توفي بين زملائه في الصف.. وقع على ركبتيّ رفيقه ولم ينهض


عاشت ثانوية شفيق سعيد بالأمس مأساة في أحد صفوفها، بعد الوفاة المفاجئة للشاب علي زعيتر، إبن الـ16 عاماً في صفه. لم يكن علي يشكو من شيء، خذله قلبه فجأة أثناء دراسته ليترك الجميع مصدوماً برحيله.

صحيح اننا نُعيد تكرار القصص بأسماء جديدة ووجع أكبر، لكننا بحاجة إلى تسليط الضوء مراراً على أهمية كهرباء القلب والوفاة المفاجئة، علّنا ننقذ شبابنا من خلل قابل للشفاء ومنع تكرار هذه المأساة مرة أخرى. تختلط علينا الأمور في التسميات، مصطلحات طبية لا نعرف عنها الكثير، نختصرها بـ"ذبحة قلبية"، لكن تبيّن لنا أن هذا المصطلح لا علاقة له بما يجري مع الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و35 عاماً. صحيح أننا لم نسمع بكهرباء القلب وما ينتج عنها من قبل، لكن الحوادث المتكررة في الفترة الأخيرة جعلتنا نسمع بهذه المشكلة الصحية.

وما جرى مع علي، وقبله عشرات الشباب الذين كتبنا عنهم أيضا بوجع وحزن كبيرين، يدفعنا إلى رفع الصوت ونشر الوعي حول مشكلة الخلل في كهرباء القلب المسؤولة عن الوفاة المفاجئة عند الشباب. صورته التي انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي مع خبر صغير يمزج بين توقف القلب و"كرايز الكهرباء" كما جاء في الخبر. لكن الحقيقة أن علي لم يكن يشكو من أي مرض أو مشاكل صحية.

يروي والده حسين زعيتر لـ"النهار" أن "علي لم يشكُ من شيء، لا من داء الصرع أو من أي مشكلة صحية أخرى. كان في مدرسته عندما وقعت الحادثة. عند الساعة العاشرة والنصف أي موعد الاستراحة، كان علي يتناول الطعام عندما وقع على ركبتيّ زميله في الصف، الجالس إلى جانبه. بداية ظن الجميع أن علي يمازحهم، لكن عندما نادوه ولم يرد عليهم، وقعت الصدمة".

ما حصل لا يُصدّق، لم يستوعب أحد ما جرى في تلك اللحظات القليلة. كيف يمكن لابن الـ16 عاماً أن يسقط فجأة من دون أي عارض أو إنذار. نقل علي إلى المستشفى، لكنه فارق الحياة. وفق تقرير الطبيب "ذبحة قلبية" أودت بحياته، كما ذكر والده.

كان صوت حسين يغصّ بالوجع والدموع. ليس سهلاً أن يفقد ابنه بهذه الطريقة المفاجئة. "كان صبياً مهذباً وينبض بالحياة، كثير الحركة والفرح والحب، كان يتميز بحنّيته، ويطمح إلى أن يصبح ضابطاً يوماً ما، بس غدره الموت و"راح فجأة". يعرف حسين جيداً طعم الموت والخسارة، هو الذي ودّع قبل سنوات شريكة حياته ليُربي ولديه بنفسه ويعمل على تأمين كل احتياجاتهما.

ما هي كهرباء القلب؟

كثيرون بعانون خللاً في كهرباء القلب من دون علمهم، وأُنقذوا من الموت المفاجئ. يتحدث الاختصاصي في أمراض القلب والأوعية الدموية وكهرباء القلب في المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت ورئيس شعبة كهرباء القلب في جمعية القلب اللبنانية الدكتور مروان رفعت عن الأسباب المسؤولة وكيفية علاجها وتفادي هذه المأساة .

تعليقات: