الاضراب الشامل من الجنوب الى البقاع فشمال لبنان


لبّى الجنوب اللبناني بمختلف مدنه وقراه دعوة الاتحاد العمالي العام للإضراب، فرفع المواطنون صوتهم عالياً للتنديد بسياسة الحكومة الفاقدة للشرعية والمطالبة بحقوقهم.

فأرغفة الخبز وأصوات المحتجين وأوجاعهم إجتاحت اليوم ساحات المدن الجنوبية الخمس مطلقة موقفاً رافضاً لسياسات حكام السراي التجويعية خلال الحركة الإحتجاجية الهادئة التي شهدها الجنوب اللبناني بالتزامن مع الإقفال الكامل والإلتزام بالأضراب العام في مختلف القطاعات الحياتية.

بوابة الجنوب شهدت أول تجمع إحتجاجي على سياسة السنيورة إبن صيدا في ساحة النجمة بمشاركة فاعلة لمختلف النقابات العمالية والقطاعات الحياتية وممثلين عن الأحزاب والقوى في مدينة صيدا ورفع المحتشدون الذين أقفلوا الطريق أرغفة الخبز واللافتات الداعية لرحيل رئيس الفريق الحاكم.

وشهدت مدينة صيدا إقفالاً في محالاتها ومؤسساتها التجارية بنسبة ثمانين في المئة وبقي المواطنون ينتظرون طويلاً مرور سيارة أو باص أجرة وفي الطريق إلى مدينة صور كان الأوتستراد الساحلي يشهد حركة خفيفة جداً، بينما توزعت المحطات الإحتجاجية بين اللافتات وإحراق جانبي للدواليب وكانت مدينة صور على موعد مع عمالها المعتصمين اللذين تجمعوا أمام مقر إتحاد بلديات القضاء. وبموازاة التجمع كانت مراكب الصيادين تترنح على الشاطئ مشاركة في الإضراب.

وإلى مدينة بنت جبيل حيث اصاب المدينة حالة من الشلل في حركة السير وشهدت إقفالاً كاملاً في جميع مؤسساتها ومحالها ونظم العمال تجمعاً كبيراً عند نقطة صف الهوا في المدينة حيث ألقيت كلمات رافضة لساسة الإفقار.

ولم يكن المشهد مختلفاً في مدينة مرجعيون حيث غصت الساحة العامة بالمعتصمين المطالبين بحقوقهم رافعين اللافتات والأصوات تنديداً بحكومة السنيورة وساروا بتظاهرة حتى السراي الحكومي.

وفي مدينة النبطية مركز المحافظة كان المشهد مماثلاً حيث تجمع المواطنون وممثلو النقابات والمهن الحرة أمام مركز المحافظة وسط إقفال تام شهدته المدينة بكل قطاعاتها

اضراب البقاع

وشل الاضراب مختلف مناطق البقاع وترافق مع تجمعات احتجاجية للعمال والمزارعين وقطع للطرقات الدولية .

فالالتزام بالإضراب العمالي كان شاملا في محافظة البقاع، حيث أقفلت الأسواق والمحالات التجارية و المدارس الرسمية والخاصة. وأقيمت تجمعات على الطرقات ابتداءاً من شتورة مروراً ببعلبك وصولاً إلى الهرمل و تخللها قطع للطرقات الدولية.

ففي ساحة شتورة تجمع العمال ورددوا شعارات ضد سياسة الحكومة التجوعية وجرى إحراق للإطارات السيارات وقطع لطريق المصنع لبعض الوقت.

وقال ممثل نقابة المزارعين في لبنان: "إن نقابات العمال الزراعيين في لبنان تشارك في هذا الإضراب الذي دعى إليه الاتحاد العمالي العام، وبناءاً على إيماننا للمطالب المحقة والعادلة".

وقال احد المشاركين في التحرك الشعبي: "إننا في هذا اليوم نعبر عن هذه الصرخة وألم هؤلاء العمال والكادحين".

وقال آخر: "ان هذه السياسة سياسة تجويع الناس لن تمر وسوف نتابع تحركاتنا ومطالبنا بكافة الوسائل".

التجمع الاكبر للعمال كان عند مدخل بعلبك حيث ردد المشاركون هتافات ضد سياسة الحكومة اللاشرعية محملين إياها مسؤولية الغلاء.

ويقول احد اصحاب السيارات العاملة على الطرقات: "لم يعد بمقدورنا العمل فصفيحة البنزين اصبحت بـ 30 الفاً فهذا الوضع شاذ جداً".

ويقول آخر: "وقد اعمى قلوبهم حب السلطة وحب المال".

احد المواطنين عبر لقناة المنار بالقول: "الناس تريد ان تأكل وتشرب ونحن جزء من الشعب اللبناني هذا الذي لم يعد لديه من مجال لكي يعمل واصبحنا مهجرين خارج لبنان".

احد ممثلي النقابات في البقاع قال: "باسم السائقين باسم العمال باسم الفلاحين وباسم المزارعين سنبقي على اضرابنا حتى تحقيق مطالبنا"

كما واقيمت تجمعات على الطرقات في كل من مقنة ، النبي عثمان، وفي ساحة مدينة الهرمل بالاضافة الى ساحة اللبوة، كما شمل الاضراب ايضاً منطقة البقاع الغربي حيث شلت الحركة بشكل كامل.

اضراب الشمال

هذا وعمت مظاهر الاضراب معظم مناطق الشمال في لبنان ونفذ عمالها إضراباً مطلبياً تحذيرياً بوجه سياسة حكومة السنيورة التجويعية.

ولف سكون الجوع معظم مناطق الفقر والحرمان في الشمال في يوم الإضراب بوجه سياسة التجويع. باكراً عزم العمال الشمالييون على تلبية دعوة الاتحاد العمالي العام للإضراب دفاعاً عن لقمة العيش.

القهر والغلاء الفاحش الذي أكل قدرتهم الشرائية ومنعهم حتى عن إرواء عطش أطفالهم الرضع وهو ما قادهم إلى وسط ساحة التل حاملين رايات اتحادهم البيضاء إلى جانب الأعلام اللبنانية، لينفذوا اعتصاماً مطلبياً ويطلقوا صرختهم بوجه حكومة السنيورة رافضين تسيسها للإضراب وزجها التناقضات المذهبية وسط التحرك المطلبي. وتحت نظر القوى الامنية رفع المضربون اللافتات التي تعرض مطالبهم الاجتماعية المحقة.

وعلى خلاف ما أشاعت بعض وسائل إعلام السلطة عن تجاوب خجول، عمت مظاهر الإضراب معظم الاقضية الشمالية حيث أغلقت المدارس أبوابها، وأقفلت المحال التجارية.

مناطق اميون والكورة وشكا والبترون وزغرتا لبت الدعوة للإضراب وخلت شوارعها من الحركة اليومية المعتادة، ليرتفع صوت الجوعى عسى ان يجد ضمائر تسمعه.

وفي قضاء عكار تفاوت التجاوب مع الإضراب بين منطقة وأخرى ففي حين بدت الحركة شبه طبيعية في بعضها شهد البعض الآخر التزاماً تاماً بالإضراب.

خطوة في سبيل العيش الكريم خطها المضربون قد تستدعي تحركات أخرى في حال بقيت آذان الحكومة صماء عن أوجاعه.

تعليقات: