المستشفيات رفضت استقبالها ففارقت الحياة.. كفى موتاً


لم تجد المسنّة سارة رمضان، وهي في العقد الثامن من العمر ومن ذوي الحاجات الخاصة، أي نوع من الرحمة وهي تُنقل بين أبواب عدد من المستشفيات في مدينة بعلبك عسى أن تُسعف من أعراض جلطة دماغية، لتلفظ أنفاسها الأخيرة بعد ساعات طويلة من رفضها من قِبل عدد من المستشفيات فور علمهم بأن لديها بطاقة إعاقة من وزارة الشؤون الاجتماعية، دون أي جهة ضامنة، لتسجل رقماً آخر ضمن قضية إنسانية مأسوية تتكرر دائماً في المنطقة من دون مبرر، وذلاً عند أبواب المستشفيات.

العضو البلدي في مدينة بعلبك وابن شقيق الضحية سامي رمضان، أكد لـ"النهار" أن ما جرى مع الضحية هو عمل غير إنساني، فما حصل أنه عند الساعة السابعة من فجر اليوم وقعت الضحية في حالة إغماء متكررة وألم في الرأس لنعمل على نقلها لأحد مستشفيات المنطقة محلة تل الأبيض لإسعافها، ولدى إبرازنا بطاقة الشؤون الاجتماعية التي تحملها، سارعوا إلى إبلاغنا عن عدم شغور غرفة عناية لاستقبالها بالرغم من كل الاتصالات التي أجريناها، رفضوا استقبالها لنعمد إلى نقلها بعد وقت طويل من المماطلة إلى مستشفى آخر مجاور لنواجَه برفض ثانٍ تبحجة أن المريضة قد يكون معها كورونا ولا يستطيعون إدخالها، ليداهمنا الوقت بالمزيد من ضياعه بحثاً عن مستشفى يستقبلها، حتى انتهى بنا الحال في مستشفى الططري الذي استقبلها حيث لفظت أنفاسها، بعد وقت قليل من دخولها جراء جلطات دماغية متتالية.

وزير الصحة العامة الدكتور حمد حسن علم بالحادثة وكلّف طبابة قضاء بعلبك بإجراء تحقيق فوري وسريع، ليبنى على الشيء مقتضاه، ويتم اتخاذ الإجراء المناسب بحق المستشفى الذي رفض استقبال المريضة.

وقال الوزير حسن: "لن أسمح بأن يموت مريض أمام باب مستشفى، أو أن يرفض مستشفى استقبال مريض".

في وقت علت صرخة عائلة الضحية أمام المسؤولين والرأي العام، ولسان حالهم يقول: "كفى موتاً كل يوم على أسرّة المستشفيات السوداء".

تعليقات: