«أم المعارك» في انتخابات نقابة المهندسين الأحد


عشرات الاجتماعات عُقدَت منذ مطلع آذار الماضي (بمعدل ستة اجتماعات يومياً) بين مختلف القوى الهندسية في بيروت والشمال لإعداد لوائح المرشحين لعضوية النقابة بعدما حُسمت معركة نقيب المهندسين في بيروت بين مرشح المعارضة مصطفى فواز (حركة أمل)، ومرشح 14 آذار بلال العلايلي (تيار المستقبل)، فيما تجمع أطراف كثيرة على وجود فرصة سانحة لمرشّح القوات لمركز نقيب مهندسي الشمال جوزف إسحق.

حتى اليوم لم تتألف لوائح المرشحين التي يُفترض أن تضم في نقابة بيروت اثنين عن الفرعين الأول والسابع (مهندسون متعهدون وزراعيون)، وثلاثة عن الجمعية العمومية، وكان التفاوض بين حلفاء كل طرف، لا يزال جارياً حتى مساء أمس لمراعاة ظروف المعركة وتوزّع القوى السياسية في كل فرع وفي الجمعية العامة، إضافة إلى التوزيع الطائفي للمرشحين والناخبين، وهو ضروري لاستقطاب الأصوات الانتخابية من طوائف محسوبة على الخصم.

وبحسب المعلومات المتداولة عن الترشيحات وتركيبة اللوائح التي لن تظهر قبل ليل السبت ــ الأحد، أي فجر بدء الانتخابات، فإن القوات اللبنانية هي الرابح الأكبر في هذه المعركة، فالتوقعات تشير إلى فوز مريح لمرشح نقيب مهندسي الشمال المدعوم من حلفائها في 14 آذار جوزف إسحق بسبب خلافات بين القومي والتيار الوطني الحر، وستربح أيضاً مرشح الفرع الأول في نقابة بيروت (أنطوان كويس) بعدما فازت لائحة قوى 14 آذار في الانتخابات التمهيدية الأخيرة.

وبالنسبة إلى تيار المستقبل، فإنه يخوض معركة «كسر عضم» بوجه مرشح حركة أمل على مركز النقيب، وخصوصاً بعدما «فاز» الشق الأكثر تطرفاً في معركة الترشيح إلى مركز النقيب بين أعضاء التيار أنفسهم، فقد أتى ترشيح العلايلي الذي يعمل لدى سليم دياب على حساب إبراهيم طيارة المعروف أكثر بين المهندسين وبنشاطه النقابي والمحسوب على مدير مكتب النائب سعد الحريري، نادر الحريري. علماً بأن العلايلي كان قد رفع دعوى قضائية، قبل سنوات عدة، على شركة «أوجيه لبنان» التي يملكها آل الحريري، ولم يكن بين المرغوبين في التيار يومها.

ويركز تيار المستقبل على البعد الطائفي للمعركة، ويُشيع بأن المعارضة تريد أن «تحتلّ» المقعد السنيّ بمرشح شيعي من حركة أمل، وبموازاة هذا الأمر يعمل على استقدام مهندسي المغترب، ويتوقع أن يتجاوز عدد هؤلاء ألفي مهندس بسبب دخول قوى المعارضة أيضاً في لعبة الاستقدام. وتقول مصادر حيادية في النقابة إن عدد المُستَقدَمين لمصلحة المستقبل سيتجاوز 1800 مهندس، في حين أن الذين ستستقدمهم حركة أمل سيتراوح بين 700 و800 مهندس. وبذلك يرتفع عدد المهندسين الذين تُتَوقع مشاركتهم في الانتخابات الأحد إلى أكثر من 12 ألف مهندس.

واستغرب أحد المهندسين كيف أن مرشحاً يرفع شعار «سياسة أقل ومهنية أكثر»، في الوقت الذي «فوجئ فيه بحضور زميلين له إلى بيروت قادمَين من الإمارات خصيصاً لانتخاب المرشح المذكور، وبأن ثمن تذكرتي سفرهما دفعه التيار الذي رشّحه. معلّقاً على هذا الأمر بالقول: إنها ممارسة اعتادها الشعب اللبناني مع فارق جوهري هو أن سعر الناخب العادي هو أدنى من سعر الناخب الهندسي».

وفيما يسعى الطرفان المتنافسان إلى استقطاب المسيحيين المستقلين، يعتقد التيار الوطني الحر بأنه الطرف الأكثر قدرة على جذب هؤلاء، ولذلك يطلب أن يكون له مرشحان في الجمعية العامة بعدما خسر بول نجم معركته في الفرع الأول في الانتخابات التمهيدية، ويتوقع ترشيح إيلي خوري وسعيد عون بعدما سحب نجم ترشيحه، وذلك في مقابل مرشح لـ«الأحرار» المنضوي ضمن 14 آذار ومسيحي «مستقل» يميل أكثر إلى الموالاة هو جورج خوري. لكن مؤشرات قدرة «العوني» لا تزال غير واضحة، لأن اللقاء الذي أقامه لفواز في زحلة لم يحضره إلا 12 مهندساً بمن فيهم المسوؤل عن هذا الملف في التيار الوطني النائب سليم عون.

ولا تزال قوى المعارضة «محتارة» في تسمية مرشحها النهائي إلى الفرع السابع (المهندسين الزراعيين)، فلائحتها فازت في الانتخابات التمهيدية على أساس أن يحصل حزب الله على هذا المقعد بترشيحه نظام حمادة (أخو الوزير طراد حمادة) إضافة إلى مقعد آخر في الجمعية العامة هو سعيد غصن، ولكن هذا الأمر يصطدم بمطلب التيار بمرشحين مسيحيين في الجمعية العامة. وتبرر بعض القوى هذا الامر بأنه مفيد «لتعبئة المسيحيين المستقلين».

وقال مراسل «الأخبار» في طرابلس فريد بو فرنسيس إن مصادر نقابة المهندسين في الشمال تتوقع مشاركة 1400 مهندس من أصل 4600، وذلك لانتخاب نقيب جديد وأربعة أعضاء لمجلس النقابة يتنافس على مقاعدها 26 مهندساً موزعين كالآتي: اثنان عن الهيئة العامة، وممثلان لفرعي الكهرباء والميكانيك.

تعليقات: