كورونا: الاصابات 7 أضعاف المُعلَن

(مروان بوحيدر)
(مروان بوحيدر)



35% نسبة المناعة المجتمعية: الإصابات الفعلية سبعة أضعاف المعلنة

الاصابات الفعلية بفيروس «كورونا» تُقدّر، وفق دراسة جديدة لـ«الهيئة الصحية الاسلامية»، بسبعة أضعاف المُعلن عنه عبر وزارة الصحة. فيما يُرجّح أن نسبة المناعة المجتمعية في لبنان، قبل بدء عمليات التلقيح بدءاً من الاثنين، وصلت الى 35% من المقيمين. اللافت في الدراسة أن نسبة المناعة المجتمعية تتفاوت بين المناطق. إذ يمتلك سكان محافظتي النبطية وبيروت، مثلاً، أجساماً مضادة تقل بنسبة 30% و40% على التوالي من بقية المناطق

حتى منتصف كانون الأول الماضي، قُدّرت نسبة «المناعة المجتمعية» بنحو 16%، وفق دراسة أجرتها «الهيئة الصحية الإسلامية» بالتعاون مع وزارة الصحة. كان ذلك قبل «انفجار» الإصابات اليومية والتفشي الكبير للوباء الذي سجّل أمس 63 وفاة رفعت عدد الضحايا الإجمالي إلى 3866، كما سجّل 3136 إصابة جديدة (18 منها وافدة) من أصل 20 ألفاً و706 فحوصات.

المدير العام للهيئة مُعدّ الدراسة الدكتور عباس حب الله أوضح لـ«الأخبار» أنه في حال اعتماد معطيات هذه الدراسة وإسقاطها على الانتشار الكبير الذي شهدته البلاد في الشهرين المنصرمين، «نرجّح أن نسبة المُصابين قد تكون وصلت إلى 35%»، لافتاً إلى أن الهيئة في صدد إعداد دراسة ثانية تستكمل مسار الأولى وتواكب تطوّرات الواقع الوبائي.

صحيح أنّ الدراسة التي رصدت نسبة الأجسام المُضادة المناعية لدى 2177 عينة سبقت انتشار السلالة البريطانية المتحورة من الفيروس التي تملك قدرة أكبر على الانتشار بنسبة 70% من الفيروس «الأصلي» وباتت تُسيطر حالياً على الإصابات، إلّا أن هذه الأرقام من شأنها أن تُسلّط الضوء على جوانب عدة ينبغي الوقوف عندها.

بدايةً، تخلص الدراسة إلى أن 2% فقط ممن تبيّن «احتضانهم» للأجسام المُضادة IgG كانوا على علم بإصابتهم، في حين أن 98% كانوا يجهلون تعرّضهم للفيروس «إما لعدم ظهور عوارض عليهم، أو بسبب لعدم لجوء بعضهم لإجراء فحص pcr وغيرها من الأسباب».

وقدّرت عدد الذين أُصيبوا بالفيروس لغاية 15 كانون الأول بـ774 ألفاً أي بنسبة 16% من إجمالي المُقيمين المقدّر عددهم (بحسب الدراسة) بأربعة ملايين و842 ألفاً، علماً أن أرقام وزارة الصحة حول الحالات المثبتة لغاية التاريخ نفسه كانت تُشير إلى 105 آلاف و430 مُصاباً. يعني ذلك، عملياً، أن عدد الإصابات الفعلية يفوق تلك المثبتة لدى وزارة الصحة بأكثر من سبعة أضعاف، وأن وزارة الصحة أثبتت نحو 13.6% فقط من الإصابات الفعلية. ويعزّز هذا ما يتداوله المعنيون بملف كورونا بأن أعداد الإصابات الفعلية تفوق تلك المُثبتة والتي يعلن عنها، وهو ما من شأنه أن «يهزّ» دقّة نسبة الإماتة ونسبة الحالات الاستشفائية. إذ من المعلوم أن هاتين النسبتين تُحدّدان وفق عدد الإصابات المثبتة المعلنة لا الفعلية.

إلى ذلك، هناك معطيات تُشير إليها الدراسة «من شأنها أن تُساعد في عمليات التلقيح»، وفق حب الله، لافتاً إلى أن الدراسة خلصت، مثلاً، إلى أن لدى سُكّان محافظتي النبطية وبيروت أجساماً مضادة بنسبة 30% و40% على التوالي أقل من بقية المناطق، «ما يمكن أن يساعد في المراحل المُقبلة في تحديد الأولويات في منح اللقاح لمناطق دون أخرى». وينطبق الأمر نفسه على البلديات الكبرى، إذ تُشير الدراسة، مثلاً، إلى أن نسبة المناعة المجتمعية في حي السلم وصلت إلى 18.6% في حين أنها بلغت في الغبيري 12%، وبالتالي «يمكن الاعتماد على هذه المعطيات لإعادة إجراء المسح وتقييم الوضع من أجل توزيع اللقاحات».


لدى سُكّان النبطية وبيروت أجسام مضادة بنسبة 30% و40% أقل من بقية المناطق

إلى ذلك، أعلن وزير الصحة حمد حسن، أمس، أن اللقاح سيصل إلى لبنان عصر السبت المُقبل «لينطلق التحصين يوم الأحد ويبدأ تنفيذ الخطة الوطنية الاثنين»، لافتاً إلى أن تحقيق التحصين المجتمعي بواسطة اللقاح يمنح الأمل في مواجهة الوباء. فهل من الممكن أن تعتمد وزارة الصحة في ما بعد معيار توفر الأجسام المُضادة المناعية لدى المُصابين السابقين لتحديد الأولى بالحصول على اللقاح؟ وفق ما سبق أن أعلنته الوزارة، لا يبدو أن خيار تأجيل تلقيح المُصابين السابقين وارد بقوة، وقد يُستبعد أكثر مع الحديث عن وجود سلالات متحورة لا تمنع من إصابة «ثانية»، إذ لا يزال معيار «الغربلة» في المرحلة الأولى مرتبطاً بالفئات العمرية التي تتجاوز الـ65 فضلاً عن أصحاب الأمراض المزمنة والعاملين في القطاع الصحي وغيرهم.


أكياس للموت بدل ألبسة العيد في صيدا

مجتمع

علي حشيشو

تنهمك العاملات، في «مشغل الأم» في صيدا، بخياطة أكياس الموتى المخصصة لضحايا كورونا بالتزامن مع تزايد عدد الوفيات اليومية من جرّاء تفشّي الفيروس.

مديرة المشغل وفاء وهبي قالت لـ«الأخبار» إن الطلب على هذه الأكياس «زاد بشكل مخيف في الأيام الأخيرة، ونلبّي طلبات من بلديات المنطقة وجمعيات الإسعاف الموكل إليها أعمال الدفن». وأوضحت أن الأكياس «تُخاط من قماش مانع للنفاذ وقويّ النسج، بحيث لا يمثل خطراً على حامل جثمان المتوفى ولا يعرّضه لخطر العدوى».

«أم عمر»، المشرفة على العاملات، أفادت بأن المشغل الذي تأسّس قبل سنوات كانت وجهته صناعة الألبسة، ولا سيما ألبسة العيد، «لكننا منذ عام حوّلنا كل خط إنتاجنا لخياطة مستلزمات الوقاية من كورونا، بدءاً بالكمامات مروراً بلباس الممرّضين والمسعفين، ولم يدُر في خلدنا يوماً أن مشغلنا سيخيط أكياساً للموتى».


«خليك بالمطبخ»: «جائحة» السمنة بعد «كورونا»!

مجتمع

زينب حمود

«خليك بالبيت» في زمن «كورونا» تحوّل، فعلياً، «خلّيك بالمطبخ». الملل والضغط النفسي اللذان يسببهما الحجر المنزلي، غالباً ما يفتحان الشهية على الأطعمة الغنية بالنشويات والسكر والدهون. و«فشّة الخلق» هذه ترافقها قلة حركة والتوقف عن ممارسة الرياضة. هكذا، من يهرب من وباء «كورونا» قد يقع في «وباء» السمنة، وهو «أخطر الأمراض وأكثرها تعقيداً» بحسب اختصاصية التغذية زينب ياسين.

جدول مواعيد ياسين يغصّ بمرضى ينتظرون دورهم بعد انتهائهم من الحجر للتخلص من الوزن الزائد، إلى جانب عشرات يتواصلون معها عن بعد ليبدأوا حميتهم الغذائية، وممن تواكبهم على صفحتها على «فيسبوك» وتوجههم نحو نظام غذائي صحي.

صحّياً، تولّد البدانة جملة من الأمراض المزمنة من بينها: السكري، ارتفاع ضغط الدم، أمراض القلب والشرايين، الغدّة، تكيّس المبيض، والأمراض السرطانية. بعد انتهائها من الحجر، عانت سارة سعد من تسارع في نبضات القلب بالتزامن مع اكتسابها 10 كيلوغرامات وزناً بسبب «الاكتئاب وقلة الحركة... وإعداد قالب حلوى يومياً»!

خلال فترة الحجر، تتضاعف أعداد المصابين بالسمنة بين الفئات العمرية المختلفة. وبحسب دراسات حديثة، فإن فئة الشباب بين 20 و30 عاماً هي الأكثر تعرضاً لاكتساب الوزن المفرط، خصوصاً النساء اللواتي يقضين معظم أوقاتهن في المطبخ. كما تسجّل نسب عالية من البدانة بين الأطفال الذين يكتسبون عادات غذائية سيئة ويستبدلون اللعب بالجلوس أمام شاشات الكومبيوتر والتلفاز ساعات طويلة.

والأشخاص الذين يعانون السمنة أكثر عرضة لخطر الإصابة بفيروس «كورونا» بنسبة 46% مقارنة بالأشخاص غير البدينين، ويزيد احتمال دخولهم المستشفى بنسبة 113%، كما تزيد فرص وصولهم إلى وحدة العناية المركزة بنسبة 74%. وتصل نسبة مخاطر الوفاة بسبب الإصابة بالفيروس بين البدناء إلى 48%،وذلك بحسب دراسة أجراها باحثون في جامعة نورث كارولينا الأميركية على نحو 400 ألف مصاب بـ«كورونا»، ونشرتها مجلة «أوبيسيتي ريفيوز» (Obesity Reviews). كما يحتاج الشخص البدين إلى مساعدة في التنفس أكثر من غيره لدى الإصابة بـ«كوفيد-19» لأنه يعاني أساساً من نقص وصول الأوكسيجن إلى أعضاء الجسم الرئيسية، بحسب الطبيب ديان سيلاية من جامعة ريدينغ البريطانية.


من يعانون السمنة أكثر عرضة لخطر الإصابة بـ«كورونا» بنسبة 46%

وإلى المخاطر الصحية، تخلق البدانة انعكاسات نفسية سلبية على الفرد، سببها الشعور بعدم الرضى عن المظهر الخارجي. وكثيراً ما يتعرض البدين في المجتمع اللبناني للتنمّر والتمييز في المعاملة. و«ليس الفرد وحده معنيّاً بتسديد فاتورة البدانة، إذ إن المجتمع برمّته يتأثر سلباً بقلة فعالية البدين وتراجع إنتاجيته»، على ما يقول أستاذ علم الاجتماع في الجامعة اللبنانية أحمد الشامي.

ولتجنب الإصابة بالسمنة خلال فترات الحجر، ينصح اختصاصيو التغذية باعتماد نظام غذائي صحي متوازن، والتخفيف من استهلاك المعجنات والحلويات والأطعمة المشبعة بالدهون، كالبطاطا المقلية والوجبات السريعة. كما يشددون على ضرورة شرب الكثير من الماء وممارسة الرياضة في البيت من خلال الاستعانة بفيديوات التمارين الرياضية والرقص والزومبا، وإلا، كما تحذّر ياسين، «فسنكون أمام نتائج كارثية للسمنة على شتى الأصعدة».

35% نسبة المناعة المجتمعية: الإصابات الفعلية سبعة أضعاف المعلنة
35% نسبة المناعة المجتمعية: الإصابات الفعلية سبعة أضعاف المعلنة



أكياس للموت بدل ألبسة العيد في صيدا
أكياس للموت بدل ألبسة العيد في صيدا


«خليك بالمطبخ»: «جائحة» السمنة بعد «كورونا»!
«خليك بالمطبخ»: «جائحة» السمنة بعد «كورونا»!


تعليقات: