صرخة من رحم المعاناة اليومية للمواطن مع المصارف


معاناة اللبنانيين اليومية مع البنوك لا تنتهي وفصولها مزيد من الاجراءت التي تدمر الثقة بين المودعين وهذه البنوك ، وترسم أفق مسدود لهذا القطاع المصرفي.

ماكان يكفي ان تحجز اموال اكثر من نصف الشعب اللبناني، ويتم تقييد سحوباتهم باللبناني، بعدما تقرر منع السحب بالدولار..

وماكان ان يعاني المواطن الذل والنيل من كرامته وهو يقف "بالطابور" يوميا ليستحصل على راتبه ، او ينال حظ الدخول الى اي بنك واتمام مراجعة ادارية فيه..

ما كان كل ذلك ليزيد ان هذا المواطن بقي ملتزما بالاقساط والقروض المتوجبة عليه للبنوك ، ويمضي في دفعها بالرغم من كل الاوضاع المتدهورة، ولكن ومع قرارات البنوك الهمايونية اليومية ، تارة احتساب قيمة الدولار بالسعر الرسمي وتارة بسعر السوق وتارة بسعر مذكرة من مصرف لبنان، وفوق ذلك كله وجد اللبناني المغترب نفسه مقيدا ايضا باجراءات تطاله من حيث التحويل من الخارج الى لبنان.

شكوى الدكتور " م. ش " واحدة من مئات الشكاوى التي تسجل يوميا في البنوك، هو يمارس عمله في دبي وملتزم بدفع قسط شهري في بنك لبنان والمهجر، وخلال الايام القليلة الماضية توجهت زوجته لتدفع القسط الشهري في البنك المذكور ، وعند اعداد المعاملة من قبل الموظف المختص وعلى اساس الدفع باللبناني من خلال سعر صرف الدولار الرسمي اي 1518 تقريبا، فوجئت بالموظف يوقف عملية الدفع ليقول لها ان عليها ان تدفع بالدولار ولايمكن انجاز المعاملة على اساس التحويل من اللبناني الى الدولار، وعند الاستيضاح والتواصل مع زوحها هاتفيا ، واجراء اتصالات مكوكية بين ادارة البنك مركزيا وادارة الفرع في منطقته ، خلص القرار بالبنك ان "ش" سبق وحول لدفع القسط المذكور من الخارج وبالدولار ولذا فعليه ان يدفع بالدولار، ولكن عندما عرض "ش" ان لديه مشكلة بالتحويل جراء اجراءات تقنية وماشابه، رفض البنك انجاز المعاملة مهما كانت التبريرات.

الدكتور "ش" الذي ألتزم التعامل بموجب الحق والواجب ، وجد نفسه في حيرة ، لا هو قادر على التحويل من الخارج، ولا زوجته قادرة على تأمين الدولار من السوق المحلي اللبناني، والبنك يشهر سيف المقاضاة في حال التخلف عن دفع القسط ، ولايبالي بأي مراعاة لوضع "ش" وغيره ، هنا تطلق الصرخة الى اين هذا القطاع المصرفي يأخذ البلد واللبنانيين ، وحتى هو كقطاع ايضا، واي ثقة ستبقى موجودة او ستعود وتنبني بين اللبناني والمصرف .

صرخة الدكتور "ش" واحدة من الاصوات التي تطلقها افواه على ابواب المصارف التي اقفلت مسامعها بجدار حديدي محكم بعدم التجاوب.

تعليقات: