بسّام أبو شريف... إسرائيل تاريخ من القتـل


يخصّص بسام أبو شريف مساحة في الكتاب لوصف عملية اغتياله عبر إرسال كتاب مفخّخ له عن تشي غيفارا

بسّام أبو شريف من مواليد القدس العاصمة الأبدية لفلسطين عام 1946، كان أحد المستشارين المرموقين للشهيد ياسر عرفات. بعدما تخرّج في الجامعة الأميركية، التحق بصفوف «حركة القوميين العرب»، ثمّ أسهم مع الدكتور جورج حبش والدكتور وديع حدّاد في تأسيس «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين»، وعمل مع الشهيد الكاتب غسان كنفاني في جريدة «الهدف»، ثمّ ترأسَ تحريرها. تعرّض للاغتيال في بيروت، ونجا من موتٍ محقّق، لكنّه أصيب بجروحٍ بالغة ما زالت آثارها حتّى الآن. بعد ذلك، انتُخب مسؤولاً للعلاقات الخارجيّة لـ «اتحاد الكتّاب والصحافيّين الفلسطينيّين»، وأيضاً عضواً في المجلس الوطني الفلسطيني. وأثناء الغزو الإسرائيلي للبنان، عُيّن ناطقاً باسم القوات المشتركة اللبنانية الفلسطينية. وبسبب خلافٍ مع الجبهة الشعبية حول النظرة الاستراتيجيّة المستقبليّة؛ قدّم استقالته منها. ومن المعروف أنّ المناضل بسّام أبو شريف كان قد أطلق مبادرة لحل المشكلة الفلسطينيّة عُرِفت بـ «وثيقة بسّام أبو شريف حول حل الدّولتين» واعتمد الراحل أبو عمّار هذه الوثيقة في خطابه الشهير في الأمم المتحدة. ومع أنّ بسّام كان من مهندسي مؤتمر مدريد، إلا أنّه لم يكن راضياً عن اتّفاق أوسلو. وحذّر من محاولة اغتيال ياسر عرفات. بعد اغتياله، نُحّي من منصبه كمستشارٍ بقرار من أبي مازن.

أصدر العديد من المؤلّفات، فيما يعمل حالياً على مؤلّفيْن جديدين. أما أجدد أعماله، فهو «السّمك المالح» (مكتبة بيسان ـ 2020) الذي يُدهش القارئ بالمعلومات القيّمة التي يسردها بثقةٍ عالية وأمانة تامّة. يستمتع القارئ بهذا السرد الواضح والمعمّق لأحداثٍ ووقائع يسجّلها بإسهاب. ويشدُّ بسام أبو شريف القارئ بأسلوبِه السهل الممتنع عبر ذكر تفاصيل دقيقة عن عمليات إسرائيل الإرهابية. يوضح بسام أبو شريف كيف أنّ الفكرة الصهيونيّة انتقلت إلى حركة عند التنفيذ، ثم إلى دولة مغتصبة لأرض فلسطين. وتمرّ إسرائيل الآن في طورِ التوسّع الإمبريالي الصهيوني، مستهدفةً الهيمنة على منابع النفط والغاز.

يشرح في «السمك المالح» (وفريق السّمك المالح هو فريق رمزاه ضابطان صهيونيّان هما إيتان ومئير داغان) مخطّط الدولة الصهيونيّة هذا باستخدام القوّةِ والنفوذِ الأميركيّين.

الكتاب مثير من حيث المعلومات، ومنها ما يكشفه عن تعاون إسرائيل ودول عربيّة لاغتيال قادة ثوريّين مثل المخابرات السعوديّة. ولفتنا هنا إلى ما أورده حول مسؤولية الرئيس بوش عن قرار التخلّص من ياسر عرفات بعد استشارة حلفاء أميركا من ملوك ورؤساء.

بدايةً، لا بدّ من التوقف عند ما استهلّه في مقدّمة كتابه عن الشهيد ياسر عرفات: «يعتقد أصدقاء شارون أنّه انتصر على ياسر عرفات! فقد تمكّن من دسِّ السم له وهو محاصرٌ في المقاطعة، لكن التاريخ يرفض ما يعتقده هؤلاء الذين صفّقوا لشارون، وصمتوا حين اغتال أصحاب القرار شارون نفسه». يبدأ أبو شريف كتابه بذكر ملاحقة ياسر عرفات من قبل شارون الذي هو تلميذ الإرهاب الصهيوني والمجرمين أمثاله من صنّاع القرار الصهيوني. وكانت هناك عشرات المحاولات الفاشلة لتصفية عرفات حين كان طليقاً لا تربطه اتفاقيات كاتفاق أوسلو، ولا كلماتهم كما خدعته كلمات اتفاق أوسلو، فالبند الأوّل من اتفاق أوسلو يمنح كل عائد إلى فلسطين من الخارج تحت علم منظمة التحرير حمايةً وحصانة ضد أي عمل إرهابي إسرائيلي محتمل، أو ضد أي ملاحقة إسرائيلية، أو أي اعتداء إسرائيلي، بغضّ النظر عن ملفّات المخابرات، وأجهزة الأمن الإسرائيلية السابقة. يقول الكاتب إنّ هذه الحصانة لم تمنع شارون ـ بتأييد من الحكّام العرب ــ من محاولة تصفية القائد الرّمز ياسر عرفات اعتقاداً منه ومن زمرته العسكريّة أنّ ذلك سيُنهي المقاومة الفلسطينيّة. ويتابع أنّ شارون وُضعت أمامه ثلاثة اقتراحات أو سيناريوات لعزل ياسر عرفات: قتل ياسر عرفات داخل المقاطعة، اقتحام المقاطعة واستخدام غاز منوِّم، وخطفه ونفيه إلى مكان ما في الخارج، أو استمرار الحصار للمقاطعة حتّى يتعفّن ومن معه. وقد كُشف التخطيط لقتل أبي عمّار أثناء محادثة سرية جرت بين شارون ووزير الدفاع موفاز، ولم يكونا يعلمان أنّ أجهزة التنصّت مفتوحة على الملأ. وقد أطلعَ صحافي أميركي بسّام أبو شريف على ذلك التهامس، لكنّ شارون أراد التخلّص من عرفات بطريقته الخاصة. يقول بسّام أبو شريف: «لا شك أنّ في تاريخ الإرهاب الصهيوني جرائم أُبقِيت طي الكتمان، وستبقى طي الكتمان لأنّها تشكّل أدلّة دامغة، ومنها كيفية انتزاع وعد بلفور، وكيفية التصويت على قرار التقسيم، وكيفية الحصول على الأجهزة اللازمة لصناعة السلاح النووي. لكن كل هذا سيفضح في وقت ما هذا الإجرام، ولا بد من أن يرتد على أصحابه، فكما قتل شارون ممثلاً للإرث الإرهابي المتجذّر بالصهيونيّة، ياسر عرفات، فقد قتل أهل قبية، وقام بالقتل الإرهابي رؤساء وزارات إسرائيل الذين سبقوا شارون، والذين أتَوْا من بعده».

يعرّج الكاتب على المجازر والاغتيالات التي ارتكبها قادة اسرائيل عبر سنين طويلة مثل دير ياسين وغيرها، في فلسطين ولبنان وأوكرانيا وفنزويلا، وتدريب داعش والنصرة في العراق وسوريا. ويذكر أنّ محاولات الاغتيال كانت تستند إلى الكتاب الذي صدر في «إسرائيل» للإسرائيلي رونين بيرغمان تحت عنوان «انهض واقتل أولاً». واستندت إسرائيل في ذلك إلى عملائها المزروعين في الدول العربيّة، فاغتالت القادة المناضلين والمفكّرين أمثال غسّان كنفاني، وأنيس الصايغ، ووديع حدّاد (في عمليّة اغتيال هذا الدكتور، يكذّب بسام أبو شريف روايةَ إسرائيل حول الشوكولا المسموم لتغطية العميل الذي دسّ السم له، ويكشف أسرارَ تقريرِ وزيرِ الأمن الألماني حول السّم)، وغيرَهم من القادة والعلماء والمثقّفين. لكنّها فشلت في اغتيال المناضل جورج حبش، والكاتب نفسه. وهنا يوجّه الكاتب نقده إلى الجبهة الشعبية والقيادة بشكلٍ عام. ففي اعتقاده أنّ الاحتياطات الأمنيّة لم تكن جيّدة. على سبيل المثال، يذكر اغتيال القادة الثلاثة أبي يوسف النجار وكمال عدوان وكمال ناصر، ويذكر اغتيال عماد مغنية السّاعد الأيمن لنصرالله في سوريا ومحمود المبحوح في دبي، وفي داخل فلسطين الشيخ ياسين، وأبي علي مصطفى، وفيصل الحسيني وإغلاق بيت الشرق واغتيال غيرهم.

يقول إنّ استهداف ياسر عرفات كان بالتنسيق مع الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش بحجّة أنّه رأس الإرهاب، رغم ما قيل بأنّ بوش طلب من شارون عدم قتله عرفات، وكان شارون يوافق على ذلك على مضض. يقول إنّ شارون معروف بعدم وفائه لوعود قطعها على نفسه. فقد كذب على الرئيس ريغان، ورئيس وزرائه عندما غزت إسرائيل لبنان، وحوّل مساحة الـ40 كم إلى كل مساحة لبنان مع أنّه وعد ريغان بعدم التوسّع في عدوانه. يضيف الكاتب: «هذا الإرهاب المتجذّر، هو نتاج للكراهية، والحقد العنصري الذي يكنّه الصهاينة للشعوب المناضلة من أجل الحرية، والحق، والمتصدية للظلم والظالمين، يحاولون السيطرة على ثروات العالم كي يتحكّموا بالبشرية، ويسعوْن للسيطرة على الولايات المتحدة، وروسيا ليتحكموا بمصير الشعوب، لكنهم سيفشلون، وكم من ضربة قاضية أتت لعملاق قوي من قبضة جائع لا يطلب سوى حقِّه كإنسان».

أكثر ما لفت نظري في الكتاب تصوير محاولة اغتيال بسّام أبو شريف مؤلّف الكتاب. يقول إنّه كان يشعر بالخطر في كلِّ خطوةٍ من خطواته، فلم يعد لحياته نظام معيّن للأكل والراحة... وهنا يصف كيف تعرّض للاغتيال. أبلغه المراسل أنّ كتاباً وصله. يدخل مكتبه وإذ به يجد كتاباً باسمه الكامل على الغلاف. كان الكتاب عن تشي غيفارا. بدأ يقلّب صفحاتِه، فوقع الانفجار. لقد زُرعت عبوتان متفجّرتان في الكتاب. يقول: «لم أشعر بأي ألم، لكنني كنت أهوي نحو واد لا قاع له، أهبط سريعاً في شقّ صخري، يحفّ بي من اليمين واليسار صخور ذات رؤوس كحدِّ السيف سوداء اللون أهبط. أهبط. أهبط وبدأ البرد يلفّني من كل جانب وأنا أهبط. الجو بارد وأنا ما زلت أهبط. ألا يوجد آخِر لهذا الشق... لماذا لا أصل... وقلت لنفسي. هذه هي الطريق... سوف أرى غسان بعد قليل (المقصود غسّان كنفاني). ربما أرى النور والشمس بعد هذا الهبوط المظلم والبارد. ربما. ورحت أنتظر فيما أنا أهبط أن أرى وجه غسان، لكنني لم أصل. وفجأة ارتطمت يدي بجسم صلب، واستعاد عقلي كل ما جرى. حرّكت يدي فلامست الجسم الصلب مرة أخرى. حرّكت يدي اليسرى، فلامست هي الأخرى جسماً صلباً، لكن الظلام دامس والجو بارد، ولا أشعر بأي ألم».

كان الانفجار شديداً، ووقعه على بسّام كبيراً. فقَدَ السّمع، أصيبت عينُه ويداه، تناثر الدم من كل أجزاء جسمه. تعطّلت أجزاء كبيرة من أعصابه. ويسترسل في الوصف وكأنّه راوٍ شهير، بأسلوبٍ يشدّك شدّاً قائلاً : «وراح ينتشر دفءٌ بطيءٌ في الجسد المُلقى على الأرض بين طاولتين، وإلى جانبه مقعد تحطّم وتناثرت شظاياه فوق وحول الجسد الممدّد. لم أكن أدري أن ذلك الجسد كان يحاول لملمة أجزائه، وأنّه كان يبحث عمّا فُقد منه على لهب الانفجار».

راح عقله وهو ملقى على الأرض يفكّر: إن لم يقتلوني، سيحاولون مرّة أخرى، أو يحاولون اختطافي. ثم يصف كيف أنّ هناك أناساً راحوا يشدّونه من كل جانب، وهو يحاول التملّص من تلك الأيدي اعتقاداً منه أنّها محاولة خطف تلت الانفجار... ليكتشف بعد ثوانٍ أنّ من يحمله كان يريد إنقاذه. تم نقله إلى المستشفى، وبدأ بمعرفة ما حدث له، عندما راح صديقه أسعد الرّحمن يخبره بالتفصيل ماذا حدث ومواقع الإصابات في جسمه. يصف أبو شريف رحلة العلاج لعينيه، وكيف بدأ يرى، ولسمعه، ولأجزاء من جسمه على أيدي أشهر الأطبّاء، وكيف أنّه أطلق الرصاص ابتهاجاً بأنّه بدأ يرى، ويصوّر إرادته القويّة في تخطّي هذه المحنة. يقول: «الحياة تناديني، وكلما هممت بالتّحرّك، هاجمني الألم من كل حدبٍ وصوب. كأنما الحياة تحفر في جسدي قنواتِها الجديدة على أسسٍ جديدة». ثمّ يصف كيف استطاع بإرادته الصّلبة والتعاون مع الأطبّاء أن يدرّب نفسه على القراءة والكتابة. وكان في الانفجار قد فقد حاستي الشّم والذّوق، لكنّه وبأسلوبه الخاص استطاع إلى حدٍّ ما أن يشمَّ ويذوق. لقد أفرد لمحاولة اغتياله وعلاجه صفحاتٍ كثيرة من أجزاء الكتاب.

يتحدّث أبو شريف عن جرائم إسرائيل بالتفصيل، مثل قتل مبعوث الأمم المتحدة فولك برنادوت بتدبير من بن غوريون لأنّ برنادوت كان قد أعدّ تقريراً ضد هجرة اليهود إلى فلسطين، وكتب عن اغتيال جون كينيدي، وتدمير سفينة «ليبرتي» الأميركية لإخفاء دورها في تدمير القوّات الجويّة المصريّة في حرب 67. تحدّث عن «خرافة» هجوم 11/9 على أميركا، وسرقة الزّوارق الفرنسيّة المتطورة، وسرقة اليورانيوم من منشأة نوويّة في بنسلفانيا على دفعات، وتعاون إسرائيل مع المافيا الروسية.


مسؤولية الرئيس بوش عن قرار التخلّص من ياسر عرفات بعد استشارة حلفاء أميركا من ملوك ورؤساء

دوّن الكاتب امتلاك إسرائيل للقنابل النوويّة، وتعاون فرنسا معها، والمجازر التي ارتُكبت ضد الفلسطينيّين مثل مجزرة دير ياسين وكفر قاسم، ومجزرة قانا، ودور شمعون بيرس فيها، التي قتل فيها مئة وسبعة مدنيّين، والاغتيالات العديدة للقادة الفلسطينيين الناجحة مثل علي حسن سلامة، والقادة الثلاثة، والمحاولة الفاشلة لاغتيال جورج حبش، وغزو لبنان. لكن الجزء الأكبر في الكتاب كان منصبّاً على اغتيال عرفات في محاولات عدة فاشلة، واقتحام وتدمير مقر المقاطعة التي يقطن فيها أبو عمّار ودس السّم له، مع أنّ الكاتب كان قد أخبر أبا عمّار أنّ هناك من سيضع له السمّ، موجّهاً اتهاماً واضحاً لبعض المسؤولين الذين كانوا حوله (سم الثاليوم وهو النوع نفسه الذي حاولوا تسميم خالد مشعل به). وعرض عليه أن تعدَّ زوجته الطعام لأبي عمّار كل يوم. لكن حدث ما توقّعه بسّام أبو شريف، واغتيل أبو عمّار بالسم رغم محاولة علاجه في فرنسا. وكان بسّام قد اقترح عليه أن يغادر المقاطعة إلى خارج فلسطين حيث يستطيع أن يناور ويتحرّك، ولكنّ أبا عمّار رفض ذلك وأصرّ على البقاء في المقاطعة.

لم ينس الكاتب انتصار الفلسطينيّين في معركة الكرامة بالتعاون مع الجيش الأردني، ولا دور إسرائيل في غرس إسفين لتدمير هذه العلاقة، خاصة بعد اختطاف الطائرات على يد الجبهة الشّعبيّة إلى صحراء في الأردن، وخروج المقاومة الفلسطينيّة إلى لبنان، ومن ثم إلى تونس، ثم اجتياح لبنان عام 82 والفشل الذريع لهجوم شارون ووقوع خسائر كبيرة في صفوف الجنود الإسرائيليّين، وتعاون إسرائيل مع القوّات المارونيّة وتدريبها وتجهيزها بأفضل الأسلحة، ومجزرة صبرا وشاتيلا، وغزو لبنان عام 82 والخسائر التي لحقت بالإسرائيليّين، ومحاولة إسرائيل خلق روابط القرى لتكون بديلاً عن منظمة التّحرير الفلسطينيّة التي قبلت بحل الدّولتين ونبذ الإرهاب.

يُنهي الكاتب عمله بالقول إنّ محاولات إسرائيل بالمجازر والاغتيالات، وتفكيك الدول العربيّة المحيطة بإسرائيل عن طريق دعم داعش والنّصرة وغيرهما هي اعتقاد منها أنّ ذلك سيضمن لها الأمن، داعياً إلى «إقامة حركة قوميّة عربيّة مقاومة للصهيونيّة والرجعيات العربيّة التي خانت الوطن، وباعت للفرنجة بلاد العرب والقدس، ولا شكّ في أنّ وحدة المقاومة العربيّة، إسلامية ومسيحيّة سوف تقود وتساعد على إقامة الوحدة العربية بعد إلحاق الهزيمة بالدولة الإرهابيّة الصهيونيّة».

وخلاصةُ هذا الكتاب، يمكنني أن أسجّل بعض الملاحظات التالية: إعجابُه الشّديد بياسر عرفات وشخصيته القويّة، حقدُه على شارون وتصويره بالشّخص المخادع الكذّاب والصّهيوني المتجذّر بالإرهاب، وتوثيق كل ما ما رواه في هذا الكتاب بأدلّةٍ ووثائق دامغةٍ لا يداخلها الشّكُّ بصحّتها. أخيراً، هذا الكتابٌ يستحقُّ أن يكون مرجعاً لكلِّ سياسيٍّ ومثقّفٍ وقارئ.

* مخائيل رشماوي - أكاديمي فلسطيني

تعليقات: