ضحية جديدة للأسلاك الكهربائية المتدلّية.. هاني ليس الأول وقد لا يكون الأخير

الضحية هاني طه
الضحية هاني طه


ضحية جديدة دفعت حياتها ثمن الأسلاك الكهربائية المتدلّية في أزقّة المخيّمات الفلسطينية، والتي تعد أخطر من القنابل الموقوتة. وفي الفترة الأخيرة حصدت أرواحَ عدد من الشبان والأطفال... هذه المرة كان دور هاني طه ابن العشرين ربيعاً الذي تعرض لصعقة كهربائية خسر بسببها روحه.

علامات استفهام

الموت يتربّص بأبناء المخيمات الفلسطينية، متّخذاً من خطوط الكهرباء المتداخلة مع تمديدات المولّدات الكهربائية وسيلة له. وقبل أيام خُطف هاني من وسط عائلته في مخيّم الرشيدية عندما همّ لمساعدة قريبه بنصب شادر في المقهى الذي يمتلكه الأخير. نمر والد الضحية لا يصدّق حتى اللحظة الروايات المتعدّدة التي سمعها عن اللحظات الأخيرة التي سبقت موت ابنه، فقال لـ"النهار": "كنت في عملي عند وقوع الفاجعة، سارعت إلى مستشفى بلسم في المخيم لأجده ممدّداً على السرير ولون جسده تحوّل إلى الأزرق، أدركت حينها أنه لن يسلم من الموت. طبعت قبلة على جبينه وغادرت الغرفة خوفاً من أن يُسلم الروح أمام عينيّ". وأضاف: "حتى اللحظة لا أعرف ما الذي حصل مع فلذة كبدي، وكيف صعقته الكهرباء، وهل وراء الأمر إهمال أو أنه مقصود أو أن القضية قضاء وقدر؟ إن إحدى الروايات تشير إلى أنه كان واقفاً على السلّم عند وقوع الكارثة، وأخرى أنه كان واقفاً على الكرسي، وغيرهما الكثير"، لافتاً إلى أن "الطبيب الشرعي لم يكشف على جثته قبل دفنه، ولم أشاهد كاميرات المراقبة المزروعة في المكان، على الرغم من طلبي ذلك".

مطلب واحد

توقف عدّاد الزمن في عمر هاني، الذي كان، كما قال نمر، "يساعدني في إعالة العائلة. درس التزيين الرجّالي، وانضمّ إلى الأمن الوطني الفلسطيني، كان سنداً لي بكل ما للكلمة من معنى ولشقيقيه ووالدته". وأضاف: "على الرغم من سنوات عمره القليلة، إلا أنه استطاع أن يترك أثراً كبيراً في أبناء المخيم، كونه كان خدوماً، يسارع إلى تقديم المساعدة والعون لكل من يطلب منه ذلك. خسارته كبيرة. وكل ما أطلبه معرفة الحقيقة، فأنا تحت سقف القانون، وأطلب من القضاء اللبناني أن يأخذ القضية على عاتقه لكي تخمد النار التي تحرق قلبي ولو قليلاً".

تأكيد وتوضيح

ما حصل مع هاني، وفق ما قال مسؤول الارتباط في الأمن الوطني في لبنان الحاج جمال دندشلي لـ"النهار": "قضاء وقدر، ومن كان مع هاني في المقهى أثناء وقوع الحادث أمسك به في محاولة لإنقاذه، وإذ بالكهرباء تصعقه هو الآخر، بسبب وجود اهتراء في السلك العام الرئيسي وملامسته الزينكو. وعند محاولة هاني وضع شادر، تعرض إلى ما لم يكن في الحسبان". وعن عدم كشف الطبيب الشرعي على الجثة أجاب: "لكون سبب الوفاة معروفاً"، مبدياً تجاوبه مع مطالب الوالد المفجوع برؤية ما سجلته كاميرات المراقبة المزروعة في المكان.

غياب التنظيم

ما هو أكيد، أن الأسلاك المتدلّية داخل أزقة المخيمات الفلسطينية تشكل خطراً على حياة ساكنيها، أرواح كثيرة أزهقت بسببها. وعن سبب عدم تنظيمها قال دندشلي: "الجميع يعلم الوضع الاقتصادي المأسوي للمخيمات الفلسطينية، وتنظيم التمديدات الكهربائية يحتاج إلى مؤسسة إنسانية تأخذ الأمر على عاتقها، كون شبكة الكهرباء كبيرة جداً وتحتاج إلى ميزانية لتنظيمها. ففي مخيم الرشيدية وحده يسكن نحو 38 ألف نسمة".

المكان الذي صعق فيه هاني.
المكان الذي صعق فيه هاني.


تعليقات: