مستشفى راشيا الحكومي يعيش تحت رحمة «المستحقات»

حاضنة اطفال في المستشفى
حاضنة اطفال في المستشفى


راشيا:

يُعدّ مستشفى راشيا الحكومي، المرفق الصحي الرسمي الوحيد، الذي يقدم الخدمات الصحية والاستشفائية لأبناء منطقتي راشيا والبقاع الغربي، وبعض قرى منطقة حاصبيا، إلى جانب بعض المستشفيات الخاصة. وهو في مرحلة تشغيله الحالية، يعمل بنسبة 80 في المئة من طاقته الكاملة، بعدما لامس مرحلة الاكتفاء الذاتي ماديا نتيجة دفع المؤسسات الحكومية الضامنة جزءا كبيرا من المستحقات المتوجبة عليها. هذه النسبة ترتفع أو تتقلص حسب عملية تسريع دفع الفواتير والمستحقات أو عدمها، خصوصا أن النسبة التي يدفعها الوافدون ـ المرضى إلى المستشفى، لا تتعدى الخمسة في المئة من قيمة فواتير استشفائهم.

وقد استطاع مستشفى راشيا الحكومي، تسجيل نقلة نوعية في تقديم الخدمات الصحية والاستشفائية للمواطنين، بعدما جرى تجهيزه بمختلف الآلات والمعدات الطبية، إلى جانب استكمال كادره الطبي والتمريضي، حتى بات يستقبل معظم الحالات المرضية وفي كل الاختصاصات، باستثناء عمليات القلب المفتوح.

يوضح رئيس مجلس إدارة المستشفى الدكتور رياض القرعاوي «أن المستشفى بدأ عمله منذ حوالى سبع سنوات، وتعيين أول مجلس إدارة له. وهو المستشفى الحكومي الوحيد العامل في المنطقة، خصوصا مع استمرار توقف العمل في مستشفى خربة قنافار ما يزال متوقفاً ريثما يتم تعيين مجلس إدارة له، إلى جانب استكمال تجهيزاته، ورفده بالكوادر الطبية والتمريضية والموظفين الفنيين والإداريين المتخصصين. كما يبعد أقرب مستشفى حكومي عنه ستين كيلومتراً.

ويؤكد القرعاوي أن مستشفى راشيا في مرحلة الاكتفاء الذاتي ماديا، بعدما دفعت الجهات الحكومية الضامنة المستحقات المتوجبة عليها. لكنه يلفت من جهة أخرى إلى أن «الاستمرار بالعمل بشكل جيد وبمستويات لائقة يتطلب من هذه الجهات عدم التأخر بدفع الفواتير التي ترفعها المستشفى إلى مراجعها بأوقاتها المحددة. فعدم تسريع عمليات الدفع من شأنه أن يتسبب بالشلل في عمليات تقديم الخدمات الصحية، خصوصا إذا ما علمنا أن المستشفى يتقاضى نسبة لا تتعدى الخمسة في المئة من فواتير استشفاء المرضى الوافدين»، آملا تكثيف العمل وتسريعه وعدم الوقوع في الروتين الإداري لجهة إنجاز المعاملات المالية عند الجهات الحكومية الضامنة.

إلى ذلك، يروي ممثل الصندوق الكويتي للتنمية الدكتور محمد صادقي قام بزيارة إلى المستشفى، ووعد بتقديم المساعدات لاستكمال بعض التجهيزات الطبية بالتنسيق مع وزارة الصحة العامة، ومن بينها تأمين آلة للتصوير الطبقي والمحوري (السكانر)، فضلا عن القيام ببعض أعمال الصيانة على المعدات والآلات الطبية كما على البناء نفسه.

ويشير القرعاوي إلى أن عدد المرضى الوافدين إلى المستشفى، قد ارتفع بنسبة تزيد على الستين في المئة بين عام ,2001 حيث بلغ عدد المرضى 1700 مريضا، وعام 2007 حيث تعدى العدد الـ3000 مريض، معتبرا أن هذه الأرقام تظهر مدى التحسن الملموس في تقديم الخدمات ومدى ثقة الجهات الضامنة المدنية والعسكرية بالتقديمات الصحية والاستشفائية.

من جهته، يوضح مدير المستشفى الدكتور خالد الحكيم ان الكادر الوظيفي في المستشفى قد تم تثبيته، بعد خضوعه للمباراة التي أجراها مجلس الإدارة للموظفين، ويتألف الكادر من 65 موظفاً فنياً وإدارياً متخصصا.

ويؤكد الحكيم أن المستشفى يقوم بواجباته على أكمل وجه، حتى بات يضاهي المستشفى الخاص بالمنافسة، والدليل على ذلك ارتفاع عدد المرضى الوافدين إليه. لكنه بالمقابل يتمنى على الجهات الحكومية الضامنة، الاستمرار بدفع المستحقات المتوجبة عليها بشكل دوري، حتى لا يقع المستشفى في دائرة الإحراج أمام العاملين فيه.

على صعيد آخر، يلفت الحكيم إلى أن المستشفى، إلى جانب الخدمات الصحية والاستشفائية التي يقدمها، ينظم المحاضرات والندوات الطبية التثقيفية والوقائية للمواطنين، وينفذ الحملات التي تقررها وزارة الصحة لجهة فحص تشمع الكبد، وإجراء الصور الشعاعية للاكتشاف المبكر لسرطان الثدي.

المواطنون

يثني محمد موسى من بلدة لبايا، على الخدمات الصحية التي يؤمنها المستشفى، واصفا «المعاملة» بالجيدة من قبل الجميع، إدارة وأطباء وممرضات وحتى موظفين، متمنيا على الدولة أن توفر الدعم الكافي لهذا المرفق الصحي الحيوي في المنطقة، كونه الوحيد الذي يمكن اللجوء إليه من قبل العائلات الفقيرة والمتوسطة الحال.

أما حمد خضر عين عطا، فيعرب عن تقديره لكل العاملين في المستشفى، فهو تلقى العناية الصحية اللازمة في غرفة العناية الفائقة بعد تعرضه لعارض صحي مفاجئ، خصوصاً أنه خضع قبل سنوات لعملية في القلب المفتوح في أحد مستشفيات البقاع. ولفت خضر الى أهمية هذا المستشفى في المنطقة كونه يوفر الكثير على المواطنين إن لجهة الوقت حيث أقرب مستشفى يبعد ما يزيد على الخمسين كيلومترا، أو لجهة التوفير المادي على العائلات الفقيرة.

أما حسن عبد الخالق من كفرقوق، فيؤكد أن المستشفى مجهز بكل التجهيزات الطبية، ويقدم خدمات صحية لائقة للمرضى، ولكنه بحاجة ماسة إلى آلة «السكانر» للتصوير، حيث يضطر المريض إلى الانتقال إلى زحلة لإجراء صورة شعاعية، مع ما يستتبع ذلك من أعباء مادية وجهد وإضاعة للوقت.

أنشئ مستشفى راشيا الحكومي على مساحة تقدر بـ4703 أمتار مربعة، وهو جزء من مشروع متكامل ينضوي في إطار المنحة المقدمة من دولة الكويت للمساهمة في إعمار المنشآت الصحية في لبنان. ويحتوي على أربعين سريراً تتوزع على قسم الجراحة، والطب الداخلي، والتوليد والأمراض النسائية إلى جانب العناية القلبية الفائقة، كما يحتوي على قسم للأطفال الحديثي الولادة، والمختبرات والأشعة والطوارئ والتنظير الداخلي، فضلا عن قسم العيادات الخارجية والخدمات المتممة.

تعليقات: