تسونامي مرفأ بيروت المأساوية


صرح مسؤول رسمي، أن محتويات المستودع التي سببت الإنفجار الهائل، عصر يوم الثلاثاء، الواقع في الرابع من شهر آب(أوغسطس)، ٢٠٢٠، هي من مادة كيميائية تسمى نترات الصوديوم، وقد تم مصادرتها وتخزينها في العنبر رقم ١٢، منذ سنوات، ولم يحصل توضيح عن سبب مصادرتها.

تدخل هذه المادة في صناعة أعواد الثقاب، والألعاب النارية، والمواد المتفجرة. كما تستخدم في صناعة الأسمدة الصناعية. يذكر التفسير العلمي لهذه المادة أن نقطة إنصهارها هي 307 °سنتيغراد، ونقطة غليانها هي فوق ال 380 °سنتيغراد حتى تتفكك.

لن اتطرأ إلى موضوع وسيلة تسبب الإشتعال وأتركه للعلماء والباحثين. لكنني أشهد أنني لم أسمع طوال الحروب الأخيرة في لبنان إنفجارا تهتز له المنازل، ويتكرر صداه كأنه تقطع متواصل لجدار صوت، هائل ومرعب!

أعود إلى لحظة ما بعد حصول الإنفجار "النووي"، وإلى حالة الدمار التي نتجت عنه، الى وسائل الإعلام المرئية والمسموعة التي تسابقت إلى بيت الوسط، للإطمئنان على سلامة سعد الحريري، مدعية أن انفجارا قد حصل في محور مكان سكنه، علما أن دخان الإنفجار بدا في مكان يبعد أكثر من كيلومتر عن بيت الوسط.

إن الحديث عن الإعلام اللبناني الخبيث حدث ولا حرج. كان يمكن الإعلاميين التوجه الى مبنى جريدة النهار، او بيت الكتائب المركزي، المواجهة للمرفأ، أو إلى ثكنة الجيش التي تقع داخل المرفأ.

انتقلت وسائل الإعلام بعدئذ إلى النقل المباشر من محيط الحدث، وإجراء حوارات مع عامة الناس وعن مشاهداتهم، كما لو أن ليس في الأمر عشرات الضحايا ومئات الجرحى.

نقلت تصاريح عن رؤساء الأحزاب، ودعوات مناصريهم ومحازبيهم للتبرع بالدم في مناطق تواجدها، في الوقت الذي كانت فيه فرق الصليب الأحمر اللبناني تلملم المصابين، وتقدم لهم الإسعافات الأولية، وتنقلهم إلى المشافي.

اكنظت مشافي بيروت بالمصابين الذين وصل معظمهم بسياراتهم الخاصة، "جرجرة" على الطرقات، لأن شعاع الإنفجار المدمر تعدى الخمسة عشرا كيلومترا. فتضرر على إثره أناس أبرياء في مخادعهم.

انبرت الرئاسات الثلاث بتصريحات "خنفشاريه" وكأن ما حصل هو أمر عادي وعابر.

المؤسف أنه لم تعقد جلسة طارئة للحكومة لإعلان حالة الطوارئ العامة، حتى يضبط الجيش حالة الفوضى التي تخبط فيها المصابون الأبرياء، ويوفر لهم الخدمات القصوىء، بدءا من نقلهم إلى أماكن العلاج بالتآزر مع الصليب الأحمر اللبناني، والإشراف الصارم على سير الأمور الامنية والصحية.

أعجب ماذا يجب ان تكون المآسي التي هي أضخم وأخطر من الماساة الراهنة حتى تستدعي إعلان حالة الطوارئ العامة!

أعجب أن وقاحة الطغمة الحاكمة الفاسدة قد وصلت إلى هذا الدرك الأسفل من اللأخلاقية، وغياب الضمير، وعدم الإحساس بالمسؤولية العامة، حتى لا يقدم أحد منهم إستقالته، ويعترف بالفشل والتقصير المشين!

ولا أعجب إن كنت لن أراهن بعد حصول هذا الإنفجار التسونامي الهائل، على شعب بائس، يائس، خاضع، متزمت، يقدمون حياتهم قرابينا في مسالخ أمراء الحرب القتلة، ولا تهون حياتهم للدفاع عن مستقبل أبنائهم وبناتهم!

إنني محبط حتى الثمالة!

لقد خذلتني يا شعب لبنان الغشيم، ولا تزال

* سعد نسيب عطاالله

تعليقات: