نسرين خليفة: صناعة الزجاج أنطلقت وأشتهرت من الصرفند


من جيل لجيل نتوارث هذه الحرفة التقليدية التراثية....

الزميل فؤاد رمضان يحاور السيدة نسرين خليفة

بعض الصناعات الحرفية التراثية التقليدية التي باتت على طريق الإنقراض، ولم تزل في ذاكرة البعض ممن عاصروها، حيث كانت فيما مضى العصب الرئيسي للصناعات اللبنانية المتوارثة عن الأجداد والأباء حتى الأحفاد الذين يحرصون على إستمراريتها لما تمثل من تراث في حقبة من الزمن وتتصدر إهتمام بعض الزبائن الذين يقدرون قيمتها المعنوية كقطعة تراثية يفاخرون بها، هذا بفضل جهود أصحاب الإختصاص الذين يملكون الخبرة والباع الطويل في هذه الصناعات.

صور الطلاب بمصنع الزجاج

اسرة موقع مجلة كواليس كان لها زيارة الى معمل الزجاج اليدوي “خليفة اخوان”. في بلدة الصرفند ولقاء مع السيدة نسرين خليفة من العائلة الكريمة.. بهذا الحوار :

صناعة الزجاج في العالم العربي، كما هو معلوم انطلقت وأشتهرت من بلدة الصرفند في عهد الفينيقيين الذين أكتشفوا هذه المادة بطريق الصدفة، حيث كان بعضهم يسهر على شاطئ البحر ويوقدون النار وفي صباح اليوم التالي وجدوا الرمال قد تحولت إلى زجاج بفضل حرارة النار.

والمعمل الذي أديره يعود لعائلتي بالتوارث من جيل إلى جيل عبر الأجداد.. الأجداد حتى الأباء والأحفاد، فكل فرد من هذه العائلة يتعاطى بهذه المهنة في هذا المصنع تحديدًا بالطريقة اليدوية التقليدية. ولكل منهم لمساته الخاصة في عملية التصنيع كأنها روح، وإذا لم يكن إبن بيئته عاش مواكبًا هذه المصلحة، لا يمكن أن يتعلمها بالشكل الصحيح،

والكل كان مولعًا بها منذ الطفولة، حيث بعد إنتهاء الدراسة يحضرون لتعلمها ويلزم ما لا يقل عن الخمس سنوات لإكتساب خبرة فيها. ولا يوجد مثيل لها في لبنان، وقد يوجد مصانع، إنما ليست يدويًا، بل عبر مكابس وآلات صناعية، وهذه المصلحة تتطلب صبر وأناة وفن وذوق ومهارة في صناعة أي زجاجة أو وعاء مهما كان نوعه، أو بناء على طلب الزبون الذي يأتي برسومات وأشكال هندسبة فبإمكاننا تنفيذ كل ما يريده، وأثبتت الدراسات أن المأكولات بالأواني الزجاجية هي صحية مئة بالمئة.

ونحن لا نُصنّع زجاج، بل إعادة التدوير من الكسر المتلوف الذي نحصل عليه من عدة مصادر، بحيث أن الزجاج الخام الذي يستخرج مباشرة من رمل البحر يُصنّع عبر معامل ومعدات خاصة، ويكون لونه صافي نقي جدًا.

ونحن نُنتج كل ما يلزم من أواني زجاجية للمطاعم والفنادق والأعراس وللشمع والورود وأول قربانة وثريات ولمباديرات وكلوبات ومزهريات وأقداح وقناني مختلفة وقناديل وأرتيزانا بعدة ألوان، وباتت مطلب العديد من الزبائن، والسواح والأجانب.

كل ذلك يدويًا، والعدة المستعملة عبارة عن ملقط ومقص والفرن الذي يشتغل عبر مادة المازوت، يلزمه يومين من الأشتعال على درجة حرارة عالية ما بين١٤٠٠ و ١٦٠٠د.

ولا بد من عقبات تواجه هذه المصلحة، هناك تعب فكري وجسدي لأن عملية التصنيع تتم يدويًا وكل قطعة بمفردها وليست قوالب مجتمعة وإذا ما توقف عمل الفرن لدقائق يجف الزجاج داخل الفرن لذا يعاد اشعاله من جديد لمدة 22 ساعة دوران ليصبح جاهزا ومجرد توقفه لدقائق يُجمُد الزجاج الموجود بداخله.

لذا، تعاد الكرة مرة ثانية مما نتكبد مصارفات بدل المحروفات،

إضافة للمنافسة الخارجية وعدم إلتفاتة الوزارات المختصة لهذا القطاع، أقله إعتماد تعرفة خاصة للكهرباء كدعم للإستمرارية لأنه يمثل تراث وحضارة شعوب كحرفة يدوية بدائية تقليدية فينيقية تراثية أرتبط إسمها بعائلتنا، لم نزل نحافظ عليها والزبون بات يميّز بينها والمصنع عبر الآلات الصناعية ونحن نطور عملنا بالموديلات وليس بالمعدات.

* المصدر: مجلة كواليس

حوار رئيس التحرير فؤاد رمضان
























تعليقات: