بعدما أثار الرأي العام.. حسين يتحدث عن مخاطرته بابنته أمام السرايا الحكومية

المشهد الذي أثار الرأي العام في ساحة رياض الصلح
المشهد الذي أثار الرأي العام في ساحة رياض الصلح


أثار فيديو الرأي العام اللبناني وأدى إلى انقسامه بين مندّد ومتعاطف مع والد يحمل ابنته أمام #السرايا_الحكومية يتعرض للرشّ بخراطيم المياه من قبل القوى الأمنية التي كانت تعمل على تفريق المتظاهرين. البعض طالب بمعاقبة الأب وتدخل قضاة الأحداث لحماية أولاده، في حين وجّه آخرون إصبع الاتهام إلى العنصر الأمني الذي لم يبالِ بتوجيه الماء إلى رجل أعزل لا يحمل سلاحاً بل فلذة كبده.

لرفض العنف

حسين الخطيب هو الرجل الذي بات حديث اللبنانيين، ومن كان يحملها هي ابنته فاطمة ذات السنوات السبع، وبحسب ما شرحه لـ"النهار": "توجهت في الأمس كالعادة مع ولديَّ فاطمة (7 سنوات) وعلي (11 سنة) إلى وسط بيروت وذلك للوقوف بين القوى الأمنية والمتظاهرين للحؤول دون وقوع أعمال شغب، فأنا رجل سلمي، رسالتي نبذ العنف والخراب، وليس كما يعتقد البعض التسول على ولديّ أو المخاطرة بحياتهما، نعم أقبل أن أفدي وطني بهما لكن ليس أي إنسان"، وأضاف: "أنا أقصد وسط بيروت بكامل إرادتي ولست مدفوعاً من أحد، فأنا كأي مواطن أعاني من وضع اقتصادي صعب، منذ أشهر لا أجد عملاً، وأنا المسؤول عن أربعة أبناء، أكبرهم تبلغ من العمر 23 سنة وأصغرهم 7 سنوات".

الماء ليس الخطر... بل

وعما حصل مع حسين (من برجا سكان الاوزاعي)، في الأمس، شرح: "كنت أعمل على تهدئة المتظاهرين، مطالباً إياهم بالتوقف عن رشق القوى الأمنية ومحاولة اقتحام السياج، وإذ أتفاجأ برشِّي بالمياه، لا أعلم إن كان العنصر الأمني يقصد التصويب عليّ أم لا، لكن ليس من عادة القوى الأمنية القيام بذلك تجاهي، وبعد أن توقف عن ذلك توجهت الى حيث يقف عناصر من الجيش وأطلعتهم أن سبب قدومي إلى المكان رفضي تعرض لبنان للتكسير والخراب"، وعن ردّه على من انتقده بتعريض حياة ابنته للخطر، قال: "هذا رأيهم وأنا أحترمه، لكن قبل أن يتسرعوا بحكمهم كان عليهم سماع الحقيقة، وليتأكدوا أن خرطوم الماء لن يقتل ابنتي لكن عدم امتلاكي المال لإدخالها إلى المستشفى في حال تعرضت للمرض، هنا تكون حياتها في خطر، لذلك نطالب بدولة تؤمّن لشعبها أقل حقوقه"، وعما إن تم التحقيق معه من قبل القوى الأمنية، أجاب: "ما الذي فعلته حتى يستدعوني للتحقيق؟! هل ضربت عسكرياً أم حطمت مصرفاً؟!".

"كفى جلداً للضحية"

"لا شكّ أن حماية الطفولة هو أمر واجب بكل القوانين والمواثيق الدولية" بحسب ما قاله الناشط والمحامي حسن بزي لـ"النهار"، قبل أن يشرح: "من واجب الوالد من باب الرعاية أن يحفظ طفله وعدم تعريضه للخطر، لكن أتأسف أن أقول إنه إذا كان الأب بهذا الوضع، فإن هناك شخصاً أوجده فيه وهو من كان يوجه خراطيم الماء إليه، وكل الفيديوات والصور تُظهر أنه كان يتم استهداف الأب والطفل بشكل مباشر، فإذا أخطأ الأب في البقاء، فهناك من تعمّد إصابته بالماء"، وأضاف: "هناك معلومات متداولة عن عقوبة مسلكية بحق رجل الأمن الذي مارس هذه الجريمه"، كفانا، كما قال بزّي، "جلد الضحية التي تعاني من وضع نفسي متأزم، تعاني من البطالة وإهدار الكرامة من قبل عصابات حاكمة، لذلك من الواجب ملاحقة ليس حسين بل من وجّه الماء عليه".

تعليقات: