“شوفيرية الفان” بين السكرجية ومدمني “الواتس أب”!


قانون فعلي يضبط عمل سائقي الفانات، والمواقف، فهل سألنا يوماً، عن السجل العدلي لسائق الفان؟ هل في رصيده حوادث تمنعه من الإئتمان على حياة عشرات الأشخاص يومياً، هل هو مدمن؟ وهل سألنا أيضاً عن الوضع الصحّي له وإن كان يمتلك الأهلية اللازمة للقيام بهذا العمل المضني على الطرقات.

سكرجي وأفتخر!

أحد سائقي فانات “طرابلس – بيروت“، لا يتردد في المجاهرة بشرب الكحول أمام الركاب، فهو “الفحل”، الذي يشرب القنينة والثانية ويدعس البنزين ليختصر المشوار بنصف ساعة.

أحمد كان ضحية هذا السائق في يوم عاصف، وتحديداً أيام العاصفة “ميريام”، ليسمع بعد دقائق من بدء الرحلة، السائق يتحدث عن رغبته بجرعة من الكحول، ويا ليت الأمر توقف عند هذه النقطة، إذ جرى نقاشٌ بين السائق وبعض الركاب الذين اعتادوا على جموحه، وسردوا في سياقه كيف “شرب لإنطفأ” قبل عدّة أيام، وكيف استغرق معه المشوار من بيروت إلى طرابلس 30 دقيقة!

الطقس العاصف، والأمطار الغزيرة، والطريق الذي تحوّل إلى بحيرة عائمة، كلّها عوامل لم تمنع السائق من تكرار رغبته على مسامع الركاب، فيما كان أحمد من زاويته في الفان يسمع و”يستعوذ”، ويتلو من الآيات القرآنية ما تيسر له كي تنقضي هذه الرحلة على سلامة.

أحمد وصل إلى “الكولا”، سالماً، والسائق لم تسنح له الفرصة للوقوف وشراء زجاجة الكحول، غير أنّ جميع الركاب باتوا على معرفة بأنّ مخزن الكحول في منزل السائق هو في داخل “الكنبة”.

مدمن الواتس أب

كالعادة استقلت سمر منذ يومين، أحد الفانات الطرابلسية متجهة إلى عملها في بيروت، لتختار الجلوس بجانب السائق بعيداً عن الزحمة في المقاعد الخلفية.

بعد دقائق من الصراخ على الموقف، وانتظار سمر، ومحاولة اصطياد الراكب تلو الراكب، شدّ السائق رحاله وحمل هاتفه، لتبدأ “النقلة”، التي قضى خلالها وقتاً على الواتسأب أكثر مما قضى على المقود.

أسلوب السائق غير المبالي بحياة الركاب أصاب سمر بالتوتر، لاسيما وأنّه كان في غيبوبة تامة عن الطريق، وكاد أن يقع في حادث وإثنين، ولكنّ السائق “القبضاي” لم يضع بكل تأكيد المسؤولية على إهماله وهاتفه الذي لم يأخذ “بريك” من إبهاميه، فرمى بالسباب على كل سيارة اعترضته.

أما فيما يتعلق بالسائق المتذاكي، والسائق المصاب بمرض الصرع، فللحادثتين مقالة أخرى!

تعليقات: