إسرائيل تهدم قرية بدويّة فلسطينيّة وتشرّد سكانها في غور الأردن

بدو فلسطينيون يقفون بجانب ممتلكاتهم بعدما هدم الجنود الاسرائيليون خيامهم في منطقة شرق قرية طوباس في الضفة الغربية المحتلة (3 ت2 2020، أ ف ب).
بدو فلسطينيون يقفون بجانب ممتلكاتهم بعدما هدم الجنود الاسرائيليون خيامهم في منطقة شرق قرية طوباس في الضفة الغربية المحتلة (3 ت2 2020، أ ف ب).


هدمت قوات الإحتلال الإسرائيلي مساكن نحو 80 فلسطينيا في عملية كبيرة قل مثيلها في غور الأردن بالضفة الغربية المحتلة.

ودمرت جرافات إسرائيلية مساء الثلثاء قرية "حمصة البقيعة" البدوية الصغيرة بأكملها بما في ذلك الخيام وحظائر الماشية والألواح الشمسية قرب مدينة طوباس شمال شرق الضفة الغربية تاركة وراءها العشرات من المشردين، بحسب ما شاهد مصور وكالة فرانس برس هناك .

ودان رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية الأربعاء عملية الهدم "التي تعد الأكبر من نوعها بحق أهلنا الصامدين في الأغوار".

وقال اشتيه: "أقدمت سلطات الاحتلال مساء أمس على هدم تجمع حمصة البقيعة في محافظة طوباس بشكل كامل، مخلفة قرابة 80 مواطنا بلا مأوى بعد هدم 70 منشأة سكنية وحظائر للماشية".

واعتبر أن ذلك "يمثل خرقا إسرائيليا جديدا وانتهاكا للقانون الدولي، وتحدياً اضافياً لنا وللمجتمع الدولي وتدميراً ممنهجاً لمنع إمكانية اقامة دولة فلسطين المستقلة على حدود 1967 مع القدس عاصمة لها".

من جهته أكد مكتب تنسيق أنشطة الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة التابع لوزارة الدفاع (كوغات) أنه "دمر مباني ومنشآت تم تشييدها بشكل غير قانوني في ميدان للرماية العسكرية في غور الاردن".

وغور الاردن أو وادي الأردن هو شريط من الاراضي الاستراتيجية الحدودية يمتد من بحيرة طبريا وحتى البحر الميت.

ويقع غور الاردن بشكل أساسي في المنطقة المصنفة "سي" او "جيم " من أراضي الضفة الغربية والتي تخضع تماماً لسيطرة إسرائيل التي تخطط لضمها.

ويحتاج تشييد المباني في هذه المنطقة وفق إسرائيل الى تصاريح مسبقة من السلطات الإسرائيلية التي تهدم المنازل التي يبنيها #الفلسطينيون بدون تصاريح على حد قولها.

وقال عبد الغني عواده (52 عاما) لفرانس برس "فوجئنا أمس بوصول أكتر من20 جيبا عسكريا وست جرافات لبيوتنا. أمهلونا 10 دقائق لإخلاء مساكننا وبدأوا بتجريف وتدمير كل مساكننا التي تقطنها 11 عائلة مكونة من 80 شخصا".

وتابع عبد الغني "دمروا لنا خزانات المياه ومحطات الطاقة الشمسية وأعلاف الأغنام وكل ما نملك. أصبحنا بدون مأوى خاصة مع بداية الشتاء وهطول الأمطار".

وقال "نحن نسكن هنا منذ زمن آبائنا القدماء وكنا نتعرض دائماً لمضايقات الجيش والمستوطنين من مستوطنتي روعيه وبقعوت. لكن هذه المرة رحلونا ودمروا قريتنا بطريقة وحشية بالكامل".

- وضع مأساوي -

وأعرب منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف عن قلقه من عمليات الهدم هذه وحث إسرائيل على"وقف هذه الممارسة في جميع أنحاء الضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية، بما يتماشى مع التزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي"، بحسب بيان من مكتبه.

وعلقت منظمة "بتسيلم" ال#اسرائيلية غير الحكومية على هدم القرية قائلة إنه "بينما يكافح العالم بأسره وباء كوفيد-19 تكرس إسرائيل وقتها وجهودها لإنهاك السكان الفلسطينيين الذين يخضعون لسيطرتها، و بدلاً من حمايتهم (...) تقوم بخلق وضع مأساوي لهم".

وأضافت المنظمة "لا يكاد توجد لديهم وسيلة للبناء بشكل قانوني".

وبحسب "بتسيلم" وهي منظمة مناهضة للاستيطان الاسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة منذ حزيران/يونيو 1967، "منذ بداية عام 2020 شهد 798 فلسطينيًا تدمير منازلهم من قبل السلطات الإسرائيلية".

وقالت إنه عام قياسي منذ أن بدأت المنظمة غير الحكومية في إحصاء عمليات الهدم في عام 2016.

تضمنت خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للسلام في الشرق الأوسط التي أُعلنت في كانون الثاني الماضي ضم إسرائيل معظم أراضي غور الأردن، وهي أراض زراعية خصبة تشكل 30% من مساحة الضفة الغربية.

لكن بعد الإعلان عن تطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات هذا الصيف، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إنه علق تنفيذ المخطط لكنه ما زال مطروحا على الطاولة.

ودعا اشتيه "الشركاء الدوليين للتدخل لوضع حد لمحاولات الاحتلال تشريد أهالي حمصة البقيعة وعشرات التجمعات الشبيهة"، مطالبا "بحماية أبناء الشعب الفلسطيني من الانتهاكات المستمرة بحقه".أعلن الجيش الإسرائيلي، الأربعاء مقتل فلسطيني برصاص الجيش بعد إطلاقه النار على جنود جنوب نابلس في الضفة الغربية المحتلة.

وقال الجيش الاسرائيلي في بيان إن "جنود جيش الدفاع أحبطوا قبل قليل محاولة تنفيذ عملية تخريبية قرب نابلس"، مؤكدا أنه تم "تحييد المخرب من دون وقوع إصابات في صفوف قواتنا".

وفي بيان لاحق قال الجيش الاسرائيلي إن "جنودا في موقع عسكري بالقرب من المخرج الجنوبي لمدينة نابلس قاموا بإطلاق النار على مخرب مسلح بمسدس، أطلق النار عليهم قبل ذلك".

وأكدت مصادر محلية فلسطينية أن الشاب الذي أطلق عليه الجنود النار هو " بلال عدنان رواجبة (29 عاما)، من قرية عراق التايه" شرق نابلس.

وقالت وكالة الأنباء الرسمية (وفا) إن "الشهيد رواجبة والد لطفلة تبلغ من العمر ثلاثة أشهر، ويعمل مستشارا قانونيا برتبة نقيب في مديرية الأمن الوقائي في محافظة طوباس".

من جهتها، دانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينيين "جريمة إعدام" رواجبة واعتبرتها "اختبارا جديدا" للجنائية الدولية.

وتشهد إسرائيل والضفة الغربية المحتلة منذ تشرين الأول 2015، هجمات عدة ضد إسرائيليين، ونفذ أغلبها فلسطينيون.

واستمرت تلك الهجمات لأشهر، قبل أن يخفض عددها وتصبح مقتطعة.

وحضت الأمم المتحدة وبريطانيا الأسبوع الماضي، إسرائيل على إجراء تحقيق سريع ومستقل في وفاة شاب فلسطيني في 25 تشرين الأول في الضفة الغربية المحتلة، بعد تضارب بين الروايتين الاسرائيلية والفلسطينية في شأن ظروف الوفاة.

وسبق ذلك، تأكيد الجيش الإسرائيلي في التاسع من تشرين الأول مقتل فلسطيني برصاص جنوده بتهمة "إلقاء زجاجة حارقة".

ويعيش نحو 450 ألف مستوطن يهودي في الضفة الغربية التي احتلها إسرائيل في العام 1967، بين ما يقرب من 2,8 مليون فلسطيني.

تعليقات: