وفاة المتحدّث السابق باسم اليونيفيل تيمور غوكسيل بكورونا


غيّب الموت الديبلوماسي التركي، والقائد الأسبق لقوة الطوارئ الدولية في لبنان، والناطق الرسمي باسم قوات الأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان، #تيمور غوكسيل، ليل أمس، إثر مضاعفات إصابته بفيروس كورونا، ليخسر لبنان صديقاً حقيقياً، أحبّه كما لو كان ابنه ورفض مغادرته غداة انقضاء مهمّته، حتى توفي في بيروت.

وقد نعاه ابنه إمير غوكسيل، مشيراً إلى أنّ "الكلمات لا يمكن أن تصف الألم" الذي يشعر به وعائلته، "خاصة بعد الأسبوعين الصعبين اللذين سبقا وفاته".

وكتب غوكسيل على "فايسبوك": "كان تيمور أكثر الأشخاص الذين قابلتهم سخاءً، ولم يحكم على الآخرين أبداً ودعم الناس من دون قيد أو شرط، على الرغم ممّا كلّفه هذا على الصعيد الشخصي". وأضاف: "لقد ساعد كل من استطاع مساعدته. كان دائماً يواجه صراعاً برأس هادئ ونظرة براغماتية. كان يعرف دائماً كيف يغربل الهراء، وهي سمة قيّمة عند التعامل مع السياسة".

وأشار غوكسيل إلى أنّ والده الراحل كان دائماً يذكر أيامه في لبنان، حيث "كان راوياً رائعاً للقصص التي تمتدّ من مراهقته إلى خدمته الطويلة في بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان طوال الحرب الأهلية والاحتلال الإسرائيلي". وتابع: "كانت حكاياته وملاحظاته عن طبيعة الإنسان السخيفة مرحة وملأى بالعِبَر".

أحبّ غوكسيل لبنان من دون مبالغة. أحبّ هذه الأرض التي شهدت حرباً عنيفة واحتلالاً إسرائيلياً غاصباً، الأمر الذي يؤكّده إمير قائلاً: "لقد أحب تركيا ولبنان، ولهذا لم يرغب أبداً في الانتقال إلى مكان آخر".

وتابع: "كان لبنان وطنه بعيداً عن الوطن، وأعتقد أنه قضى أفضل سنواته هنا من دون ندم. لقد أحب هذا البلد بأكمله، بالفوضى التي اعترته وبشعبه الدافئ، وبالطبع الأصدقاء الرائعين. لقد أحبه حتى في الوقت الذي جعلت البنوك مدخراته (كما كل شخص آخر) غير قابلة للسحب، واستمرت الحكومة في خذلان شعبها في كل مسعى بما في ذلك الاستجابة للوباء".

سعى غوكسيل إلى تعريف ولديه إمير وزينب على الجنوب اللبناني، هو الذي تسلّم مهامه في لبنان مع "اليونيفل" في الناقورة التي كان يجهل في العام 1979، ووقع الاجتياح الإسرائيلي في العام 1982 بعد يوم من زواجه الأوّل. وكان حاضراً على مأساة قانا والمجزرة التي ارتكبتها إسرائيل في حقّها في العام 1996.

وختم إمير قائلاً: "لقد أحببت والدي كثيراً، وترك موته حفرة في قلوبنا قد لا تغلق أبداً. سوف أفتقده كثيراً"، راجياً احترام خصوصية عائلته "حتى نتمكن من الحداد واحترام التحضيرات".

بدورها، نعت زوجة المسؤول الأممي، نيلغون غوكسيل، فقيد البعثات الدولية إلى لبنان، قائلة: "سنشتاق إليه كثيراً. فلترقد روحه بسلام".

تعليقات: