كيف ستلبّي السوبرماركات الزبائن عبر الديليفري في فترة الإقفال التام؟

التهافت على السوبرماركت أمس (نبيل اسماعيل)
التهافت على السوبرماركت أمس (نبيل اسماعيل)


بعد تفشي فيروس كورونا بشكل كبير، وتخطي القدرة الاستيعابية في المستشفيات، قرّر المجلس الأعلى للدفاع إعلان حالة الطوارئ الصحية، وإقفال البلاد وعدد كبير من القطاعات. هذه المرّة وبشكل مفاجئ، سيطاول الإقفال السوبرماركات والميني ماركت، التي لا تستطيع تلبية حاجة الزبائن عبر خدمة #الديليفري. وأعطى المجلس الأعلى للدفاع اللبنانيين مهلة للتموّن يومين، اليوم لمن لديه سيارة رقمها مزدوج، وغداً لمن رقمها مفرد، لكن وعلى إثر صدور توصية اللجنة الوزارية لمتابعة فيروس كورونا، اقتظّت أمس أيضاً السوبرماركات بالزبائن بطريقة غير مسبوقة خلال فترة انتشار كورونا.

ومن المعروف أنّ خدمة الديليفري التي تشتهر بها المطاعم اللبنانية وبعض الميني ماركات، موجودة في بعض السوبرماركات لكن بشكل قليل، وحتى في فترات الإغلاق السّابقة لم تكن موضوع تطوير من قبلهم، ولا يمكن أن تتجاوز عتبة الـ10 في المئة من الطلب، فما هي أوضاع السوبرماركات حالياً؟ وكيف ستلبي الطلب خلال الإقفال؟

موضوع ذات صلة: سوبرماركت ابراهيم في الخيام تقدّم خدمة التوصيل المجّاني للمواطنين

نقيب أصحاب السوبرماركات نبيل فهد

أكّد نقيب أصحاب السوبرماركات نبيل فهد في اتصالٍ مع "النهار" أنّ "القدرة القصوى للسوبرماركات في لبنان هي تلبية 10 في المئة من الطلب عبر الديليفري. لذلك فإنّ السوبرماركات ستشتري 10 في المئة من الكمّيات التي كانت تؤمّنها سابقاً، لأنّ الخضر، والفاكهة، واللحوم، وغيرها العديد من السلع، ستكون عرضة للتلف، في حال لم يباع".

وأفاد النقيب فهد أنّ "من ذهب إلى السوبرماركات ليتموّن، قد لا تكفيه الكمية التي اشتراها من الخضر واللحوم لأكثر من يومين أو ثلاثة، ولاحقاً سيضطر إلى الاعتماد على الديليفري الذي لا يستطيع تغطية كل الطلب".

وشرح النقيب أنهم لا يمتلكون الموارد اللازمة لتلبية هذا الطلب الكبير، الأمر الذي سيؤدّي إلى التأخير في الطلبيات حتى تصل إلى المنازل. وقال فهد إنّ عدداً كبيراً من السوبرماركات ليس لديها خدمة الديليفري، وبالتالي أمام القرار الملزم لمجلس الدفاع الأعلى ستكون ملزمة بالإقفال". وأشار إلى أنّ هناك سوبرماركات لديها خدمة التوصيل إلى المنازل في خمسة فروع من أصل 15، مضيفاً أنّ "الليبان بوست لديه عدد محدود من السيارات حتى يلبي القطاع".

والاستراتيجية هي أن كل الموظفين في نقاط البيع سيتحولون إلى الديليفري، فيحضّرون الطلبيات، ويعطونها إلى "الليبان بوست" حتى يوزعها، والسوبرماركات التي لديها سيارات التوصيل الخاصة بها، ستجنّد كل الموظفين في خدمة الديليفري، لكنه شددّ أنّ "كل هذه الإجراءات لن تلبّي أكثر من 10 في المئة من الطلب، وأنّ العدد الأكبر من السوبرماركات ستكون قدرتها القصوى تلبية 5 في المئة فقط".

وطالب النقيب فهد الدّولة اللبنانية أن "تستمع إلى رأيهم العملي في طريقة معالجة هذا الموضوع، حتى تتوصل إلى حلول عملية ومنطقية، من ناحية تحمي المواطن من كورونا، ومن ناحية تؤمّن مواد غذائية للأفراد، فلا يوجد بلد في العالم أقفل قطاع السوبرماركت واعتمد حصراً على الديليفري. بعض البلدان حصر التجوّل في نطاق محدد في المدن لا يمكن للأفراد تجاوزها، يُسمح للأفراد بالخروج إليها فقط للتبضع، ومن ثمّ العودة إلى منازلهم". وأشار فهد إلى أنّ آلاف الزيارات لا يمكن استبدالها بالديليفري.


"شاركوتييه عون"

أحد المدراء في "شاركوتييه عون" رياض خيرالله أفاد أنّه "لدينا خدمة الديلفيري، لكنها لا تتجاوز هامش 50 إلى 60 طلباً في اليوم الواحد، هذه قدرتنا على ذلك". وتابع أنّ "عدد الفواتير يومياً حوالى الـ60 إلى 70 ألفاً، وخدمة الديليفري ليست سوى نوع من الترف لدى السوبرماركت، وليس لدينا موظفو توصيل، إنما نتعاون مع (ليبان بوست)، ونعمل حسب دوامه بالنسبة للديليفري". ويعتقد خيرالله أنّ "أقوى الأشخاص الذين يخوضون حالياً في مجال التوصيل إلى المنازل، لن يستطيعوا تلبية هذا الطلب".

ويتصوّر خيرالله أنّ "سوبرماركت (شاركوتييه عون) يتجه نحو الإقفال، فبالنسبة لنا، نحن لا نقوم سوى بـ80 ديليفري في اليوم، لذلك لن نستطيع تلبية الطلبات كلها". وأشار أنّه "بشأن الخضر والفواكه، فسيكون هناك خسارة كبيرة، وإذا كانت كلفة الفتح مرتفعة، فإن كلفة الإقفال مرتفعة أيضاً".

وشرح أنّ "ما يحصل الآن من اكتظاظ هو ما يؤدي إلى ارتفاع نسب كورونا، وأنّ كمية الشراء حالياً كبيرة جدّاً". ولفت إلى أنه "لو لم يتم هذا الإقفال، وكان هناك رقابة على الإلتزام في التدابير الوقائية في التجمعات لكان الوضع أنسب، فبعد هذا القرار تهافت الأفراد إلى السوبرماركت، فيما الوضع يستدعي أن تبقى السوبرماركات مفتوحة، لكن ضمن الأنظمة والتدابير الوقائية".

وأشار إلى أنهم "لن يستطعوا تأمين متطلبات الديليفري، لذلك، على الأرجح ستقفل السوبرماركت، ولكن القرار النهائي لم يتّخذ بعد".


سوبرماركت فهد ـ جونية

بحسب مدير في سوبرماركت فهد ـ جونية: فان "خدمة الديليفري ليست متوافرة لدينا، ونحن نسعى الآن إلى إنشاء فريق للتوصيل إلى المنزل، يتألف من 15 إلى 20 أجيراً، وسيكونون موزعين ما بين أفراد لتحضير الطلبيات، وتلقي الاتصالات، والتوصيل إلى المنازل". وأشار إلى أنّ "كل التحضيرات اللوجيستية بدأت، اليوم، بشكل مفاجئ بعد القرار. ولن نستطيع تأمين أكثر من 5 في المئة من الطلب عبر الديليفري. ومن هذه النسبة هناك جزء قد لا يصل إلى العنوان".

وأضاف: "لا أحد يمكنه أن يتموّن لعشرة أيّام، خصوصاً في المدن، فهذا الضغط على السوبرماركت هو لتأمين الحاجات الأساسية، لكنها غير كافية لكل مدّة الإقفال".

يستقبل فهد ـ جونية ما بين 1500 إلى 2000 زبون يومياً، وبالنسبة للمدير، فإن "اللحوم، والخضر، وغيرها من السلع، قد يتعذّر إيصالها إلى الزبائن كونها تحتاج إلى معايير معيّنة لنقلها حتى لا تتلف، والديليفري الذي ينقل أكثر من طلب في الوقت عينه، لا تتوافر لديه هذه المعايير". وقال إنّ "الخضر ستكبّد السوبرماركت خسائر خلال فترة الإقفال".


سوبرماركت سبينس

وأشار مدير في سوبرماركت سبينس إلى أنّ "القرار النهائي بشأن الاستراتيجية التي ستتبعها السوبرماركت خلال الإقفال لم يتّخذ بعد"، بالإضافة إلى ذلك "هناك ضغط كبير على السوبرماركات، فهذه المرّة الأولى التي يخوض فيها لبنان تجربة إقفال هذا القطاع، لذلك فإن أمر الخوف والتموّن طبيعي، لكن ومن جهة مقابلة فإن خدمة الديليفري لا يمكنها تلبية جميع الزبائن، نحن نسعى إلى مضاعفة قدرتنا على تلبية الطلب بـ4 مرّات تقريباً، لكن نظراً إلى حجم عملنا وعدد زبائننا، لا يمكننا أن نلبي أكثر من 5 في المئة من الطلب". وأضاف أنّ "قرار إقفال السوبرماركات لم يتخذ في أي دولة في العالم، لأن القدرة على تلبية كل الزبائن عبر الديليفري غير موجودة". وأشار أن عدد زبائن سبينس كبير جدّاً، فمهما كانت خدمات التوصيل كثيرة، إلا أنّ نسبتها أمام عدد المبيع في المتجر ستظل ضئيلة". وأكّد أنّ "كل من تموّن سيحتاج بعد فترة أقصاها أربعة أيّام إلى التموّن من جديد".


شركة "توترز"

من جهتها، شركة توترز المشهورة بخدمة التوصيل إلى المنازل، سيكون لها دور أساسي في ظل هذا الإقفال. وفي اتصال أجرته "النهار" مع أحد المدراء في الشركة نائل حلواني أشار إلى أنّ "الشركة لديها طريقتان لتوصيل السلع، الأولى هي عبر التعاون مع 10 سوبرماركات لتوصيل طلبياتهم التي تأتي عبر التطبيق الإلكتروني، أمّا الطريقة الثانية فهي أنّ (توترز) لديها السوبرماركت الخاصة بها (توترز فريش) وعددها 4 متاجر ويكمن الطلب منها إلكترونياً".

ويمكن للشركة أنّ تقوم بإيصال 20 إلى 25 ألف طلبية يومياً، ولكن بسبب الإغلاق عند الساعة الخامسة يصبح بإمكانها إيصال 20000 طلبية كحد أقصى.

في الختام، نسأل عن مدى قدرة هذا القرار على الاستمرار عندما ينتهي مخزون المنزل، وعند عدم استطاعة السوبرماركت على تلبية جميع الأُسر، هل سيلتزم الأهل بالبقاء في المنزل؟ وهل سيُخرق هذا الإقفال كما حصل سابقاً؟






تعليقات: