قطاع الشاليهات في كسروان يفتتح بخجل واعد

التعويل الأساس: خليط لبناني مقيم ومغترب

-كسروان:

يفتتح الموسم السياحي في كسروان بخجل على صعيد المجمعات البحرية وتحديدا الشاليهات منها. لكن بوادر الأمل بتسجيل نسبة حجوزات أو إيجارات تصل الى مئة في المئة موجودة وإن كانت الأحوال الجوية تسير حتى الآن «عكس التيار». المجمعات الكبيرة باتت تتكل على «اسمها» في السوق والصغيرة على «تنوع الخدمات وبرودة الأسعار» ولا يبدو أن شيئا يقف أمام اللبناني في الترفيه عن نفسه ربما لكثرة الصفعات التي يتلقاها والمراوحة ما بين «لا الحرب ولا السلم». ولعل الوضع العام المتأرجح بين «صراع» و«هدنة» يجعل هذا القطاع يتنفس من وقت الى آخر خليطاً من اللبنانيين المقيمين والمغتربين مع تحييد «غير مقصود» للسياح الأجانب. الظروف تحكم. هذا الخليط تضج به المجمعات البحرية المنتشرة على الساحل الكسرواني والتي تشكل القسم الأكبر من المجمعات على طول الشاطئ اللبناني فتبلغ نحو عشرة في حين أن مجموعها في كل لبنان نحو خمسة عشر مجمعاً بحرياً.

لم تتبد معالم الموسم بعد في كسروان. ولكن من بوابة القضاء في ضبيه مروراً بالكسليك وصولا الى جونيه يمكن تلمس حركة الشاليهات في المجمعات البحرية العشرة. «إن القسم الأكبر من الشاليهات، أي نحو ستين في المئة، مملوك من أشخاص والبقية يتم تأجيرها، ويمكن القول إن نسبة الحركة حتى الآن في هذه الأخيرة بلغت خمسين في المئة وهذا مؤشر جيد حتى الآن»، يقول رئيس نقابة أصحاب المجمعات البحرية للسياحة في لبنان والمدير العام في مجمع «السوليمار» شوقي فرحات، الذي يصف الوضع حتى الآن بأنه يمر «بالحيرة بعدما تلقى ضربات عدة. فصحيح أن البداية خجولة ولكن نأمل أن يكون الموسم هذا العام أفضل حكما من العام الماضي ومن المواسم السابقة خصوصا إذا ساروا بشكل جدي بهدنة المئة يوم فيمكننا عندها أن نعوّض عن المواسم الضعيفة». لم يعد المستثمر في هذا القطاع يبحث عن الربح، يقول فرحات: «بتنا نبحث عن الاستمرارية بالدرجة الأولى ومن ثم التعويض عما خسرناه في المواسم السابقة، فالربح بالدرجة الأخيرة». ويبقى الاستقرار الأمني هو المطلب الأساس لمختلف الشرائح السياحية: «يهمنا أن تعود ثقة الآخرين بلبنان فلا يأتي السائح ويضطر بعدها الى الهروب والعودة الى بلاده».

مجمع كبير مثل «الهوليداي بيتش» الذي يضم 525 شاليه يعوّل على اللبنانيين المقيمين والمغتربين وتحديدا العائلات منهم. يقول مدير المنتجع أنطوان طنوس إن «كل شاليهاتنا مملوكة ويلجأ أصحابها الى تأجيرها عند بدء الموسم في نسبة كبيرة للبنانيين الذين يستقبلون أقرباء لهم من أميركا أو البرازيل أو أوستراليا أو غيرها من البلدان التي تحتضن الاغتراب اللبناني. وهذه الفئة المزدوجة تشكل الحركة الأساسية لدينا في موسم السياحة وأيضا في الشتاء حيث تنزل بعض العائلات المالكة لشاليهات عندنا من مكان إقامتها في الجبال مثل فاريا، أو البعيدة نسبيا عن العاصمة مثل طرابلس أو حتى جبيل لكي تكون أقرب الى مواقع عملها ومدارس أولادها».

تتفاوت أسعار استئجار الشاليهات على ضفاف الساحل الكسرواني «الطافح» بالمجمعات السياحية بحسب موقع كل شاليه وحجمه ووضعه لناحية التجهيزات المتوفرة فيه فضلا عن صاحب الشاليه الذي يعود اليه تحديد السعر، وعلى المستأجر في النهاية أن يقرر. تتراوح المساحة بشكل عام بين 36 مترا مربعا و100 متر وعلى أساسها تبدأ الأسعار من 3 آلاف دولار لتصل الى 12 ألف دولار. عام بعد عام لا «خروقات» في إقبال المستأجرين لهذا النوع من المجمعات، يوضح طنوس: «تسعون في المئة تقريبا من مستأجري العام الماضي عادوا هذا الموسم وكل من يقصدنا بشكل اعتيادي أو يقصد أي مجمع بشكل مواظب فذلك يعود الى الخدمات التي يبحثون عنها ويجدونها في تلك المجمعات، وإذا كانوا راضين تراهم يعودون في كل موسم من دون أن نضطر الى التسويق لأنفسنا، خصوصا أننا كمجمع يعود تأسيسه الى 27 سنة خلت (أسسته شركة «مركز نهر الكلب السياحي») نعطي للنشاطات الرياضية حصة كبيرة من ألعاب الكرة على أنواعها والغطس ورياضات القوارب البخارية والتجذيف بالقوارب الخفيفة، بالإضافة الى تنظيم نشاطات مختلفة اجتماعية وترفيهية يستفيد منها الأولاد، وذلك من دون أن نغفل المرفأ السياحي لدينا حيث هناك قوارب للمالكين يستعملونها للتنزه في البحر أو للصيد».

يبدو أن لا شيء يقف أمام من أراد أن يرفه عن نفسه. يقول طنوس: «في أيام الحرب الأخيرة كان الجميع هنا ولم يقل لي أحد أنه لم يعد يريد أن يستأجر لأنه خائف أو ما شابه». ويمكن إضافة عامل السعر هذا العام الذي لم يتأثر بالجو العام للبلد فبقيت الأسعار، كما يؤكد، على حالها ما خلا بعض النفقات التي زيدت للصيانة العامة. ومستندا الى خبرته في المجال يتحدث طنوس عن «خط مستقيم يسير عليه القطاع منذ ولادته، وأقول من دون تبجح، إن هذا أمر إيجابي». وماذا عن حجم هذا القطاع في السوق. يجيب: «إذا تأمن الاستقرار الأمني والسياسي والسياحي فأعتقد أن لبنان في حاجة الى إنشاء مجمعات سياحية جديدة، ولعل ما يكتب النجاح لهذا النوع من المجمعات هو الانسجام والتلاقي الذي تؤمنه للعائلات، فمثلا ومنذ عام 1990 تزوج أكثر من 16 ثنائياً بعد التعارف هنا في المجمع وما زالوا هم وعائلاتهم يقصدون المجمع بفضل الطابع العائلي الذي طُبع به».

على غرار بقية القطاعات يعوّل قطاع الشاليهات مع بداية كل موسم على الاستقرار ولا شيء سوى الاستقرار، فالواقع أن الحالة السياحية حلقة واحدة وعندما تُضرَب إحداها تتأثر البقية حكما وإن بدرجات. تطمينات عدة تلقاها أهل القطاع في ما يتعلق بمطالبهم المتعلقة بالرسوم والضرائب على الكهرباء والماء والمازوت وغيرها ووعدوا بفوائد تشجيعية ولكنهم لم يحصلوا على أي منها، لكنهم ينتظرون، وهم عازمون على السير في القطاع على رغم الضربات المتتالية التي يتلقاها الجسم السياحي ككل.

تعليقات: