أفران شمس بدل شمسين في عرمون ومالكها يحمّل الدولة مسؤولية أي خطر يتعرّض له

مشهد فرن شمسين بعد الاعتداء عليه
مشهد فرن شمسين بعد الاعتداء عليه


انتهى مشهد الرعب في دوحة عرمون بعدما اتخذ من "أفران شمسين" مسرحاً له. 25 موظفاً توقفوا نحو شهر عن عملهم نتيجة التحطيم والتخريب وإطلاق النار الذي تعرض له "باب رزقهم"، بعد هجوم عدد كبير من الأشخاص على الفرن حيث عاثوا في المكان" فساداً" محولين المنطقة إلى جحيم.

علامات استفهام

هدأت الحرب المباغتة التي شعر بها أهالي المنطقة حينها، والنيران خمدت تحت الرماد، وإلى الآن لا ينسى السكان كيف أن أزيز الرصاص ملأ المكان، وانقلب هدوء الليل إلى رعب، ليطرحوا علامات استفهام عما آل اليه الأمر، لاسيما وأن جريحين سقطا، عدا عن الأضرار المادية التي تسببت بها المعارك، لا بل فوجئ الجميع بإزالة اسم "أفران شمسين" عن المحل، كما تساءلوا إن كان مالكه قد استسلم لضغوطات المسلحين؟

ضغوط للمصالحة

بعد توقيفه لعدة أيام أطلق في الأمس سراح وليد هاشم مالك الفرن، وبحسب ما قاله لـ"النهار": "تم توقيفي بشكل تعسفي من دون أي سند قانوني، بعدما رفضت الصلح واتخذت صفة الادّعاء، على الرغم من أني خارج الإشكال ولا يوجد اي دليل ضدي، أي باختصار كانت مؤامرة حيكت ضدّي، وقد تعرّضت للضغط من أجل المصالحة، ولم يُطلق سراحي إلا بعد أن وقّعت على أنه لا مانع لديّ من إخلاء سبيل من ادّعيت عليهم وعددهم 12، من دون أن أُسقط الدعوى المرفوعة ضدهم".

"شمس" بدل "شمسين"

"سبب الإشكال محاولة فرض خوة على الفرن"، بحسب ما قاله هاشم قبل أن يضيف: "من افتعلوا الإشكال اعتادوا أن يفرضوا خوات على المحال في المنطقة، وبعدما رفضت أن أدفع لهم المال فعلوا ما شاهده الجميع". وعن قيام حيدر شمس الدين بطعن اثنين بالسكين أجاب: "حيدر صديق أولادي، لم يقدم على هذه الخطوة إلا بعد أن تمت مهاجمته وضربه بالأراكيل والكراسي، وفي الأمس أطلق سراحه". وعن مستقبل الفرن قال: "سأعاود فتحه باسم أفران شمس، وهو الاسم الأول له، في حين أني سبق ووضعت اسم أفران شمسين كون والدي شريكاً فيه، لأعاود نزعه ومن ثم وضعه بعد تسوية واتفاقية في المحكمة"، لافتاً إلى أنه "لا يحق لرئيس الإدارة م.ق. أن يقتحم المحل وينزع الاسم بعدما أحضر معه نحو 15 عاملاً سورياً، حيث استغل عدم وجودي وأقدم على هذه الخطوة من دون أن يستحصل على إذن من النيابة العامة، ولديّ مقاطع فيديو تثبت ما فعله وكيف تعامل مع مدير الفرن".

هاشم يخشى على حياته، ولفت إلى أنه يحمّل المسؤولية إلى الدولة عن أي خطر يتعرض له، وقال: "الدولة لا تأخذ الأمر على محمل الجد، لا بل تعرضت من قِبلها للظلم". وعن الخسائر الفادحة في الفرن أجاب: "أنتظر أن يأخذ القضاء حقي وأخشى ألا يفعل ذلك".

في المقابل، تتمسك وجهة النظر المقابلة بروايتها أن مهاجمة محل "شمسين" في دوحة عرمون كانت ردة فعل فورية من شبان لم يحتملوا مشهد الدماء التي سالت من الشابين خليل زهران ومحمود الزين. ويذكر أن تجمعات تابعة لعشائر العرب كانت حصلت قرب الفرن مطالبة باقفاله. واليوم لا يبدو أن مشهد التحدي سوف ينتهي.

في كل المشهد الذي شهد عليه أهالي دوحة عرمون، كان وجود الدولة هو الأضعف للأسف، وكانت السلطة للانتقام الذي يقابله انتقام آخر. لم يعد يشعر كثيرون من الأهالي بالراحة، فيكاد لا يمر أسبوع من دون سماع رشق رصاص من قبل "زعران" يحاولون تطويع طرف أو أخذ الحق باليد. البارحة، نفذ الجيش مداهمات وانتشرت دورياته في عدد من أحياء المنطقة اثر اشكال آخر. سؤال أهالي تلك المنطقة المكتظة بعبء اللاجئين وأعباء أخرى، يختصر بالآتي: "متى تعود دوحة عرمون درة الساحل منطقة وادعة هادئة تستلقي على كتف البحر وتستظل الجبل؟" اشتاق كثيرون لذلك الزمن الجميل!

تعليقات: