أليسا عطالله أول شرطية في جنوب لبنان في بلدية جديدة مرجعيون

الشرطية أليسا عطالله في بلدية جديدة مرجعيون
الشرطية أليسا عطالله في بلدية جديدة مرجعيون


بثقة عارمة تقف في منتصف الطريق بزيها العسكري البلدي تنظم السير ، تعطي تعليمات للسائقين ببسمة لا تختفي عن محياها ، تحيي الجميع والجميع يحييها فهي بنت البلد والجميع يعرفها ولكن الكثير ادهشهم انضمامها الى شرطة بلدية جديدة مرجعيون برغم ثقافتها وشهاداتها التي تخولها أن تكون في وظيفة أعلى …

هنا كان لابد لموقع صدى وادي التيم أن يقابل الشرطية أليسا وبلدية جديدة مرجعيون وجهاً لوجه لمعرفة أكثر عن الموضوع .

وجدناها خلف مكتب صغير تعمل على الكومبيوتر الخاص بالبلدية وكان معها حوار لمعرفة سبب اختيارها مهنة شرطية بلدية .

تعتبر أليسا في حديثها أنها لا ترى فارقاً في عمل الشرطي البلدي بين شاب وفتاة ، فهي قادرة على تنفيذ جميع المهمات الموكلة لها وبكل نجاح

فهي مسؤولة عن العمل الحاسوبي وتنظم أمور ” التطبيق الالكتروني ” بنشر الاعلانات والدعوات ونشر النشاطات بعد ان تكون قد صورتها وتهتم بصفحة البلدية على موقع التواصل الاجتماعي ، وهي قادرة على الخروج الى الشارع في الاحتفالات والمآتم وتنظيم السير عند الحاجة أليها ، ولا تجد أي صعوبة في تنفيذ كافة المهمات الموكلة أليها

وتتابع برغم ثقافتها العالية ( أجازة في اللغة الفرنسية والعلوم من الجامعة اللبنانية – كلية التربية) والتي تخولها أن تكون مدرّسة للصفوف الابتدائية . لكن حلمها منذ الطفولة أن ترتدي الزي العسكري في أي سلك من أسلاك الدولة ( جيش ، قوى أمن ، بلدية ….) وعندما فتحت البلديات باب توظيف الفتيات كانت لها الفرصة التي لطالما حلمت بها .

وعن رأي الاهل بالوظيفة أجابت : بأن الفكرة لاقت الاستحسان من الجميع في المنزل خاصة انها ستعمل في مسقط رأسها وبين إناس يعرفونها وتعرفهم وتلتقي بهم يومياً خارج الخدمة . اما سكان البلدة كان لهم رأي مغاير في البداية حول عملها وهي الحائزة على شهادات جامعية ولكن مع الايام اقنعتهم بأنها الوظيفة التي تطمح لها وتهواها وترتاح بتنفيذها .

وعن الصعوبات التي تواجهها في العمل فهي تقتصر على رفض بعض السائقين أحياناً تلقي أمراً مهذباً من شرطية بعدم الوقوف في أماكن ممنوعة فتحتاج الى مساعدة زملاءها الشباب لحل الموضوع .

وعن رأيها بتشجيع الفتيات بالالتحاق بالشرطة البلدية أكدت بأنها دائماً تشجع وتنصح الفتيات بالانتساب للعمل البلدي الذي لا تجد فيه ابداً عيباً أو فرقاً في تنفيذ العمل ما بين شاب وفتاة . فالعمل في البلدية هو دليل حب النظام والتنظيم وإدارة أمور سكان بلدتهم ومساعدتهم .

وللاطلاع على رأي البلدية كان لنا لقاء مع نائب رئيس بلدية الجديدة الاستاذ سري غلمية الذي أكد ان توظيف أليسا جاء بتوجيهات من رئيس البلدية الاستاذ أمل حوراني لأيمانه بقدرة العنصر النسائي على القيام بمهام عنصر شرطة بلدية على أكمل وجه ، حتى أنه أحياناً العنصر النسائي اللطيف يكون له أثر طيب في العمل مثلاً في الاستقبالات والتشريفات وأحيانا في الشارع يكون لوجود شرطية الاثر الايجابي في تنفيذ القانون . وبهدف ايجاد فرص عمل للفتيات الراغبات بالعمل في المضمار البلدي

وتابع بأن مؤهلات “اليسا ” التعليمية ساعدت على قبولها فوراً لان وظيفتها تتطلب ألماماً بالامور المكتبية والتعاطي مع تكنولوجيا التواصل الاجتماعي ولديها خبرات في العمل التطوعي فهي عملت لفترة مع متطوعي الدفاع المدني في البلدة ، فالعمل البلدي ليس فقط تنظيم السير في الشوارع بل يتطلب جهداً في العمل التنظيمي والمكتبي وهذا ما تتقنه أليسا جيداً .

وأكد بأن بلدية جديدة مرجعيون لا تجد تفرقة بين شاب او فتاة متقدمين للوظيفة ، فالسابقة التي تم تطبيقها في الجيش اللبناني وباقي الاسلاك العسكرية أثبتت بأن الفتيات قادرات على تنفيذ المهمات الموكلة اليهن بكل جدارة ونجاح .وبالامس شاهدنا جنديات في الجيش اللبناني على الحدود اللبنانية بجانب رفاقهم الشباب وكما نشاهد كل يوم فتيات في قوى الامن الداخلي والامن العام وأمن الدولة والجمارك يقمن بوظائفهن على أكمل وجه ، فلا مانع لدينا في تطبيق الامر في العمل البلدي .


تعليقات: