من التراث العامليّ، وذلك من خلال بعض الانشطة الثقافيّة، وقد تجلى ذلك من خلال إحياء ذكرى العلّامة المجتهد الشّيخ أمين شمس الدين، وافتتاح شارع بإسمه، وكذلك من خلال بعض الندوات الثقافيّة، ونشر الكتب، ومن أهمها الكتاب الّذي قام بتحقيق مضمونه الدكتور عبد المجيد زراقط، والعائد في مخطوطاته للمغفور له الحاج علي الصّبّاغ، وقد نشر مخطوطات الكتاب تحت عنوان “رحلتان: رحلة الفراري والرحلة الحجازيّة”، والّذي نعتقد بقيمته التاريخيّة الخاصّة في التأريخ لسيرة مجتمع وعاداته وتقاليده فضلاً عن كونه سيرة رجل في خضم الصراع مع مصاعب الزمان الّذي عاشه.

وعلى هامش ما نحن فيه، يحلو لنا الحديث عن الدولة المهدورة والسلطة الفاشلة، نسأل عن بعض موارد الفشل: لماذا يُعطى الموظف في الدولة اللبنانية منحاً تعليميّة لأبنائه الذين يتابعون الدراسة في المدارس الخاصة، طالما أنّ هذه الدولة تنفق على المدارس الرسمية التي ترعاها؟ ألا يعتبر ذلك عدم ثقة بالذات؟ وإهدارا للمال العام؟

ألا يجب أن نلزم الموظف الرسميّ، وخصوصاً من هم من أبناء وزارة التربية من موظفين، بتسجيل أبنائهم في المؤسسات التربوية والتعليمية الرسمية، وأن لا نعطيهم المنح التعليميّة خارجها؟ ألا يوفر ذلك الكثير من الاعباء المالية على خزينة الدولة؟

لكن قبل التنمية، لا بد من الحديث عن أمور أخرى، تشكّل قاعدة التنمية، أعني بذلك، معاجة الفساد، وإلغاء الطائفية السياسية. ويترتب على ذلك أمور.

فالمنطقة تحررت جلها من الاحتلال الصهيوني عام 2000، انّما لم تتحرّر من اهمال السلطة. فأين اللامركزية الادارية التي ينادي بها الجميع، تخفيفاً عن كاهل المواطن وما يتكبّده من أعباء الإنتقال لانهاء العديد من معاملاته الرسمية من القرى الى العاصمة؟ وبالتالي أين ما يترتب على ذلك من خلق فرص العمل في المنطقة والتخفيف عن أهلنا؟ هل كتب علينا أن نرضخ تحت نير هذا النظام الطائفي والمحاصصة المعمول بها في لبنان حتّى تستقيم أمورنا؟ أليس بالامكان التحول الى دولة نموذجية؟

السيد موسى الصدر أول من طالب بإلغاء الطائفية السياسية

وهنا استحضر سماحة الامام المغيب السيد موسى الصدر، اول من طالب يالغاء الطائفية السياسية، إضافة لإطلاقه شرارة المقاومة، التي عبرت بنا من زمن اتفاق 17 أيار إلى زمن الحرّيّة. كما أستحضر من تلاه من قادتها الكبار، كالشّيخ الشّهيد راغب حرب، والسيد الشّهيد عباس الموسوي، والسلسلة الطاهرة من الشهداء. أستحضر هؤلاء لأقول: لولا هؤلاء لكان الحديث عما نحن فيه حديثاً عن قضية سالبة لانتفاء الموضوع.

نبذة عن بلدة مركبا

تقع في محافظة النبطية قضاء مرجعيون ، تبعد عن العاصمة بيروت ٩٠ كلم وعن مركز المحافظة ٣٠والقضاء مرجعيون ١٥ كلم ، ترتفع عن سطح البحر ٨٢٥ م يبلغ عدد سكانها ١٥٠٠٠ نسمه مساحتها ١١٠٠٠كلم٢

اصل التسمية: تعني المكان المرتفع كانه التاج المطل على ما حوله

تحدها من الجهات الاربعة: الشمال : رب تلاتين، الطيبة والقنطرة الشرق: هونين ، عديسة وفلسطين المحتلة الجنوب: حولا والغرب طلوسة وبني حيان

للوصول اليها عن طريق صيدا النبطية كفرتبنيت جسر الخردلة كفركلا عديسة ومركبا او البقاع حاصبيا مرجعيون كفركلا عديسة مركبا

او بنت جبيل عيترون ميس الجبل حولا مركبا او صور دير قانون النهر صريفا وادي السلوقي بني حيان مركبا

تتبع اابلدة اداريا” لدائرة نفوس ميس الجبل ولمخفر حولا، غير انه يوجد فيها مجلس بلدي وآخر اختياري ومدرسة تكميلية رسمية ومركز شؤون اجتماعية ودفاع مدني ومستوصف الهيئة الصحية الاسلامية ومركز ارشاد زراعي وتعاونيتين زراعيتين وسنترال اوجيرو ومحطة توزيع المياه من مشروع الوزاني الى البلدات المحيطةبها ونادي وملعب رياضي ومركز مراقبة للهدنة تابع للامم المتحدة،

وفيها كسارة ومجبل زفت ومركز لصناعة صناديق بلاستيكية ومركز لبيع الادوية والاسمدة الزراعية ومعمل احجار صخري واخر خفان وبعض المحال التجارية البسيطة

اثاراتها وثرواتها

اشجار زيتون معمرة ينابيع موسمية مغاور وكهوف قديمة محمية من اشجار الصنوبر البري

وتشتهر بزراعة الزيتون وهي من اقدم الزراعات في المنطقةً والحبوب على انواعها والاشجار المثمرة منً عنب. وتين ورمان وغيرها وهي تشرب من مياه مشروعي الطيبة والوزاني.

* حوار: رئيس التحرير فؤاد رمضان


المنطقة وإن تحررت من الإحتلال الصهيوني عام 2000 إنما لم تتحرر من إهمال الدولة
المنطقة وإن تحررت من الإحتلال الصهيوني عام 2000 إنما لم تتحرر من إهمال الدولة


العمل بالشأن العام هو جزء من هوية الإنسان
العمل بالشأن العام هو جزء من هوية الإنسان


رئيس بلدية مركبا الدكتور غسّان حمود
رئيس بلدية مركبا الدكتور غسّان حمود


















تعليقات: