انزلاق في الظلام أنهى حياة شقيقتين... فاطمة وحنان ضحيتا طرق لبنان


طريق عودة الشقيقتين فاطمة وحنان أمهز من منزل شقيقتهما إلى منزلهما كانت معبّدة بالدماء، بعدما انتظرهما شبح الموت في محلة الأمهزية، ليخطفهما في حادث مروّع... سلّمت الشقيقتان روحيهما على الفور، رحلتا سوية تاركتين معارفهما في حالة من الصدمة والذهول.

طريق "الموت"

الأمهزية ارتدت ثوب الحداد بعد الخسارة المزدوجة. فليل أمس كان كارثياً على أبنائها. ووفق ما قالت رواد قريبة الفقيدتين: "أنهت فاطمة (65 سنة) وحنان (38 سنة) زيارتهما الى شقيقتهما هيفاء التي قصدتاها للاطمئنان عليها بعد علمهما بمرضها، وفي طريق عودتهما حلّت الفاجعة، بعد أن دهسهما شاب يبلغ من العمر 21 سنة". وأضافت: "خُطفت فاطمة، الوالدة لخمسة شبان وثلاث شابات، في حين لم يُكتب لحنان أن ترتبط وتؤسس أسرة. فقد كان الموت أسرع من خطواتها في تحقيق أحلامها". ولفتت إلى أن "عدة أسباب أدت إلى المأساة، منها عدم وجود إنارة، وغياب المطبات عن الطريق، وتهوُّر السائق الذي كان يقود بسرعة كبيرة".

انزلاق وسط الظلام

وأكد مصدر في قوى الأمن الداخلي لـ"النهار" أن السائق سلّم نفسه الى مخفر اللبوة. وأوضح: "عند وقوع الحادث غاب الصادم عن الوعي، نقل الى الطبيب، وبعد معالجته حضر إلى المخفر وفُتح محضر قبل تسليمه إلى مفرزة سير بعلبك. وأشار في إفادته إلى أن سيارته انزلقت وانحرفت بسبب وجود مياه، في حين لم تكن الطريق مضاءة، كما أنّ السيدتين كانتا ترتديان ثياباً سوداً وتسيران على جانب الطريق، ما حال دون رؤيتهما".

توضيح البلدية

وعن عدم إنارة الطريق عند وقوع الحادث أكد نائب رئيس بلدية اللبوة التي تتبع لها الأمهزية ابرهيم جنبلاط في اتصال مع "النهار" أن "هناك تقنيناً للكهرباء، فقسم من الأمهزية تتم إنارته من بلدة اللبوة، والقسم الآخر من بعلبك، لا يمكننا إنارة كل المنطقة من اللبوة إلا عند الانتهاء من بناء جميع محطات الكهرباء التي يتم تجهيزها". وأضاف: "لا علاقة لموضوع الإنارة حين يكون هناك سرعة، نعم لا توجد مطبات وسنقوم بوضعها بعد رفع طلب الى محافظ بعلبك الهرمل، كما طلبنا من القوى الامنية وضع رادار للسرعة لإجبار الشباب على الالتزام بالقانون، فما حصل في الأمس جريمة".

تعليقات: