فضل الله استقبل نادي الوحدة في الجامعة الأميركيّة في بيروت


استقبل سماحة العلامة السيد علي فضل الله نادي "الوحدة" في الجامعة الأميركية في بيروت، الذي وضعه في أجواء الأنشطة التي يقوم بها.

في البداية، عبّر سماحته عن اعتزازه وسعادته بلقاء هذه الفئة الشبابية التي تملك روح الطموح والتغيير، والتي نعوّل عليها بأن تكون الصورة الزاهرة لهذا الوطن في المستقبل، مشيراً إلى أننا دائماً نحمل هم هذا الجيل الّذي تنتظره مسؤوليات وتحدّيات كبيرة على أكثر من صعيد.

وهنّأ سماحته الطلاب على حسن اختيار اسم ناديهم؛ نادي "الوحدة" التي نحن بأمس الحاجة إليها في هذا الوطن وفي العالم، وخصوصاً عالمنا العربي والإسلامي، الذي بعيش أزمات الانقسام والتوتر والتشرذم والفتن.

وأضاف سماحته: "مسؤوليتكم أن تساهموا وتعملوا للوحدة، من خلال مواجهة كل التأثيرات التي تعصف بهذا الواقع وتقف في وجه تحقيق الأهداف التي رسمتموها"، لافتاً إلى أنَّ هذا الوطن يعاني الكثير من محاولات الاستئثار والتفرّد من قوى سياسية متعددة، أو من هذه الطائفة أو تلك، أو من هذا المذهب أو ذاك، أو من خلال انتفاخ هذه الشخصية أو تلك.

وأكَّد سماحته أنَّ الوقائع أثبتت أنَّ هذا البلد لا يمكن أن يحكم من جهة دون أخرى، أو بهيمنة فئة على فئة، بل بالتعاون والتكامل بين جميع مكوناته، لأنَّ الكلَّ بحاجة إلى الكل.

وشدَّد سماحته على الطلاب أن يتميَّزوا في دراستهم، وفي المواقع التي هم فيها، من دون أن يستغرقوا في التفاصيل التي تبعدهم عن أهدافهم الكبرى، مؤكّداً ضرورة الاهتمام بالجانب الأخلاقي، من خلال نشر مفاهيم المحبة والتسامح والانفتاح بعيداً عن كل الحساسيات والعصبيات التي تتحكم بواقعنا، وأن يضعوا في أولوياتهم العمل والاهتمام بقضايا الطلاب والوقوف مع العدل في مواجهة الظلم.

ودعا الطلاب إلى أن يكونوا علامة فارقة، من خلال العقلية والصورة الانفتاحية التي يمتلكونها، وأن يكونوا عابرين للطوائف والمذاهب، طالباً منهم أن يدرسوا قرارتهم في الحكم على هذا الشخص أو هذه الجهة، بعيداً عن الانفعال وردود الفعل، داعياً إلى البحث عن النقاط المشتركة مع الآخرين، والعمل على توسعتها، بعيداً عن كل الحساسيات التي تثار بين المكونات اللبنانية، ولكن مع الحفاظ على هُويتكم ومبادئكم التي تؤمنون بها.

وختم سماحته كلامه بدعوة الطلاب إلى العمل على تقديم الدين بصورته الحقيقية المشرقة؛ صورة الرحمة والمحبة، بعدما عمل على تشويهه من خلال آراء خاطئة لم تنطلق من فهم صحيح، أو من خلال الممارسة الشاذة التي يقوم بها بعض أتباع هذا الدين أو ذاك، مؤكّداً أنّ المؤمن لا يمكن له أن يحقد على أحد، وحتى لو اختلف معه.




تعليقات: