شعب القطعان جائع ومهاجر


احتار العالم في أمرك يا شعب لبنان "العظيم"!

فرض عليك الوزير السابق للإتصالات، محمد شقير، مبلغ ستة دولارات شهريا على تطبيق الواتساب، فأقمت الدنيا وأقعدتها، ونزلت الى الساحات، وقطعت الطرقات، انت وزوجتك وأطفالك، وحتى كلابك الداجنة المدللة، مطالبا بإلغاء " القرار الجائر"، وتقديم الوزير استقالته، أو إقالته قبل صياح الديكة.

أذهلت العالم بطاقتك الثورية الدفينة، التي تألقت طوال أسبوعين، من السابع عشر من شهر تشرين الأول (أوكتوبر)، عام ٢٠١٩، حتى نهاية ذلك الشهر نفسه.

جرحت ريشات أقلامنا، شراييننا المخضبة، حتى تخط فيكم ملاحم التقدير، والفخر، والنصر، والبطولة، والثورة الوطنية الواعدة.

شهدنا منذ نهاية شهر تشرين الأول حتى يومنا هذا، تشتتا مرعبا لهذا الشعب الذي حسبناه واعدا ومثابرا حتى مكافحة الفساد والمفسدين، لكنه انتهى الى قيام مجموعات متكاثرة، متناثرة، ترفع شعارات متضاربة، بدءا من المطالبة بحق المرأة اللبنانية منح اولادها الجنسية، الى الدعوة الكلامية للعصيان المدني !

إنني آخذ بالحسبان لهذا الإنكفاء، والإنزواء، والتراجع، والإختباء، أسبابا صدامية عدوانية شرسة من قبل القوى الأمنية الرسمية، ومن أوباش ميليشيات غوغائية ضد جموع الشعب التي انتفضت سلميا، لكنني ألمس أنه كان وراء أكمة الثورة الشعبية العفوية ما وراءها من مندسين، ومشتبه بهم بعلاقات مع سفارات أجنبية، غربية وشرقية!

إن قيمة الستة دولارات على الواتساب التي ألغيت في حينه، لا زالت قيمتها بالعملة الوطنية ثابتة ولم تتعدى التسعة آلاف ليرة.

لكن تعاظم زيادة الأسعار على كل نوع من أصناف المواد الغذائية والسلع الأساسية الضرورية لحياة البشر، قد فاقت أضعافا مضاعفة للرسم الذي فرضه وزير الإتصالات السابق، ولم يحرك هذا الشعب ساكنا، إلا لماما، من جانب مجموعات فقيرة مغلوبة على أمرها، وعلى لقمة عيشها البسيطة!

أين عظمتك ايها الشعب اللبناني الغشيم، وكل المرادفات السلبية التي هي على ذات القافية لكلمة "غشيم"؟

أين عظمتك أيها الشعب اللبناني الغارق في تزمتك المذهبي، وولائك لزعماء وأمراء الحرب الأهلية القتلة؟

أين عظمتك أيها الشعب الغشيم، وقد سلبت المصارف ودائعك التي صرفت حياتك حتى توفر قرشك الأبيض ليومك الأسود، ورمتك طغمة النظام الفاسدة في نيران آتون الدولار الذي يمتص دماءك ودماء أطفالك، وأمسى أجرك الشهري لا يساوي شروى نقير، ناهيك عن البطالة التي يفوق انتشار تفشيها القاتل، انتشار وباء الكورونا الخبيث؟

أين عظمتك أيها الشعب الغشيم ولا زلت تراهن على علي بابا ولصوصه لمكافحة الفساد؟

تبا لك أيها الشعب الغشيم الذي تتسول سمات دخول الى دول الهجرة، ولا تجرؤ على إعلان العصيان المدني، والى الثورة الدموية للبقاء على أرض لبنان، التي لم يهجرها حتى الآن ولد واحد من أبناء أو بنات علي بابا ولصوصه!

تبا لك يا شعب الخضوع، والخنوع، والخشوع لتيوس مذاهبك وطوائفك اللؤماء!

سعد نسيب عطاالله

تعليقات: