صبحي القاعوري: الجلسة السرية بين امير قطر والرئيس اللبناني ‎


تناقلت وسائل الإعلام الأجنبية والعربية عن خلوة سرية خطيرة بين القائدين ولم يعرف ما دار فيها وحضر وزير الخارجية جانباً منها

وحسب الوسائل كان حضور امير قطر الى لبنان بتمني أميركي وفرنسي لحضور مؤتمر القمة الإقتصادية في بيروت لإعطاء المؤتمر وزناً اكبر .

لا نعرف من نصدق وسائل الإعلام ام " هيل " الذي حضر الى بيروت قبل انعقاد المؤتمر وجال على من يدور في فلك اميركا من السياسيين اللبنانيين وأيمن له المأدب غداءً وعشاءً وطلب منهم افشال المؤتمر ، والعمل على عدم التقارب مع سوريا وإيران .

على كل حال هذه سياسة تتقلب فيها الأمور بين لحظة وأخرى ، لأنها لا ترتكز على قاعدة الحقوق والمبادئ .

حضور امير قطر المفاجئ ، ربما فاجأ الجميع حتى كبار المسؤولين اللبنانيين ، حيث كانت الإشاعات بعدم حضوره القمة ، والطلب الأمريكي منه الحضور كان مفاجئ ايضاً ، ولكن وراء الأكمة ما وراءها .

في اللحظات الأخيرة ، غيرت اميركا موقفها من القمة بإتباع استراتيجية جديدة بعد الهزائم التي منيت بها في منطقة الشرق الأوسط ، وبعد التخبط في السياسة الخارجية بشأن الإنسحاب العسكري الأمريكي من سوريا، وبإعتراف الرئيس " ترمب " بأن اميركا انهزمت في سوريا منذ السنة الأولى ، وبقاؤها في سوريا مكلف جداً للخزينة الأمريكية .

وقد ثبت لأمريكا بأن الوجود العسكري والسياسي الروسي والإيراني يتنامى في سوريا ، ولا يمكن ايقافه بأية طريقة عسكرية ، لذلك بدأ اصحاب القرار في امريكا المفاوضة مع الروس على حصتهم من النفط والغاز السوري ، والظاهر بأن قرار " ترمب " منفرد لم يعجب ولم يلق استحساناً من اصحاب القرار في اميركا ، وهؤلاء دائماً خلف الستار .

فكر " ترمب " بضرب ايران عسكرياً من ارض العراق مع ضرب الميليشيات المؤيدة لها ، وايضاً اصحاب القرار مع الجنرالات لم يوافقوه ، بحيث أن مراكز قواتهم في منطقة العراق والخليج تحت مرمى مدفعية ايران فضلاً عن الصواريخ التي تصيب أهدافها بدقة ، وقيل ل " ترمب " أن ايران تدمر قواتنا في اقل من 5 دقائق ، لذلك يجب علينا اتباع سياسة الإحتواء من جديد .

الفرصة سانحة من خلال قمة بيروت ، ومن يقوم في هذا الدور ، السعودية لا تستطيع لوقوفها من نسيج لبناني ضد نسيج آخر ، ومن دول الخليج المؤهل لهذا الدور قطر ، ولديها من الإمكانيات المادية ما تجعلها مؤهلة للقيام في هذا الدور لقبول اكثر اللبنانيين بدورها ، وفي الوقت نفسه تنطلق من قمة بيروت لفك الحصار عنها مؤيدة من اميركا وفرنسا وبالتالي الدول الأوروبية ، واذا لم تفك دول الخليج الحصار عن قطر واذا لم تقبل بالدور الذي تقوم به الكويت لحل أزمة الخليج سوف تصبح هذه الدول هي المحاصرة وليس " قطر " .

هذه الفكرة لاقت استحساناً وقبولاً من امير قطر ، وسارع الى حضور القمة ، ليفرض الحل للأزمة بين بلده وبين السعودية والإمارات والبحرين ومصر ، وتعود المياه الى مجاريها بين تلك الدول ، ولكن هل تستسلم السعودية وتتخلى عن دورها الريادي الى دولة " قطر " ، هذا سوف تكشفه الأيام القادمة ، وربما يحدث تحالفات جديدة في المنطقة يكون المستفيد الأول منها " ايران " كما استفادت من غباء السياسة الأمريكية المؤيدة بدون تحفظ الى اسرائيل .

الملاحظ في الإجتماع السري ، والذي تسرب البعض منه مما دار ، وربما قصداً كان هذا التسرب ، نلاحظ ايضاً غياب رئيس الحكومة سعد الحريري عن الإجتماع وهو المعني في شؤون الدولة وفقاً للدستور وإتفاق الطائف ، وغيابه ليس من اللياقة الدبلوماسية .

قد تكشف لنا الأيام القادمة من تحركات وزير الخارجية " جبران باسيل " جزءاً ايضاً مما دار في الإجتماع السري ، هل من المتوقع اعادة تهديد رئيس الجمهورية إرسال طلب الى مجلس النواب للنظر في الوضع الحالي بدون تشكيل حكومة ؟ وهل نرى بداية فك الإرتباط بين التيار وحزب الله خاصة وأن البطرك الراعي يعتبر الإتفاق حجر عثرة في تقدم المسيحيين ؟ وهل اخذ الرئيس ووزير الخارجية وعداً من البطرك واميركا وفرنسا ومن وراءهم الإتحاد الأوروبي بوضع ثقلهم لإلغاء الطائف الذي همش رئاسة الجمهورية ؟

نعود الى وسائل الإعلام الذي تلقفت التسريب بأن امير قطر خصص صندوق بمبلغ 5 مليارات وبشروط ليست سياسية ، ومنها الإسراع في تشكيل الحكومة ( وربما اقترح رئيس جديد ) بتكليفه تشكيل الحكومة ، ومن ثم استعد لتمويل الجيش وتسليحه وارسال ضباط لبنانيين الى قطر لتدريبهم على الآليات العسكرية والصواريخ والطائرات والطوفات ، وهنا الخطورة في إرسال الضباط الى قطر ، حيث سيقوم بتدريبهم ضباط قطريون وربما اميركان " يهود " او ضباط اسرائيليون ، ؟

اول الغيث المطر ، اول عرض قدمه امير قطر ، محطة كهرباء لتوليد الطاقة من شركة سيمنز " الإلمانية " قادرة على زيادة حاجة لبنان من الكهرباء 24/24 ، علماً في السابق عرضت ايران على لبنان بناء المحطة ولم يلق العرض قبولاً ، وكذلك عرضت " ميركل " رئيسة وزراء ألمانيا المحطة عند زيارتها لبنان ، ولم يعير المسؤولين اللبنانيين اي اهتمام .

البداية حسنة وتصب في مصلحة الإقتصاد والشعب اللبناني ، ولكن كما قلنا لا نعرف ما وراء الأكمة ، وما علينا سوى الإنتظار ، والأحداث تتسارع في العالم كله ، لننتظر ونترقب وننظر .

* الحاج صبحي القاعوري - الكويت





تعليقات: