فضل الله: نتعاون مع الجميع في بلد نُهبت خيراته‎


بسم الله الرحمن الرحيم

المكتب الإعلامي لسماحة العلامة التاريخ24شعبان 1440 هـ

السيد علي فضل الله الموافق :29 نيسان 2019 م

وضع حجر الأساس لمركز التآخي الطبي في بعلبك

فضل الله :نتعاون مع الجميع في بلد نُهبت خيراته

رعى العلامة السيد علي فضل الله وضع حجر الأساس لمركز التآخي الطبي في عين بورضاي، خلال حفل أقيم في ثانوية البشائر في بعلبك، حضره النائب أنور جمعة، وممثل عن النائب جميل السيد محمود السيد، الرئيس الأعلى للجمارك العميد أسعد الطفيلي، ممثل محافظ بعلبك الهرمل قاسم مظلوم، ممثل قيادة اللواء السادس في الجيش اللبناني العقيد مارون قزي، رؤساء بلديات ومخاتير، المدير المشرف على مدارس المبرات في البقاع الأوسط ابراهيم السعيد، مدير دائرة الإشراف الديني في جمعية المبرات الخيرية الشيخ فؤاد خريس، مديرة ثانوية البشائر اعتدال الجمال وفعاليات.

السعيد

وألقى السعيد كلمة قال فيها: "هنا سيكون التآخي سيد الموقف، وهنا سيرتفع الوفاء لشعب الوفاء، لمنطقة قدمت وتقدم لهذا الوطن الكثير الكثير ولم تلق الا الإستبعاد والحرمان والتهميش"، مؤكدا أن "مراكز التآخي الطبية تسعى للتوسع والتطور لتشمل باقي المناطق وبالتحديد المحرومة من التنمية الصحية اللازمة".

وتوجه العلامة فضل الله في كلمته للحضور قائلاً: "نلتقي مجددا على الخير الذي أردناه من أجل خدمة إنساننا، لنبلسم جراحه وآلامه، ونكون عونا له في شدائده، وهذه المرة من أرض البقاع، الأرض الطيبة، أرض أهل النخوة والكرم، لنعبر عن بعض وفاء للذين لم يبخلوا ولن يبخلوا على وطنهم، فكانوا قوة له عندما واجه الاحتلال والإرهاب، فقد تجاوزت هذه المنطقة بسمو أبنائها كل مشاريع الفتن التي عملت على دق إسفين بين كل هذه التنوعات الدينية والمذهبية والسياسية".

وأضاف:"ارتأينا هذا المشروع الذي نأمل أن يوقفنا الله مع الباذلين والخيرين لإشادته، وهو بالطبع عندما يشيد فسوف يساهم مع كل المراكز في هذه المنطقة في التخفيف من آلام أبنائها، ليقدم خدمة طبية مميزة، وبأقل قدر ممكن من الكلفة".

وتابع: "لا تزال هذه المنطقة، تعاني الإهمال من جانب كل المسؤولين في الدولة الذين كانوا يكتفون بنثر وعود الإنماء عليها، وبالتعهد بزراعات بديلة ومشاريع جديدة، لكن من دون أن تلمس جدية، أو أن تشعر بحضور الدولة الحقيقي فيها، ولعل ما هو أخطر من ذلك أن يصنف أهلها في صف المعترضين على الدولة لوجود أشخاص أو جهات تسيء إلى السمعة العامة، ومع أن هذه المنطقة بالذات كانت الأبرز في رفد الدولة والوطن بأبنائها في المؤسسة العسكرية لتشييد الأمن وحماية البلد، أو بالمقاومين الذين التحقوا بمسيرة المقاومة والتحرير".

وأردف: "عندما نريد للدولة أن تكون حاضرة هنا، وأن تقوم بمسؤولياتها، وخصوصا في تأمين بنية تحتية، وفي إنعاش القطاعات الزراعية والصناعية، وفي سد حاجاتها الصحية والبيئية والخدماتية وما إلى ذلك، فلا يعني أننا نزيح بقية الحمل عن كاهلنا، فنحن نعرف أننا في بلد قد تعرض للنهب، وأن خيراته سرقت وتسرق، وأننا مهما رفعنا الصوت، فسوف نسمع ردا من هنا وهناك بأن الخزينة شبه فارغة، وأن الدولة لا طاقة فيها لمعالجة كل هذا الكم من الإهمال، ولذلك، نحن هنا أيضا لنحمل شيئا من هذا العبء، ولنقول لكلِ من يملك أن يتقدم في طريق خدمة الناس، أن يكون له دوره في هذا المجال، ولنربت على كتف أهل المبادرات أن يضاعفوا من حركتهم وسعيهم، ولا سيما في هذه المرحلة، وأن نطلب من الجميع أن يجدوا السير في طريق التكافل الاجتماعي وفي خط التخفيف عن كاهل الناس، أن نعود إلى عفويتنا الضيعوية والمناطقية، إلى تراثنا الطيب في أن نساعد فقيرا، أو أن نساهم في التخفيف عن مريض، لتكون هذه المؤسسات جزءا من مواقع الخدمة، أو أن تكون صلة الوصل بين صاحب الحاجة وصاحب المبادرة".

وقال: "نحن نضع الحجر الأساس لترسيخ كل دعائم الحوار وكل روابط الأخوة في هذه المنطقة، ونحن نعرف سلفا أنكم هنا تعيشون في رحاب الوحدة الإسلامية، وفي رحاب اللقاء الإسلامي - المسيحي، وفي عمق الوحدة الوطنية، ولسنا هنا لنزايد عليكم أو لنرشدكم إلى طرق التواصل والحوار والتحابب، لأنكم رواد في هذا المجال، ولكننا هنا لنضيف إلى صروحكم الحوارية والاجتماعية والصحية صرحا جديدا، ولنكون معكم في هذه المسيرة".

وختم فضل الله: "إن هذه المؤسسات كانت دائما نتاج الناس، نتاج كل هؤلاء الطيبين الذين قدموا كل ما عندهم بعيدا عن كل الحسابات والعناوين. ونحن نؤكد لهؤلاء جميعا بأننا كنا وسنكون الأوفياء لهم، بأن نحرص على أن نكون من الأحسن عملا والأفضل شفافية ومسؤولية وخدمة".

وختاما، تم وضع الحجر الأساس لمركز التآخي الطبي.








تعليقات: