سلام الراسي وحكاية اللّي بيدْري بيدْري...

سلام الراسي
سلام الراسي


مثل مفضّل لدى الكثيرين من حكي قرايا وحكي سرايا لسلام الراسي، إبن بلدة إبل السقي:

«اللّي بيدْري بيدْري

وَاللّي ما بيدْري بيقول كفّ عَدسْ»

هكذا يسرد سلام الراسي قصة هذا المثل في كتابه:


كان لفلاح ابنه صبيّة، وكانت تعاونه يوماً في "تذرية" العدس على البيدر. إلا أنه اضطر إلى أن يذهب لقضاء إحدى الحاجات، وعندما رجع وجد ابنته في وضع مريب مع شاب غريب وراء عرمة العدس.

فثار الفلاح وأخذته الحميّة وهجم على الشاب الذي ولَّى هارباً أمامه إلى حيث كانت جماعة من الرجال تدخّلوا لفض الخلاف وسألوا الشاب فأجاب أنه أخذ كفّاً من العدس – أي حفنة من العدس – من بيدر الرجل فهجم عليه يريد قتله من أجل "كف عدس".

فصاح الجماعة بالفلاح: "ويحك يا رجل! أتريد أن تقتل الشاب من أجل كف عدس"! فاستدرك الفلاح وأدرك حالاً أنه ليس من مصلحته ومصلحة ابنته أن يعرفوا الحقيقة وقال: "صحيح! وين كانوا عقلاتي... روح يا ابني الله يسامحك بكف العدس".

وانتقلت قضيّة "كف العدس" إلى دواوين القال والقيل: كيف حاول الفلاح أبو فلان وهو رجل راجح العقل أن يقتل شاباً من أجل كف عدس!!!

بيد أن رجلاً واحداً من أهل القرية كان قد رأى، من بعيد، ما حدث وراء عرمة العدس، ولأن كتمان السرّ من صفات أهل الشرف اكتفى بالقول: "اللي بيدري بيدري، واللي ما بيدري بيقول كف عدس".

وجرى كلامه مجرى الأمثال إلى يومنا هذا.

* المصدر: مجلة كواليس

تعليقات: