لربما كان معه في اولى خطواته الصغيرة.. لربما ترافقا سويا في كثير من رحلات الصيد.. درسا سويا على مقاعد الجامعة في الاختصاص الرسالي الانساني نفسه.. قد يكونان اختلفا وتشاجرا، فرقت بينهما الاذواق والهوايات ولكن.. المؤكد انهما كلاهما سارا سويا وترافقا في الرحلة الاخيرة شهداء في الحرب ضد "كورونا".. طفق "رومل" بجناحيه الملائكيين، فما لبث "روبير" الا ان التحق به وتعانقت تضحياتهما على مذبح رسالة انسانية عشقاها حتى الشهادة في سبيلها...

صاعقا حل النبأ المؤسف على اهالي بلدة القليعة الجنوبية بوفاة الممرض الشاب "روبير شربل طوبيا" (29 سنة) امس.... فالعائلة المكلومة ما كفكفت بعد دموعها على رحيل شقيقه الممرض "رومل" (32 سنة) الذي اسلم الروح يوم الاثنين... كل الشموع التي انيرت على نية شفاء الشابين الخلوقين والمحبوبين في اوساطهما أطفأتها دموع الحسرة والاسى برحيلهما.... فهما الممرضان اللذان رفضا ان يتراجعا عن دورهما الطبي في ظل جائحة كورونا، تابعا عملهما في مستشفى المشرق الفرنسي بعزيمة أقوى على بلسمة جراح المصابين، حتى التقطا العدوى....

وعن اصابتهما، يؤكد صديق العائلة لموقع "يا صور"، "اصيبا بالفيروس اللعين قبل حوالي الـ25 يوماً فقط... ما لبثت ان تدهورت حالتهما بسرعة مع انهما لا يعانيان من اي امرض مزمنة او حالة صحية قد تضعف مناعتهما، وحتى ان روبير لطالما هوى الانشطة الرياضية.... توفي روميل ثم لحق به روبير لتعيش العائلة وكل البلدة صدمة رحيلهما.... ثم يتابع، "والمصيبة الاكبر هي الشائعات التي رافقت موتهما... فتحدث البعض من عديمي المسؤولية والاحساس ان شقيقهما الثالث رولاند مصاب ايضا وهو في حالة خطرة، بينما الحقيقة ان رولاند بصحة جيدة والحمدلله ولم يصب اي من افراد عائلتهما بالفيروس".

هذا وقد شهدت معظم المناطق الجنوبية ارتفاعا ملحوظاً بنسب الوفيات بين مصابي كورونا، وخصوصا بين الشباب منهم... فالاسبوع الماضي بلغت الزيادة بالوفيات في محافظة النبطية اكثر من 475% وفي محافظة الجنوب 192%... كثيرة هي نواقيس الخطر التي تدق وتقرع من كل حدب وصوب ولكن.... على من تقرأ مزاميرك يا داوود.... بين سلطات تتقاذف المسؤوليات وتتناهش الانجازات وشعب قد طغت عليه الفوضى والاستهتار واللامسؤولية، لا حامي الا من حمت المعجزات الالهية وتسلح بما أمكن من سبل وقاية عله بها يحمي نفسه واحبابه من خطر فيروس كورونا والمستهترين حد الاجرام... رحم الله الضحايا وشفى المصابين....