في يوم المرأة العالمي.. تحية للمناضلة اللبنانية


يوم المرأة العالمي ليس يوماً عادياً في تاريخ الإنسانية، لأن فيه اختصار لتضحيات كبيرة ويومية تقدمها المرأة في سبيل البشرية واستمرار المجتمعات والأمم، ليس بيولوجياً فقط، إنما في ميادين النضال والعمل والتعب.

لكل منا أم وزوجة وأخت وابنة، وبهن تضج الحياة فرحاً وحباً، وهن اللواتي يتحملن مشقات الزمن في الزمن الصعب.

ولن يكون من مبالغة في الكلام ان يكون للمرأة اللبنانية التحية الصادقة في هذا اليوم، فما تتحمله في ظل الأوضاع المأسوية التي وصل اليها اللبنانيون معيشياً واجتماعياً واقتصادياً، جعل منها وطناً في غربة الإهمال الرسمي لأوضاع الشعب.

فاستحقت المرأة اللبنانية عن جدارة النضال في ميادين العمل حتى باتت ركيزة اساسية في الادارة العامة وفي القطاع الخاص وحتى في الأسلاك العسكرية والأمنية، وربما تكون السنوات الأخيرة دليلاً قاطعاً على أن المجتمع اللبناني كان أمام تحديات خطيرة في مواجهة الفقر والجهل لو لم تتخذ المرأة اللبنانية المبادرة وتتحوّل إلى يد عاملة مهمة ودافع كبير للعجلة الاقتصادية وللاستقرار الاجتماعي والأسري.

الأمر الذي لم يمنعها من النزول إلى الشارع أكثر من مرة للمطالبة بحقوق كان ينبغي أن تكون من البديهيات ومن المكتسبات لها، واستطاعت أن تنتزع هذه الحقوق ومنها إلغاء جريمة الشرف وفرض قانون لمنع العنف الأسري والذي ذهبت ضحيته نساء عدة وبطريقة وحشية.

في حين لا تزال المرأة اللبنانية تواصل نضالها لمنح الجنسية لأولادها ولكشف مصير المفقودين في زمن الحرب الأهلية، كما أنها تلعب دوراً توعوياً بالغاً في الأهمية كالحملة المطالبة بتحديد سن الزواج ومنع تزويج الطفلات.

نعم إن المرأة اللبنانية مناضلة عن جدارة، وليس الأمر بجديد عليها، فكم من جرح نزف في هذا الوطن والتأم بصلواتهن.

* المصدر: صحيفة الأنباء

تعليقات: