المواسم الزراعية أرضاً وعائلاتنا تزداد فقراً، فإلى أين؟


إلى أين المصير؟

سؤال على كل شفة ولسان في الجرود الشمالية حيث المواسم الزراعية تشكل العمود الفقري الاقتصادي لغالبية العائلات، وهذه المواسم كانت مواسم خير، تساهم في الزواج وتأسيس عائلات، تربي أيضاً وتعلم وتداوي وتجعل "الفلاح المكفي يعيش كسلطان مخفي". أما اليوم فقد أصبحت هذه المواسم عبئاً على الأهالي والمزارعين لأن الاسواق كاسدة ولا تسفير أو تصدير لها فترمى امام اعين اصحابها و"كأن فلذات أكبادهم تموت امامهم".

الإجاص صريعاً على الأرض تحت أمه لأن المزارعين فضلوا أن يبقى "الموسم على أمه عوضاً من مزيد من المصروف عليه قطافاً وتبريداً، وهو إن بيع في الاسواق فلن يرد أكلاف الرش والنكش والتقليم والأعمال الحقلية الاخرى".

والتفاح ليس أحسن حالاً بعد "برد" حزيران، فالمزارعون في جرود بشري وإهدن والجوار "فرطوا" الثمار عن أمهاتها قبل ان تنضج لان نموها سيكون مشوهاً جراء "فرمها" من البرد. حتى إن البعض منهم لم يترك مونة للشتاء فباتت الاشجار خالية من الثمر وتبعاً لذلك أهمل المزارعون الارض فنما العشب البري وغطى جذوع الاشجار "وعربش" على الأغصان.

مواضيع ذات صلة

فنان عربي يدعو الرجال إلى ضرب زوجاتهم!

بالفيديو: البرق يصعق لاعبَين أثناء مباراة كرة قدم!

واللافت هذه الايام أن أعمال قطع أشجار التفاح والإجاص بدأت في بساتين عدة في بشري وإهدن ما يجعل الاراضي بوراً وسط حسرة من المزارعين الذين "لا حول لهم ولا قوة".

حال استياء وكفر يعيشها المزارعون في الجرود الشمالية ولسان حالهم يقول: "تركنا لوحدنا نواجه قدرنا ،فلا دولة ولا روزنامة زراعية ولا تعاونيات ولا من يحزن فكيف لنا ان نكمل المسيرة الزراعية وسط الغلاء الفاحش ان في السماد والمبيدات او في اجور العمال الزراعيين؟".

انها كارثة جديدة تلحق بالمزارعين وتثنيهم عن الاهتمام بارضهم ومواسمهم منعا لمزيد من الخسائر وهذا ما سيؤدي الى مزيد من الفقر والعوز في اوساط شريحة واسعة من اللبنانين بعد الى الامس متربعة في اعلى سلم الطبقة الوسطى الآخذة بالتقهقر يوما بعد اخر.

المزارع بطرس اسكندر قال :"بعد برد حزيران وتشويه الثمار، طالبنا بالتعويض علينا من قبل الهيئة العليا للاغاثة ،لكن ما من جواب حتى الساعة ،الاموال لجيوب المسؤولين ،ونحن لنا الله لايتركنا ،الخسارة كبيرة جدا ،لن نستفيد من مواسمنا هذا العام ولن تكون هناك تعويضات لذلك عملنا على الحد من الخسائر ،عبر وقف الرش والفلاحة والنكش ،وروينا الشجر مرة واحدة بدل ثلاث مرات ،كما واننا "فرطنا "الثمر للحد من اكلاف التسنيد ومن اجور العمال الزراعيين."

المزارح يوسف فخري اوضح من جهته ان "المصيبة كبيرة فاذا لم نستفيد من مواسمنا فكيف نعيش ونعيّش عائلاتنا ،اننا وحدنا نصارع للبقاء على هذه الارض ،فالدولة لم تهتم بنا ولا وزارة الزراعة ولا اي مصدر رسمي اخر ولهذا نحن امام كارثة كبيرة ،والمشكلة تتمادى عاما بعد اخر وتزداد تفاقما ونجن نزداد فقرا ولا من يتحرك او يساعد او يقول "ما احلى الكحل بعيونكم "

رئيس بلدية بشري فريدي كيروزقال :"تقديراتنا ان البرد اتلف اكثر من مليون صندوق تفاح في بشري والمحيط المجاور وفق احصاءات البلديات ،واذا كان سعر الصندوق عشرة الاف ليرة فان الخسارة تفوق العشر مليارات ليرة لبنانية ،طالبنا الهيئة للاغاثة بالتعويض لكن لم يصلنا شيء منها حتى الساعة حتى ان الهيئة لم تكشف على الاضرار ولهذا ليس هناك من امل في التعويض واليوم نناشد مجددا الهيئة العليا للاغاثة والرئيس سعد الحريري ورئيس الجمهورية العماد ميشال عون ان يعوضوا على المزارعين خسائرهم ليتمكنوا من الصمود في ارضهم والاعتناء بارزاقهم، فيلعاملوا التفاح كما عاملوا القمح والشعير ودفعوا تعويضات لمزارعي هذين الصنفين."

وخلص :"فتحنا صندوقا لجمع التبرعات والتعويض على المزارعين لكن الهبات لم تكن مشجعة فلم نتمكن من المساعدة والمزارعون متروكون يواجهون وحدهم مستقبلهم الاسود."







تعليقات: