تعميم أرقام إعلاميين: دعاوى قضائية ضدّ منتقدين تخطّوا الخطوط الحُمر

ديما صادق: من فضلكم وقفوا
ديما صادق: من فضلكم وقفوا


عندما تحوّل مشهد المزاح على عبارة قالتها جيهان خوري يوم عبرّت عن حبها لرئيس الجمهورية ميشال #عون إلى مزحة ثقيلة كبر وزنها لتصبح تنمّراً وانتهاكاً لخصوصيتها، لا سيما بعد تعميم رقم هاتفها وتعرضها للمضايقات سواء بالاتصالات أو الرسائل التي كانت تصل إليها، أجمع كثر، ومنهم من لا يتفقون مع خوري وخطها السياسي على ضرورة وضع حد لهذه التصرفات التي أدخلت صاحبتها في حالة نفسية سيئة.

المشهد اليوم يتكرّر، ولكن ليس مع مواطنة، بل مع عدد من الإعلاميات اللواتي سجلن مواقف كانت محطّ تفاعل كبير سلباً وإيجاباً كالزميلة #ديما_صادق التي جوبهت بانتقادات بسبب دعمها للثورة وانتقادها لمن تختلف معهم في السياسة، دفعها أخيراً إلى إعلان توقفها عن التغريد القاسي من أجل صحة والدتها التي تعرّضت لجلطة دماغية أدخلتها العناية المركزة، بعدما حزنت على ما كان يصلها من تهديدات وسباب بسبب مواقف ابنتها، على ما أشارت صادق في منشور كتبته في حسابها عبر "فايسبوك". واليوم أعلنت صادق عن تعميم رقم هاتفها لتمطر عليه رسائل وصور وتهديدات تطالها وعائلتها.

الأمر عينه تعرّض له عدد من مراسلي قناة "الجديد"، منهم الزملاء نانسي السبع ورامز القاضي وراشيل كرم الذين عممت أرقام هواتفهم كجزء من حملة التعرّض إليهم بسبب السياسة التي تنتهجها القناة. هؤلاء غرّدوا متوّعدين بالردّ عبر القضاء، فيما اكتفى منهم بالتمنّي الكف عن هذه التصرفات.

فكتبت نانسي السبع: "‏تعميم رقمي على السفهاء مش قوّة ولا ترهيب وبما انو صار رقمي عندكن حفظوه وبس تعوزوه لما يذلوكن عبواب المستشفيات أو تكونوا بحاجة لحدا يوصل صوتكن ... أنا عالسمع وبكل محبة جاهزة للمساعدة. تشرّفنا".

ثم غردت: "‏عينة من الأرقام اللي دقّتلي واللي رايحة عالقضاء وبذات الوقت عكومبيوتر الجديد...بس ندقلكن ما تقولو ألو بتخسرو".

أما ديما صادق، فكتبت: "‏طب من فضلكم، عم أطلب منكم بكل احترام وقفوا. عممتوا رقمي وأعطيتوا توجيهات يعملو هجوم عليي بلا توقف. من فضلكم انا فعلاً ما رايقة، بليز عم اطلب منكم توقفوا. شكرا.‏ التعميم اللي صدر بالهجوم عليي و شتمي. انا مسامحة. بس من فضلكم وقفوا. شكرا".

وكتب رامز القاضي: "‏مرتين تعمم رقمي بهالانتفاضة! أول مرة من الدواعش وجبهة النصرة عندما قلت أن السيد حسن نصرالله قائد مقاومة ولم يشارك بالفساد واذا كان من مسؤولية سياسية للحزب فليتحملها. وهلق المرة الثانية وهاي عينة رفضت منطق تعميم الرقم والسب مشكورين! وللسفهاء نقول يا غيروا الصور يا غيرو منطقكن!‎ عيب".

فيما كتبت راشيل كرم: "‏عممتوا ارقامنا وما فرجيتو غير "اخلاقكم" "وتهذيبكم"وحاطين صورة السيد نصرالله او الرئيس بري! تمام سقفكم بلوك وضحك عليكم وارقامكم صارت عند الاجهزة وعند المقاومة لان مفيد تتربو شوي اما جمهور المقاومة الحقيقي فنحن منعرف كتير منيح اخلاقه وتهذيبه واحترامه وهيدا نموذج".

النموذج الجديد في التهجّم على كل من لا يتّفق معه الآخر في السياسة، تخطى الخطوط الحمر في كمية الشتائم والتهديدات وانتهاك أعراض المستهدفين، إلى حد بات يتسبّب بإدخال هؤلاء في حالة نفسية سيئة قد تهدّد حياتهم أو حياة عائلاتهم. منابر السوشيل ميديا أتاحت مساحة للتعبير بحرية، ولكن ما يتعرّض له اليوم الزملاء الإعلاميون مرفوض، ولا يمكن تصنيفه ضمن حرية التعبير، بل هو انتهاك لخصوصياتهم وتهديد واضح لحياتهم.







تعليقات: