في يوم خطوبة حبيبته… رصاصتان أنهتا حياة محمد المُنهَك باليأس والبطالة

 محمد حرب الشاب المحبوب الذي رحل في يوم خطبة حبيبته.
محمد حرب الشاب المحبوب الذي رحل في يوم خطبة حبيبته.


كان في منزل جده حيث يسكن حين انطلقت طلقتان ناريتان من مسدس حربي أصابتاه في قلبه، ليسقط أرضاً غارقاً بدمائه لافظاً آخر أنفاسه، لينقل الى مستشفى المقاصد وينتشر خبر موته المفاجئ… هو محمد حرب الشاب المحبوب الذي رحل في يوم خطبة حبيبته.

فاجعة الرحيل

في نحو الساعة التاسعة والنصف من ليل السبت الماضي حلّت الفاجعة على عائلة حرب ومعارف واصدقاء محمد، بعدما انتشر خبر وفاته بطريقة مأسوية “الى الان لا احد يصدق ان من كان بيننا بضحكته المعهودة فارقنا للابد” بحسب ما قالته زوجة عمه لـ”النهار”، شارحةً “يسكن ابن بيروت في مخيم شاتيلا في منزل جده وذلك بعد وفاة والده وزواج والدته، وعند وقوع الحادث المفجع كان محمد في المنزل مع جده، حيث سمع الاخير أزيز الرصاص، فسارع واذ به يجد حفيده ممداً ارضاً، اعتقد بداية انه غائب عن وعيه، ليكتشف بعدها الكارثة ويبدأ بالصراخ”. واضافت “وصل محمد الى المستشفى جسدا بلا روح، ليعلن خبر موته الذي صدم الجميع”.

اليوم المشؤوم

“في يوم خطبة حبيبته انتهت حياة محمد ابن السابعة عشرة ربيعاً” قالت زوجة عمه، مضيفةً “ألوم والدتها التي كانت دائماً تعده انها ستزوجه ابنتها، على الرغم من صغر سنه وعدم إدراكه معنى الحب، وفي النهاية لم تف بوعدها وواقفت على ارتباط ابنتها بشاب اخر، وذلك عدا عن انه كان يائساً كباقي اصدقائه واقاربه من سكان المخيم، فالبطالة نهشت تفاؤل الشباب، حطمت طموحاتهم، فما ذنب من كان يخطّ بداية سطوره في الحياة ان يرحل وهو في اول فصول عمره”. في حين قال صديقه المقرب لـ”النهار”: “اوقف محمد عداد الزمن في مسيرته على الارض برشق من طلقتين ناريتين اصابتا قلبه”، متابعاً “رأيته في صباح ذلك اليوم المشؤوم كان كما اعتدناه بكامل وسامته وطيبته، الا ان الحزن كان مسيطراً عليه لكون من احبها سترتبط بشاب آخر عند المساء، لا انسى اخر كلماته التي قالها لي (شو فيها اذا متنا)، لكن لم اتوقع انه قد يقدم على خطوة كهذه”.

ذكرى في القلوب

منذ ان افترق عن حبيبته ومحمد (17 سنة) كما قال صديقه يعبّر عن حزنه بمنشورات في صفحته بفايسبوك، لافتا الى انه “تعرف إليها منذ فترة لكونها جارته، احبها الى درجة انه قتل نفسه من اجلها، كم ان حزننا كبير على من كان بالنسبة لجميع من عرفه خير صديق”. ويكمل “كان ذا أخلاق حميدة، شاباً هادئاً مقرباً من الجميع، عمل فترة في محل تزيين رجالي، في الامس ودعناه الى مثواه الاخير، بكته قلوبنا التي سكنها بذكرياته الجميلة”.

مخفر طريق الجديدة فتح تحقيقا بالحادث وبحسب ما قاله مصدر في قوى الامن الداخلي لـ”النهار” فإن “التحقيقات أظهرت حتى الان انتحار محمد بسبب حبيبته”.


تعليقات: