ملحمتان في يوم واحد

الثائر العالمي كوزو اوكاموتو
الثائر العالمي كوزو اوكاموتو


في مثل هذا اليوم ٣٠ آيار ١٩٧٢، سطر الثائر العالمي «كوزو اوكاموتو» مع رفاقه  في الجيش الاحمر الياباني ملحمة بطولية في مطار "اللد" الصهيوني، تضامنا مع الشعب الفلسطيني في قضيته.

وبعد ١٣ عاما من هذا التاريخ ٢٠ آيار ١٩٨٥، خرج " أوكاموتو" من سجن الصهاينة بعملية تبادل للاسرى قادتها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة.

وفي شهر  آيار ١٩٩٧ أيضا كان لي شرف اطلاق مبادرة ضمت مئتي محام لبناني للدفاع عن " اوكاموتو" الذي اعتقلته السلطات الللبنانية بتهمة الاقامة غير المشروعة، طالبين من لبنان اعتباره مواطنا عربيا من الدرجة الاولى.

حقيقة الامر ان الاعتقال كان على خلفية اخرى سياسية وليست قانونية.

وفي مثل هذا اليوم بالتحديد ٣٠ آيار ٢٠١٠ كان المئات من أحرار العالم يمتطون سفنهم في "أسطول الحرية" كسرا للحصار  المفروض على غزة.

ويحضرني ماكتبته عن تلك الرحلة   في روايتي  بعنوان "ستون دقيقة هزت العالم" تأكيدا للثوابت والمبادئ التي انطلقت منها تلك الرحلة.

"على اهمية ماحملته هذه السفن من مساعدات عينية، فإن أعظم ما حملته وأفعله، هو  تلك العواطف الجياشة، وذلك النبل المجموع من أقاصي الارض والمجبول بحرارة اللقاء بفلسطين وأهلها.

كانت الفضائيات العاملة في غزة تحمل اليها ومنها، اصدق المشاعر وأنبل العواطف، فسهر الأهالي الليالي الطوال على الشاطىء ينتظرون وصول "أسطول الحرية"، وانطلقت الزوارق والمراكب مزدانة بأعلام فلسطين، "فافترشت" أرض البحر ، و"نصبت خيامها" فيه، تلهفا للقاء الأحبة، على مايقول الشاعر الجاهلي: "واكثر ما يكون الشوق وصلا

 اذا دنت الخيام من الخيام" .

حتى صيادي الاسماك فقد وفروا من جنته شباكهم قبل الوصول المفترض للأسطول لتقديمه وليمة للضيوف الأعزاء.

هو العالم الحر  فعلا لا قولا  ينتصر للحق أينما وجد.

وهي العروبة الحضارية التي ترى في احرار العالم إخوانا.

هي رحلة التناصر والتعاضد في"حملة صليبية" مباركة هذه المرة، ليست استعمارية ولا استيطانية كما في السابق. بل هي فعل توضيح  بين المشاركين الغربيين وأندادهم العرب في هذه الرحلة لفهم ملتبس كان قائما على معادلة خاطئة وهي:"ان كل الغرب استعمار"، و "ان كل العرب   طغيان وتخلف وعبودية"

المناضل الدكتور هاني سليمان
المناضل الدكتور هاني سليمان


تعليقات: