بين أيارالتحرير وأيارالتخوين

الدكتور علي عبدالله كان على رأس لائحة تضم ٢١ عضو بلدي
الدكتور علي عبدالله كان على رأس لائحة تضم ٢١ عضو بلدي


في ذكرى تحرير الارض والانسان، دعوني أحدثكم عن بعض ما اعتل به القلب، لعل بالحديت تتبلسم بعض الجراح، فنعبر بها الى قنطرة المسامحة ونستخلص منها حكمةً وعبرة.

أيار التخوين عام ٢٠١٦... تسلل الى المسامع خبر شكّل مفاجأة مفاده ان «الدكتور علي» مطروح اسمه لرئاسة البلدية مع العلم ان طرح الاسم لم يكن سوى خيار أخير مرتبط بإطار بلدي عائلي بحت. ولم يكن «الدكتور» مطلعاً أو مواكباً لكل الموضوع حتى أنه لم يكن يعنيه بتاتاً.

ما أن بدأ تداول الاسم في البلدة حتى أُطلق على «الدكتور علي» كل ما خبأته لغة الضاد في جعبتها من نعوت وصفات قاسية؛ هي «نعوت ديمقراطية»، تعتبر «طبيعية» ضمن معركة حرق الاسماء.

وحين لم تأتي هذه الوسيلة بؤكلها، تطورت «النعوت الديمقراطية» الى «سهام مسمومة» لامست المحرمات، لتظهّر الدكتور علي «طبيب العملاء» و «جزء من حقبة الاحتلال».

وحين وصلت اصداء السهام بعيدا الى خارج بلدته،

وبعد ان حفرت لغة التخوين في النفوس أحرفها،

حُسم إسم «الدكتور علي» مرشحا لرئاسة البلدية قبل أيام قليلة من الانتخابات...

دون ذكر أي تفصيل أو توضيح...

حصل الدكتور علي على اقل عدد أصوات من ضمن لائحة تضم ٢١ عضو بلدي، في حين أنه هو المطروح لرئاسة البلدية.

ولهذه النتيجة دلالاتها، أي ان «السهام المسمومة» قد انتصرت، حتى مع انتخاب «الدكتور علي» رئيساً...

بعد ثلاث سنوات، رحل «الدكتور علي» قبل انهاء مهامه في رئاسة البلدية.

أيار التحرير عام ٢٠٠٠، بعد منتصف ليل الرابع والعشرين... جمع «موسى» عائلته وأخبرهم انه قبل عدة أشهر التقى «السيد» لأكثر من ساعة ونصف قبل التوجه للقيام بمهمة خاصة إحتمال الشهادة او الأسر فيها كبير.

و«السيد» المطلع على مهام «موسى» الحساسة والفائقة السرية، طلب لقاءه قبل هذه المهمة... «السيد يقرؤكم السلام فرداً فرداً»... بضع دقائق من المفاجأة، الذهول، السعادة، الشرف والعزة... تبعُها ختام الحديث الى غير رجعة، وبأسلوبه الحازم كالمعتاد

ودون ذكر أي تفصيل أو توضيح....

وسنوات بعد التحرير، تابع «موسى» نشاطه، كما كان دوما، في ظروف مفصلية وضمن مهمات خاصة، تحاط بها دائرة ضيقة جدا في اعلى الهرم...

وعلى الدوام عمله كان تطوعي وفي «ظلام الليل»...

ورحل «موسى»....

رحل «موسى»... جنديا مجهولا كما وصفه «السيد»... حاملا عمله صدقة سر جارية، يفرح بصمت، بإنجازات تراها المقاومة جبلاً، وهو يراها لا شيء...

ورحل «الدكتور علي».... بصمت حزين... لكنه صمت الشجاع المخلص لسر «موسى»... حاملا مظلومية التخوين الغير مبرر، نعم الغير مبرر، وحزنٌ وعتبٌ على ما آساه...

التخوين للتخوين هو مدان حتى في القضايا المركزية الكبرى، ودغدغة المشاعر بشعبوية محال أن تبني مجتمعا مقاوما ناضجا...

فكيف ان كان التخوين في سبيل حرق إسم في زاروبٍ بلدي وعلى خلفية لا تمت بصلة للمعاني الوطنية...

وللحديث تتمة....


* من رواية تؤرخ حياة الدكتور علي «موسى»

رئيس بلدية الخيام الأسبق الدكتور علي عبدالله
رئيس بلدية الخيام الأسبق الدكتور علي عبدالله


تعليقات: