الجمعية النسائية للتنمية الإجتماعية: لسنا على خارطة وزارة الشؤون الإجتماعية!


الجمعيات النسائية، وما اكثرها في لبنان والمجتمع، مما يستدل على دور المرأة الريادي فيه، وعطاءاتها التي لا تتوقف عند حد، بدءًا من الأمومة والتربية والأسرة والمنزل، إمتدادًا إلى نشاطات إنسانية إجتماعية إنمائية خدماتية تفيد المجتمع بكل أطيافه،وإحدى أبرز الجمعيات التي تواصل نشاطاتها بأهدافها السامية بكل شفافية وحيوية وتفانٍ، “الجمعية النسائية للتنمية الإجتماعية”، في بلدة سحمر – البقاع الغربي.

وبلقاء مع رئيسة الجمعية الحاجة زينب عباس “أم حيدر” وبعض أعضاء الجمعية، حيث تحدثت بإسم الجميع، قائلة:

أما التسمية الرسمية للجمعية وأهدافها، هي:

الجمعية الثقافية الإجتماعية التنموية المهنية، تأسست عام 2000

بموجب علم وخبر رقم 15/أ.د بتاريخ 26/1/2001، وهي وطنية تعمل لخدمة المجتمع وتحقيق المنفعة العامة، تتوجه للمرأة، تنظم طاقاتها وجهودها في إطار العمل الجماعي وتأمين مشاركتها المتكاملة في تحمل اعباء الحياة.

وما شدنا إلى تأسيس هذه الجمعية لمجموعة نساء غيارى على مصلحة البلد والنساء اللواتي يعملن في الحقل الزراعي ولأجل تصريف الإنتاج كانت البداية من خلال إقامة معرض للمونة البيتية وبعد هذا النشاط إرتقينا تأسيس جمعية نسائية، ومن هنا كانت الإنطلاقة، بتشجيع السيدات للإهتمام بالمونة البيتية من حبوب على أنواعها، إنتاج هذه الأرض وأعشاب زهورات وزعتر وسماق التي باتت مرغوبة جميعها من أهل المدن الذين يقصدون البلدة للإصطياف كما عدد من المسافرين. وهناك عدة أصناف وأنواع من هذه المونة التي لا تخضع في تركيبتها لأية مواد حافظة، فهي على الطبيعة، كما عملنا بموضوع ورش التدريب على حرف متعددة ودورات تصنيع وتعليب بعض المنتوجات، والإدارة والتسويق مع بعض المنظمات الإنسانية في الداخل والخارج، وبعض السيدات يمتلكن الخبرات، إنما حصل تبادل حول ذلك مع الجمعيات التي تقيم تلك الدورات للتزود بمكتسبات إضافية. وعلى سبيل المثال البعض يوجد أمام منزله شجرة توت يأكل منها ما بإستطاعته والباقي يسقط إلى الأرض دون الإستفادة منه، فكان التوجيه بالإستفادة منه بصنع مربى أو عصير التوت، وهكذا دواليك.. على العديد من أنواع الفواكه، ولمسنا تجاوبًا كبيرًا، ليس فقط من سيدات بلدتنا، بل البلدات المجاورة: “قليا، زلايا، لبايا ،القرعون و يحمر”

وهنا أود الإضاءة والتنويه ببعض السيدات والصبايا اعضاء الجمعية المتطوعات ومشاركتهن كأول فريق عمل نسائي يشارك باعمال تركيب شبكة الطاقة الشمسية مع منظمةRise 2030و GIZ وايضا” بحملة جمع الاوانيي البلاستيكية المستهلكة من قبل ربات البيوت والارشاد بعدم رميها. حفاظا” على البيئة ، وبالتالي عمدنن الى بيعها لاحد المصانع في زحلة وتم دفع ثمنها لربات البيوت اصحاب تلك الاواني

وجرى اقامة حفل تكريم للصبايا والسيدات اللواتي شاركن بتلك الانشطة والاعمال التطوعية تقديرا” لجهودهم الانسانية والاجتماعية التي تصب في خانة الخدمة العامة والمجتمع ككل.

كما دورة إسعافات أولية وتعليم محو أميّة ولغات أجنبية وكمبيوتر وقراءة القرآن وأشغال يدوية ورسم ورياضة، مع بعض النشاطات الترفيهية في عدة أماكن أثرية وسياحية ودورات مهنية كروشيه وخياطة لكافة الأعمار كل ذلك بمشاركة من اللاجئين السوريين المتواجدين في هذه المنطقة.

كما نشجع الزراعة، إنما تواجهنا مشكلة في أزمة المياه الغير المتوفرة وهي مستشرية في سحمر منذ زمن، ونساعد في تقديم شتول زراعية وبذور مختلفة عبر مبادرة “أرضي أرضك” لرابطة السيدات اللبنانيات للعمل، وتوزيع حصص غذائية وثياب العيد لبعض العائلات المتعففة، وأهم من هذا، مساعدات طبية ومعالجات في المستشفيات وإفطارات للأيتام ونشاطات بعيدي الأم والمعلم و يوم المرأة ، ونقيم حفل تخرج بعد الإنتهاء من كل دورة، وبالأمس دُعينا لإجتماع في راشيا الوادي من منظمة “الفاو” ووزارة الزراعة بعرض طلب رغبتنا بإستحداث تعاونية زراعية، وسنطرح هذا الموضوع على اعضاء الجمعية لإتخاذ القرار المناسب.

وكل الجمعيات والمنظمات التي نقدم لها طلبات مساعدة يدعموننا بالدورات والإرشادات ومواد عينية ومعدات وشتول، ليس بالمال كما يعتقد البعض.

*سؤال يطرح نفسه، عن مصادر الدعم المادي للقيام بكل هذه الأنشطة التي تتطلب موازنات مالية؟

بادء الأمر دعم ذاتي، بدل إشتراكات من أعضاء الجمعية، يضاف إليه دعم من أصحاب الأيادي البيضاء الخيرين، أبناء البلدة والجوار والمؤسسات الدولية والبلدية بطبع دليل هاتف لبلدتي سحمر و يحمر، كما بشخص السيدة زينة محسن أسعد التي تساعدنا في قطاع الإستشفاء من دخول المستشفيات والمعالجة والأدوية لعدد كبير من العائلات الفقيرة وغير المضمونة. وكانت لنا مشاركات في عدة معارض بأماكن مختلفة في بيروت وبعض المناطق اللبنانية وحاليًا نشارك بسوق المزارع.

*كيف تقيمين دور المرأة في وقتنا الحاضر؟

المرأة فرضت وجودها في كافة الميادين، وهي جنبًا إلى جنب بمساعدة الرجل، وكم وكم من النساء اللواتي يعملنْ في الإدارات والمؤسسات العامة والخاصة وبعض الحرف والمهن الحرة وإختصاصات كطبيبة ومحامية وقاضية، ويكفي أنها ربت أسرة وأدارت منزل، ونرى بعض الفتيات متطوعات في الصليب الأحمر والدفاع المدني.

*عن المساعدة من وزارة الشؤون الإجتماعية؟

لسنا على خارطتها، للأسف لم نتلق منها أية مساعدة أو دعم بأي شكل من الأشكال، كما لم نستفد من أية وزارة ونحن مستقلون لا ننتمي إلى أية جهة أو حزب سياسي.

*من كلمة بختام هذا اللقاء؟

نرنو الى اقامة مشروع إستحداث نادي المسنين وبناء مقر للجمعية بعد أن تأمنت الأرض عن روح المرحوم محسن أسعد. والشكر لكم على هذه الإضاءة القيمة على جمعيتنا.

لقاء مع إحدى عضوات الجمعية

على هامش هذا اللقاء والحوار مع الجمعية النسائية للتنمية الإجتماعية في سحمر، كان هذا اللقاء مع إحدى السيدات اللواتي يعملن في الحقل الزراعي السيدة زينب أحمد شعشوع وزوجها السيد غازي وهبي الذي تحدث بإسمها قائلًا:

منذ طفولتي وعيت على العمل في الحقل الزراعي إلى جانب والدي الذي ورثها بدوره عن والده. سيما، وهناك أراضي زراعية كبيرة وغنية بمواردها من الحبوب على أنواعه والخضار فأستثمر منها بمساحات كبيرة بحدود الـ 200 دونم من الأهالي في بلدتي سحمر وبلدة مجد البلهيص المجاورة لبلدتنا، والأرض بشكل عام بقدر ما تعطيها تعطيك وتتعب عليها من حيث الفلاحة والري وتعتمد الروزنامة الزراعية الصحيحة بالتناوب على زراعتها سنويًا بصنف مختلف عن السنة ما قبلها لكي تعطي نتاجًا أكبر.

ونحن لا نستعمل أبدًا أية مواد كيماوية لرش الأرض والمزروعات، فهي طبيعية مئة بالمئة ومنطقتنا مشهورة أراضيها بتربتها الحديدية. لذا، تشتهر أكثر شيء بالعدس ويقصدوننا من بيروت وصيدا والبلدات المجاورة لشراء العدس البلدي من أرض سحمر، ونحن لا نبيع لتجار الجملة منعًا للإحتكار ولأجل تلبية أبناء البلدة بما يحتاجونه على مدار السنة، ولأجل هذه لمصلحة وما يلزمها من توابع وتخفيفًا عن مصارفات بدل الفلاحة والحراثة والدراسة طورت المصلحة وأشتريت كافة المعدات والآلات اللازمة ، كما أستحدثت جاروشة لطحن كافة أنواع الحبوب والزعتر والسماق والكشك والبهارات والطحين لعرض كافة المنتوجات فيها. ومن الملفت للنظر أن معظم المواطنين وبظل الظروف الإقتصادية الضاغطة عادوا إلى الزراعة ولو بالقليل، ولو لسد جزء بسيط من إحتياجاتهم. ومن المفارقات أن بعض المواطنين عندما كانوا يشاهدوننا وعائلتي نفلح ونزرع ونقطف يستخفون بنا بالقول: “وين بعدن عايشين”، ولدى إستحداث المطحنة منذ 25 سن، قالوا: “رجع للعصر الحجري”.

اليوم وفي ظل إرتفاع سعر صرف الدولار، حصل إرتفاع في أسعار الخيش والنايلون، وقد تحصل بعض الأضرار جراء العوامل الطبيعية التي تصيب مادة القمح بالصدأ فيذهب الموسم بكامله ولا مَنْ يُعَّوض علينا، ونسلم أمرنا إلى الله ولا نستسلم أو نتراجع عن إستثمار هذه الأرض التي تمثل كياننا ووجودنا.

* فؤاد رمضان - مجلة كواليس















تعليقات: