طلقة نارية أنهت حياة المتطوّع في الدفاع المدني خالد دغمان

خالد دغمان، ابن بلدة كترمايا، الشاب الذي ترك غصّة برحيله في قلب محبيه
خالد دغمان، ابن بلدة كترمايا، الشاب الذي ترك غصّة برحيله في قلب محبيه


حادثة موته صقعت جميع معارفه، فقد كان محبوباً إلى درجة كبيرة من قِبل كل من جمعته الحياة به. في الدفاع المدني تطوع، وفي الهيئة الصحية للإغاثة. أمضى وقته في مدّ يد العون للجميع. وبعد أن كان يسعف الناس، احتاج إلى من يسعفه، بعدما سقط غارقاً بدمه بطلقة نارية... هو خالد دغمان، ابن بلدة كترمايا، الشاب الذي ترك غصّة برحيله في قلب محبيه.

رحيل لا يصدق

إلى الآن لا أحد يمكنه تصديق أن الشاب المفعم بالحياة رحل ليل السبت الماضي من دون عودة. وعن اللحظات الكارثية التي أوقفت عدّاد الزمن في عمر خالد، تحدث شقيقه علي حيث قال: "حينها كان يعطي المسدس إلى ابن عمه، وإذ بطلقة نارية تخرج منه عن طريق الخطأ وتصيبه في عنقه، ليلفظ على إثرها آخر أنفاسه على الفور، نقل إلى مستشفى سبلين جسداً بلا روح، لنزفّه في الأمس إلى مثواه الأخير عريساً لم يتسنَّ لنا أن نفرح فيه"، مضيفاً والغصة تخنق كلماته: "كان شقيقي الكبير ووالدي الصغير، فهو الحكيم والهادئ والخلوق، قدّم كل ما في وسعه لبلدته، لم يتوانَ يوماً عن مساعدة الكبير والصغير، تطوع في الدفاع المدني وفي الهيئة الصحية للإغاثة، وعندما وصلت أزمة كورونا ساهم بتعقيم بلدته، فقد كان بطلاً، دائماً ما كان في الصفوف الأمامية في أوقات الشدائد".

مصدر في قوى الأمن الداخلي أكد لـ"النهار" أن "التحقيق لا يزال مستمراً في قضية مقتل خالد، حيث تم توقيف ابن عمه، وما كُشف إلى الآن أن الطلقة النارية خرجت من المسدس عن طريق الخطأ"... تشييع خالد (24 سنة) المهيب خير دليل على الأثر الجميل الذي تركه خلفه. رفاقه ومحبوه نعوه في صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي بكلمات مؤثرة، منهم من كتب: "كيف للربيع أن يأتي في ظل غيابك؟.. أيها الراحل إلى السماء، ابتسامتك تركت فينا شوقاً لا تطفئه أنهار السنين، دُمت خالداً فينا يا خالد، يا صديقاً عزيزاً لا يُنسى، سلام الله لروحك الطاهرة"، و"هل حقّاً هذه هي النهاية يا خالد، أم أنها البداية؟ الله يرحمك يا أطيب شاب بالإقليم".


تعليقات: