هل يقدم بن سلمان المصالحة مع قطر كهدية لبايدن؟


قالت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية إن السعودية تبحث عن طرق لحل الملف الخليجي، وفضّ النزاع مع قطر كهدية للرئيس المنتخب جو بايدن. وأضافت في تقرير، أن الرياض كثفت من جهود حل نزاع استمر 3 أعوام مع دولة قطر، وأن هذه الجهود زادت بعد هزيمة الرئيس دونالد ترامب.

وأشارت الصحيفة الأميركية إلى أنّ "ولي العهد محمد بن سلمان يشعر أنّه في مرمى النيران، ويريد كسب إدارة الرئيس المنتخب"، لاسيما في ظل الأزمة الدبلوماسية التي تعاني منها الرياض بسبب اعتقال عشرات الناشطين ورجال الأعمال، فضلاً عن مقتل الصحافي جمال خاشقجي.

ونقلت الصحيفة عن مستشارين للسعودية والإمارات أنّ ذلك "هدية لبايدن"، مضيفةً أنّ "محادثات جرت بوساطة أميركية-كويتية من أجل وضع أسس المفاوضات المباشرة بين السعودية وقطر".

وأوضح دبلوماسي مطلع على المحادثات أن "الدوحة تريد التأكد من عدم وجود شروط مسبقة عليها، تحت طائلة عدم البدء في محادثات ثنائية"، كاشفاً أن "الإجراءات قد ينتج عنها رفع الحظر الجوي، السماح بتنقل المواطنين، بعدما مُنع القطريون من الدخول إلى السعودية، الإمارات، وغيرها من الدول". كما قد تشمل المصالحة اتفاقاً على شحن الغاز الطبيعي من قطر إلى البحرين.

من جهته، قال المحلل السعودي، علي الشهابي، إنّ "المملكة منفتحة على إيجاد حلول لعلاقتها مع الدوحة"، مشيراً إلى أنه "يجري العمل على إغلاق عدد من الملفات الساخنة منذ بعض الوقت".

وكانت الرياض وأبو ظبي قد وضعت قائمة من 13 مطلباً لفك الحصار عن الدوحة آنذاك أبرزها تقييد العلاقة مع طهران، إغلاق قاعدة عسكرية تركية، إيقاف بث قناة الجزيرة"، إلا أن اتفاقاً جديداً سيحل مكانها وذلك تمهيداً إلى "طريق المصالحة"، بحسب وسطاء كويتيين.

في المقابل، شدد سفير الإمارات في واشنطن يوسف العتيبة الأسبوع الماضي، على أن "إنهاء النزاع ليس بالأولوية، وأن الخلافات مع قطر هي حول اتجاه الشرق الأوسط المستقبلي"، بينما نقلت "فايننشال تايمز" عن مسؤولين ومحللين أن "الإمارات قد تأتي متأخرة عن حليفتها السعودية".

وفي السياق، دعا الباحث كيفن شوارتز إدارة جو بايدن، إلى البحث عن أجندة جديدة في الشرق الأوسط تنصف الناس المظلومين وتحاسب المستبدين. وقال في مقال في موقع "ذا هيل" ترجمه موقع "عربي21"، إن الرئيس المنتخب أخبر قادة العالم أن "أميركا عادت" مما يعني أن رهان المئة يوم الأولى للسياسة الخارجية سيكون على العودة للاتفاقيات الدولية التي خرجت منها إدارة دونالد ترامب وتقوية التحالفات التقليدية وإعادة تفعيل دور المؤسسات الدولية.

ويعد الالتزام بدعم الشركاء والمنظمات والمعاهدات التي تعبر عن القيم الجوهرية وتدعو للعمل المشترك لمعالجة التحديات الدولية الجزء الأسهل. أما الجانب الأصعب فهو تفكيك تحالفات أمريكا التي لا تخدم أيا مما سبق ذكره. ولو كانت الإدارة مخلصة في مسعاها وتفكيرها حول جوهر التحالفات فلماذا لا تعيد تقييم التحالفات التي لا تعمل.

ولفت الكاتب إلى أنه لا توجد علاقة بحاجة لإعادة النظر مثل العلاقة مع السعودية، التي تم تقبل الرؤية حول ضرورتها من كل إدارة أميركية خلال الاعوام ال50 الماضية رغم ما تروج له من قمع وأعراف استبدادية داخل البلاد وخارجها.

والسؤال هنا: هل ستقف الولايات المتحدة مع الحكام أم مع الشعوب؟ رغم سجنها للمعارضين والناشطين وترويجها للاستبداد وحملات التضليل في كل الشرق الأوسط فقد تمتعت السعودية بدعم أميركي انطلاقاً من فكرة أن المملكة ضرورية لأمن المنطقة وحماية المصالح الأميركية.

ويعتقد الكاتب أن هناك سبباً يدعو للاعتقاد بأن بايدن سيخطّ طريقاً جديداً في العلاقات مع السعودية، فقد لوح أثناء الحملة الانتخابية أنه سيقوم بمراجعة العلاقات مع المملكة ودورها الإقليمي. وهناك عدد من مسؤولي إدارة باراك أوباما الذين تواطؤوا مع السعودية في خلق أكبر كارثة إنسانية في اليمن سيلعبون دوراً مهماً في إدارة بايدن واعترفوا بخطئهم وقصور سياستهم السابقة.

ويعتقد الكاتب أن أي مراجعة جادة في معايير العلاقة بين الولايات المتحدة والسعودية ستكشف عن طبيعة الافتراضات الأساسية. وسيكون المدى الذي سيذهب إليه بايدن وفريقه في تحقيق هذه الأجندة دليلاً على استعداد الولايات المتحدة للمضي قدماً في المنطقة وتفعيل رؤية جديدة تثمن الحياة ومعايش الناس وتقدمها على المستبدين والاضطهاد وتؤكد فكرة المحاسبة على تجاوزات الحكومة.

وختم بالقول: "يجب ألا تنطبق العودة إلى الحياة الطبيعية في السياسة الخارجية وربما حان الوقت لكي تنسى فيه أميركا السعودية".

تعليقات: