موت إيهاب في دير الزهراني بين الانتحار واستبعاده

مكان الحادث
مكان الحادث


استيقظ جيران إيهاب حجازي في بلدة دير الزهراني على صوت ارتطام قوي، ليكتشفوا أنّ مَن سكن معهم في الحي عينه لسنوات رحل بلا عودة، بعدما وقع من سطح مبنى مؤلف من ثلاث طبقات على سيارة كانت موجودة في الاسفل، لتحضر القوى الامنية والادلة الجنائية وتفتح تحقيقاً بالحادث. "الطبيب الشرعي يتحدّث عن انتحار والعائلة ترفض الفكرة"، وفق ما قاله محمد ابن عم الضحية لـ"النهار".

بين الانتحار والاستبعاد

"عند نحو الساعة السادسة من صباح اليوم، لفظ ابن بلدة حومين الفوقا أنفاسه"، قال محمد، قبل ان يلفت الى أنّه "مساء امس، اطلعته والدته الى ضرورة إلقائه نظرة على خزان المياه لانقطاعها عن المنزل، وبالفعل استيقظ صباح اليوم، صلّى وقرأ القرآن، احتسى بعدها القهوة مع والدته كعادته، أخبرها أنّه سيقصد بلدة النبطية لإصلاح بطارية سيارته، وقبل التوجّه، صعد الى السطح لتقع المصيبة"، وشرح: "الطبيب الشرعي يستند على ترجيح فريضة الانتحار بسبب وجود حافّة مرتفعة على السطح، ما يعني وقوف ايهاب عليها، أي أنّ قدمه لم تزل، كما أنّ الجهة التي وقع منها لا يوجد عليها خزان مياه منزله، بل آخر عائد للجيران، عدا عن طريقة سقوطه. كما أنّ القوى الأمنية رجّحت الانتحار، ومن حقها أخذ الاجراءات والتفكير في كلّ الاحتمالات". وكانت فصيلة النبطية فتحت تحقيقا بالحادث، حيث أكّد مصدر أمني أنّ "التحقيق مستمر، وننتظر تقرير الطبيب الشرعي والأدلة الجنائية".

لكن، كما قال إيهاب: "من جانبنا نستبعد إقدامه على هذه الخطوة، لا سيما إنّه كان طبيعياً، لا يبدو عليه الحزن أو التعب النفسي أو المعاناة، من اي إشكال، ونعتقد أنّه كان يريد القاء نظرة على خزان الجيران، وللقيام بذلك يجب وقوفه على الحافة، الا أنّ الطقس، الرياح القوية، جسده النحيل ومرضه حيث كان يعاني "الكريب"، كل ذلك ساعد في وقوعه".

الحقيقة الأكيدة

نقلت جثة ايهاب (49 سنة) الى المستشفى الحكومي. العائلة تنتظر تقرير الادلة الجنائية على الرغم من انه، كما قال محمد: "لا نشكّ للحظة أن يكون قد أقدم على رمي نفسه. وعلى عكس ما يحاول البعض إشاعته من انه مريض نفسي، أؤكد أنّه كان طبيعياً. نعم كان يصرخ بين الحين والاخر، لكن من ضغوط الحياة وعدم قدرته على تأمين وظيفة، كما أنّه لم يكتب له أن يتزوّج ويؤسس عائلة"، واضاف: "الان لم يعد ينفع شيء، ولا وشوشات من هنا وهناك. فالحقيقة الأكيدة أنّنا خسرنا إنساناً غالياً على قلوبنا. رحل من دون مقدّمات، تاركاً أحبابه في حسرة على فراقه".

تعليقات: