احتفال في حارة حريك بولادة الإمام عليّ


رعى العلامة السيد علي فضل الله الاحتفال الذي أقامته حوزة المعهد الشرعي الإسلامي في قاعة الشيخ محمود هيدوس في حارة حريك، بمناسبة ولادة الإمام علي (ع)، بحضور حشد من العلماء وطلاب وطالبات المعهد.

استهلَّ الحفل بآيات من القرآن الكريم، فقصيدة شعرية، ثم كلمة باسم المعهد ألقاها الشيخ يوسف سبيتي، ثم تحدَّث العلامة السيد علي فضل الله مفتتحاً كلمته بالتهنئة المباركة بولادة الإمام علي(ع)، مشيراً إلى العلاقة التي ربطت الإمام علي (ع) برسول الله محمَّد (ص)، معتبراً أنَّ هذه الذكرى تعني لنا الكثير، لا على المستوى الإسلامي فقط، بل على المستوى الإنساني، وهو الذي عندما أوصى واليه مالك الأشتر قال له: "الناس صنفان، إما أخ لك في الدين وإما نظير لك في الخلق".

وأضاف سماحته: "عندما نستحضر هذه الذكرى، فإنا نستحضر كلّ هذه المسؤولية الرسالية التي سخَّر الإمام حياته من أجلها".

ولفت إلى المسؤولية الكبيرة التي تتمثَّل في هذه المرحلة في مواجهة من يسعى إلى نشر الفوضى في التعامل مع مفردات العقيدة والمفاهيم والشريعة، داعياً إلى التخلّص من كل هذه الفوضى الفكرية لحساب فهم ديني يقوم على رؤية متماسكة للدين وعلى منهج فكري متميز.

ورأى أنَّ ثمة تحديات فكرية راهنة وإشكاليات عديدة تواجهنا، وتتطلَّب استنفاراً وتعاوناً من جميع العلماء والواعين لتقديم فهم مشرق للدين الّذي تتربّص به مقولات التطرف والغلو والإلحاد والمادية الهابطة..

وتابع سماحته: "عندما نستحضر هذا الإمام، نستحضر كلّ الروح الإيمانية المشتعلة، والطاقة الفكرية المتجدّدة، والإرادة الروحية النافذة التي واجه بها التحديات الداخلية والخارجية التي انتصبت في وجهه. وكم حري بنا أن نستلهم كلّ ما قدمه لصون هذا الدين وإحياء روح الاجتهاد فيه، رداً على ما يتعرض له من هجمات وتشويهات داخلية وخارجية".

وفي الختام، توجَّه إلى طلاب العلوم الدينيَّة قائلاً: "نريد منكم أن تكونوا على قدر المسؤوليَّة التي تحملونها، فتكونوا رساليين في مجتمعكم وتحمّل مسؤوليّتكم، فلا تعتبروا الزيّ الدينيّ الذي تلبسونه هو نهاية المطاف، فلا بدّ من أن لا تتوقّفوا أبداً عن طلب العلم، وعن بذل كلّ الجهود من أجل امتلاك خطاب يحسن التعامل مع تنوعات المجتمع، لتكونوا جديرين بتعزيز مسيرة الإصلاح في مجتمعكم، وهو ما يتطلّب الكثير منا، وأهم ما يتطلبه تقوى الله وروح الإخلاص وخدمة عباد الله.






تعليقات: