الطلاب الجنوبيون يكتبون مسابقاتهم بلغة الإنترنت


بنت جبيل ـ

يقتصر اهتمام الطلاب في المناطق الجنوبية بشبكة النترنت على مواقع المحادثة أو التعارف الاجتماعي كموقع «فايس بوك» «my space» وغيرها. وقد أنشأ أبناء الجنوب مجموعات خاصة على «فايس بوك» للتعريف بقراهم والعائلات وجذورها. وكان الإنترنت قد انتشر بكثرة في الفترة الأخيرة من خلال المقاهي الخاصّة، فيقول أحمد (14 سنة) إنّه يزور دائماً هذه المقاهي، لكنّه لا يتابع أياً من المواقع الجدية، كمواقع وسائل الإعلام، ومواقع البلدات الجنوبية، «فأنا لا أعرف حتى عناوينها الإلكترونية».

وقد أثّرت هذه الظاهرة على طريقة كتابة التلاميذ في المدرسة كما يوضح أحد الأساتذة «بعض التلاميذ باتوا يكتبون مسابقاتهم باللغة الدارجة في الإنترنت، وهي اللغة المختصرة التي تختصر الكلمات بالأحرف والأرقام الأجنبية، هذا هو فقط ما اكتسبه الشباب من الإنترنت، وهو مضرّ جداً باللغة العربية».

ومن خلال جولة على ثانوية الطيبة الرسمية، تبيّن أن 35 طالباً في الصفّ السابع أساسي لا يتابعون الإنترنت ولا فضول لديهم لمعرفة ماذا يخبّئ «لأننا لا نعرف أهميته». أما طلاب الثانوي الأول وعددهم 15 طالباً، فأكّد نصفهم أنهم يلجأون إلى الإنترنت للتسلية ولتأدية بعض الفروض المدرسية، أي صفحات المحادثة ومحرك البحث «غوغل».

ويشير عدد من التلاميذ إلى أنهم يحتاجون إلى إرشاد حول المواقع التي عليهم زيارتها، إذ إنّ أغلب الأساتذة لا يوفّرون لهم المعلومات اللازمة عن المواقع والصفحات المفيدة.

لكن انتشار مقاهي الإنترنت والقاعات المختصّة لا يبدو متوازياً في كل البلدات الجنوبية، إذ تبدو هذه المقاهي ضئيلة نسبياً في قرى بنت جبيل ومرجعيون. على سبيل المثال، توجد في بلدة شقرا قاعتان، وكذلك في بلدة تبنين، أما بلدات: مجدل سلم، تولين، قبريخا، الصوانة، حولا وبليدا فلا تتوافر فيها هذه القاعات، وهو ما يشكّل مشكلة ولا سيما بالنسبة إلى طلاب الجامعات في هذه المناطق، الذين يواجهون صعوبة في القيام بأبحاثهم الجامعية، ما يضطرّهم لقصد مناطق مجاورة للحصول على مبتغاهم.

يذكر أنّ الإنترنت قد أصبح متوافراً في بعض المنازل التي اشترك أصحابها بهذه الخدمة عبر الهوائيات، دون أن يتمكن باقي السكان من ذلك نظراً لكلفته المرتفعة والتي تتراوح بين 40 و60 دولاراً أميركياً شهرياً.

تعليقات: