الحركة شبه عاديّة في النبطيّة.. البلدية: للحدّ من خطر كورونا

الحركة شبه عاديّة في النبطيّة
الحركة شبه عاديّة في النبطيّة


مع إعلان التعبئة العامة، كان من المرجّح أن يكون صباح مدينة النبطية وقراها بلا حركة تجارية أو بالأحرى أن تقتصر حركة التنقل على ما هو ضروري كما دعت القوى الأمينة عبر مكبرات الصوت منتصف ليل أمس. إلا أن المشهد "النبطاني" شهد حركة شبه عادية للسيارات لا سيما بعدما فتحت العديد من المؤسسات أبوابها حتى تلك المؤسسات التي تعنى بالشأن الغذائي شهدت بعضاً من الاكتظاظ دون مراعاة عدم الحاجة للازدحام.

أمام هذا الواقع، كان لا بد لفرق بلدية مدينة النبطية أن تتحرك سريعاً وفق خطة الطوارئ التي جهّزتها منذ أكثر من أسبوع بحيث لم يعد يقتصر دورها على تعقيم الشوارع والأرصفة أو إقفال أماكن الترفيه ودور العبادة وغيرها من الأماكن القابلة للتجمع، بل باتت ملزمة بتوسيع رقعة القرارات غير الشعبية. وهنا أكد عضو المجلس البلدي صادق اسماعيل لـ"النهار" أنه "عملُنا اليوم توسع، فبالإضافة إلى الآليات الأربع المخصصة لتعقيم الشوارع والأحياء من الخارج بتنا مضطرين لتعقيم المنازل التي يطلب أصحابها، فاليوم بات جميع العاملين في البلدية خلية نحل موزعين على 10 لجان لكل منها مهمات محددة بدءاً من التعقيم ومتابعة إجراءات المطاعم وصولاً إلى مراقبة حركة الوافدين من الخارج والخط الساخن".

الحركة "شبه عادية" في النبطية.

ولفت إلى أن "البلدية منذ بداية الأزمة نجحت بحجر 23 حالة مشتبه بإصابتها قادمة من الخارج بالتنسيق مع وزارة الصحة من خلال خطوات واضحة بحيث قمنا بحجر أشخاص في شقق مستقلة مؤمّنين كل طلباتهم، فيما حجر أشخاص آخرين بغرف منفصلة بشكل كامل داخل منازلهم، كما وضعنا عوائلهم تحت مراقبة الفريق الطبي. نحن عملنا بطريقة استباقية كي نهيئ لأي وافد من أي دولة تصنف موبوءة ما يلزم للحجر بما يسهل علينا وقاية الأهالي غير المشتبه بهم".

ماذا لو أصيب 10% من السكان؟

وكشف لـ"النهار" أنه "وفق الدراسة التي أعدّتها لجان خلية الطوارئ البلدية استناداً إلى مؤشرات الإصابة عالمياً، أنه من المرجح في حال عدم الوقاية المسبقة والوعي الكافي لدينا جميعاً، أن تكون نسبة الإصابة 10 في المئة من الأهالي، أي مدينة النبطية وحدها التي تحتوي 70 ألف نسمة سيتعرض 7 آلاف منهم للإصابة بالفيروس، سيشفى منهم 80 في المئة بالحجر المنزلي، بينما 20 في المئة سيحتاجون العناية الطبية في المستشفى، أي 1400 شخص، وبين هؤلاء 5 في المئة سيحتاجون للتنفس الصناعي أي 70 حالة، بينما هذه الأجهزة غير متوافرة بهذا العدد في مسشتفيات المنطقة، فكيف إذا أصيب 10 في المئة من سكان محافظة النبطية البالغ عددهم 400 ألف نسمة؟ الحل إذاً هو بالوقاية وتشديد وسائل الوقاية والتزام المنازل، لا التصرف بلا مسؤولية وعدم مبالاة".

وأكد أنهم بهذا الإطار، بدأنا كـ"بلدية بالسعي الى تأمين مساعدات عينية ومادية للحصول على أكبر قدر ممكن من أجهزة التنفس الصناعي، فضلاً عن تأمين أماكن محتملة لتكون مقرات لحجر المصابين داخلها إذا ما تزايدت الأعداد".

وشدد على أن "الوقاية والتزام المنازل دونها صعوبات نفسية، لذلك قمنا بفتح باب التطوع للعمل ضمن اللجان، كل حسب اختصاصه، كي نتمكن من تأمين الدعم النفسي واللوجيستي لكل من سيلتزم منزله أو يكون عرضة للحجر لاحقاً. قد يرى البعض مشكلة بالتزام المنزل، لكن ماذا تقول العائلات الصينية التي لزمت المنازل 60 يوماً كي تنجح الصين باحتواء انتشار الفيروس؟".

إقفال المحال وإبقاء الدليفري وإلا...

أما في ما يخص الإجراءات التي ستبدأ شرطة البلدية تطبيقها داخل السوق التجاري بحزم، قال: "سنطبق تعميم مجلس الوزراء كاملاً لجهة إقفال المؤسسات الخاصة والعامة بحيث ستبقى المؤسسات التي تعنى بالشأن الغذائي حصراً أبوابها مفتوحة لكن ضمن شروط أقسى، منها التشديد على التعقيم اليومي المستمر وحصر الخدمة بالدليفري والـtake away مع إقفال صالات التجمع، كما تبرز الحاجة لدى السوبر ماركات إلى تغيير طريقة عرض منتجاتها بما يتماشى مع الوقاية المطلوبة، فضلاً عن ألا يكون المحل مكتظاً بحيث يكون عدد المتسوقين متناسباً مع مساحة العرض كي لا يحصل احتكاك".

وكشف أنهم "بصدد منع الباعة المتجولين، كما سيقفلون أكشاش القهوة المنتشرة على جوانب الطرق لأن مسألة منع التجمعات باتت معقدة، كما ستراقب الدوريات المستمرة موزعي الدليفري ومدى التزامهم بالإرشادات (الكمامة والكفوف ووسلية تعقيم)"، لافتاً الى أن "المشكلة الأخطر سنواجهها في المصارف إذا فتحت أبوابها، لذلك يتوجب بقاء الزبائن خارجاً ليدخلوا تباعاً كي لا تكون المصارف مكتظة".

صحيح أن خطة البلدية لا يمكن أن تكون حبراً على ورق، كما يؤكد اسماعيل، لأن "الوضع لا يحتمل أي تراخٍ أو عدم حزم ولو كلف الأمر أن يتم شتمنا من قبل البعض غير المقدر لعواقب الاستهتار، لذلك سنقوم بتسطير محاضر لكل من يخالف التعليمات، لكن كي ننجح يتوجب التعاون مع كل البلديات واتحاد بلديات الشقيف لتجاوز هذه المحنة بإجراءات واحدة لا تختلف من بلدة إلى أخرى"، فهل تنجح البلدية غداً كي يكون نهار مدينة النبطية خالياً من أي ازدحام باستثناء التحركات الضرورية للأهالي؟




تعليقات: