انهيار تام بأسعار النفط... البائعون يدفعون للمشترين لأخذ عقود آجلة!


تدهورت أسعار النفط الأميركي المدرج في بورصة نيويورك لأول مرة في التاريخ إلى ما دون الصفر عند انتهاء جلسة التداولات الإثنين بسبب تخمة في المخزون أجبرت المستثمرين على الدفع من أجل التخلّص من الخام.

ونظراً إلى أن مهلة عقود أيار/مايو تنقضي الثلاثاء، تعيّن على المتعاملين العثور على مشترين في أقرب وقت ممكن.

لكن مع امتلاء منشآت التخزين في الولايات المتحدة بشكل هائل خلال الأسابيع الأخيرة، أجبر المتعاملون على الدفع للناس للعثور على مشترين ما تسبب ببلوغ سعر برميل خام غرب تكساس الوسيط 37,63 دولارا تحت الصفر مع انتهاء التعاملات.

وقال مات سميث من مركز كليبر داتا إنه "عقد لمادة لا يريد أحد شراءها".

مواضيع ذات صلة

كيف سيفيد لبنان من الانخفاض التاريخي لأسعار النفط؟

أسهم أميركا تهبط مع نزول أسهم الطاقة بفعل تهاوي أسعار الخام

بورصات الخليج تغلق على تراجع مع هبوط أسعار النفط

ويأتي هذا التدهور غير المسبوق نتيجة لتداعيات فيروس كورونا المستجد الذي دمّر الاقتصاد العالمي عبر إجبار مليارات الأشخاص على ملازمة منازلهم لوقف التفشي، وجرّاء حرب أسعار بين روسيا والسعودية.

وأدّت حرب الأسعار إلى تخمة في الاحتياطات الأميركية وهو ما أثّر سلباً على منتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة.

وكانت أوبك أعلنت الأسبوع الماضي التوصّل لاتفاق بين المنظمة وشركائها لخفض الإنتاج بنحو عشرة مليارات برميل يومياً اعتباراً من أيار/مايو، لكن ذلك لم يكن كافياً.

وقال جون كيلداف من مركز "أغين كابيتال" إنّ "الطلب على البنزين ووقود الديزل معدوم"، مضيفاً "لقد تبخّر الطلب".

لكنّ سميث اعتبر الإثنين أنّ تراجع الأسعار إلى ما دون الصفر هو ردّ فعل على قلّة إمكانات التخزين قبل انقضاء مهلة عقود أيار/مايو الثلاثاء، مؤكّداً أنّه بمجرد انقضاء تلك المهلة ستعود الأسعار إلى فوق مستوى الصفر.

الى ذلك أكدّت خبيرة النفط اللبنانية لوري هايتايان لـ "النهار" أنّ هذا الهبوط كان متوقعاً، وذلك نظراً إلى ثلاثة عوامل أساسية:

1- ارتفاع العرض.

2- انخفاض الطلب.

3- عدم القدرة على التخزين.

وأضافت هايتايان أنّ لانتهاء اتفاق أوبك أيضاً تأثيراً كبيراً على الوضع الحالي لهذا القطاع، موضحة أنّ هذه العقود التي هبطت هي تسليم شهر أيار، في حين يتم التداول بعقود حزيران على سعر 22 دولاراً، إلا إن جرى وعن لبنان، لفتت هايتايان أن شراء النفط ممكن في الوقت الحالي وعلى السعر المنخفض وعلينا التخزين قدر الإمكان إن كان للحكومة اللبنانية القدرة على ذلك.

بدوره أوضح الخبير الاقتصادي كامل وزنه أنّ عقود الخام الآجلة مختلفة عن عقود نفط برنت، إذ تُسلّم باليد في ولاية أوكلاموها الأميركية، بينما عقود برنت يمكن الاستعانة عنها بالمال، مضيفاً: "من الطبيعي هبوط عقود الخام الآجلة نظراً إلى عدم القدرة على التخزين".

وعن الدولار، فأكد وزنة أن لا علاقة لهبوط عقود الخام بالعملة الصعبة إذ انها ترتفع مقابل باقي العملات، إضافة إلى أنّ هبوط النفط سيكون لشهر واحد فقط.

* المصدر: "ا ف ب" "النهار"

تعليقات: